31/10/2010 - 11:02

وفد أميركي وصل الى سوريا الاسبوع الماضي../ رضوان الذيب

وفد أميركي وصل الى سوريا الاسبوع الماضي../ رضوان الذيب
ما يجري في المنطقة من اتصالات ومفاوضات وجولات مكوكية يكشف بأن شيئا ما يحضّر بعيدا عن ‏عنعنات اللبنانيين وخلافاتهم، وبأن ما يحضر لا مكان فيه للبنان على طاولة الحوار جراء ‏سذاجة اللبنانيين والحكومة بالتحديد، التي لم تعرف الاستفادة من حرب تموز ونتائجها، للجلوس ‏كلاعب اساس على طاولة المفاوضات المقبلة بشأن المنطقة.

وفي هذا الإطار، كشفت المعلومات عن ‏زيارة وفد اميركي الى سوريا رفيع المستوى، هو الاكبر منذ العام 1990، ويضم كبار جنرالات ‏الجيش الاميركي ومسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية ورؤساء مراكز دراسات واكاديميين، وكان ‏الوفد قد وصل الى سوريا الاسبوع الماضي ويقوم بمباحثات شاملة مع المسؤولين السوريين تتعلق ‏بالشؤون السياسية والاقتصادية والعلاقات بين البلدين.‏

وتقول المعلومات ان المنطقة تتحضر لمدريد-2 خلال شهري ايلول وتشرين الاول في حضور الدول ‏الراعية لعملية السلام، بما فيهم روسيا والمفوضية الاوروبية لبحث عملية السلام على المسار ‏السوري - الاسرائيلي، في ضوء قناعة اميركية بأن المحاور الفلسطيني ما زال عاجزا عن خوض ‏غمار عملية السلام والإلتزام بوعوده، وهذا ما يستدعي تحريك عملية السلام السورية - ‏الاسرائيلية، والتي ستكون صعبة وشاقة في ظل قرار سوري لا رجوع عنه بعودة الجولان ووضع ‏السوريين «أرجلهم» في مياه بحيرة طبرية وتنفيذ القرارين الدوليين 242 و3387 اي الارض مقابل ‏السلام وعدم فصل المسارات.‏

وبالتالي، فإن على اللبنانيين الاقتناع بأن شيئا ما يحضّر للمنطقة بعيدا عن مشاكلهم ‏وخلافاتهم واتهاماتهم فالكلام الاسرائيلي عن السلام تم بضوء اخضر اميركي، والانفتاح الاوروبي ‏على سوريا تم ايضاً بضوء اخضر اميركي، حتى ان هناك من يقول بان الاغراءات الاميركية لسوريا ‏كثيرة وكبيرة بخصوص الجولان والمقايضة في موضوع المحكمة الدولية، شرط ان تفك سوريا تحالفها مع ‏ايران وهذا لن يحصل مطلقاً، وعلى اميركا ان تفاوض سوريا كما هي بثوابتها، وهي مضطرة ‏لذلك جراء المأزق الاميركي في العراق.

فالاميركيون ابلغوا القريب والبعيد ان انسحابهم من ‏العراق سيبدأ منتصف 2008 وانهم سيسعون الى ترتيب اوراق المنطقة خدمة لاسرائيل وهذا ما ‏تريده اميركا الآن قبل حكومة السنيورة وغيرها، وهي تتمسك بورقة حكومة السنيورة ‏لاستخدامها في وجه سوريا وبيعها حين يحين موعد ذلك، وهو في القريب العاجل وقبل شهر ايلول.‏

وقد سمع المسؤولون السوريون من اعضاء الوفد الاميركي بان زمن الشروط الاميركية ولّى الى غير ‏رجعة وبان الاميركيين بدأوا تغيير سياساتهم، لكن التحول الاميركي بطيء جدا لكنه بدأ في ظل ‏الادراك الاميركي من الجمهوريين والديموقراطيين بان السياسة السابقة كانت خاطئة وجرّت ‏الويلات على الولايات المتحدة الاميركية، حتى ان المعلومات تكشف عن تعاون امني اميركي - ‏اوروبي - عربي مع سوريا في موضوع الارهاب وفتح الاسلام وحركتها في لبنان، وان الدول ‏الاجنبية استندت الى التقارير الاستخباراتية السورية عن هذه الحركة ونشاطها، وان منظمات ‏فلسطينية قدمّت ما لديها في هذا الامر.

فيما بعض الاجهزة اللبنانية تعمل بطريقة بدائية، ‏ومصرّة على توجيه الاتهامات لسوريا، فيما هذا الملف يتطلّب تعاوناً وتنسيقاً للحدّ من ‏خطورته، خصوصاً ان لبنان يواجه حركة اصولية عالمية لها امتداداتها في سائر الدول الاسلامية ‏ودول العالم والقضاء عليها يتطلب جهوداً، وتعاوناً وتنسيقاً لا تتقنها الاجهزة اللبنانية ‏التي لا تدرك لعبة المصالح بعد.‏

فالخطر الذي يواجهه لبنان يستدعي حكومة وحدة وطنية والإلتفاف حول الجيش وفتح ابواب ‏الحوار الداخلي مع سوريا والدول العربية وكل من يقدم تعاونا للقضاء على «فتح الاسلام». ‏فالجيش اللبناني النظامي يواجه حرب عصابات، فعلى افراد عصابة «فتح الاسلام» تسليم ‏انفسهم على ان تتولى الفصائل الفلسطينية معالجة ما تبقى من عناصر «فتح الاسلام» ‏والتمهيد لحل سياسي، وانهاء هذه المشكلة قبل ان يغرق البلد في حرب استنزاف لا يستطيع ‏تحملها فيما المنطقة تشهد مسارات مختلفة ونجاحات في حين يبقى الملف اللبناني يراوح مكانه ‏على طريقة «فالج لا تعالج».‏

"الديار"

التعليقات