31/10/2010 - 11:02

وهم عبّاس وواقعيّة ميليباند../ حسام كنفاني

وهم عبّاس وواقعيّة ميليباند../ حسام كنفاني
«حل الدولتين»، كلمة تمّ تداولها كثيراً خلال اليومين الماضيين مع جولة وزيرة الخارجيّة الأميركية، هيلاري كلينتون، في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. جولة من الواضح أنها ركّزت على «بيع الوهم» مجدّداً، ويبدو أن هناك من هو مستعد للشراء بأعلى الأثمان، وفي مقدمتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحاشيته من المسؤولين في سلطة رام الله.

من يستمع إلى تصريحات أبو مازن، في المؤتمر الصحافي المشترك مع كلينتون، يتخيّل أن العملية السلمية تسير على خير ما يرام، وأن الاتفاق سيكون قاب قوسين أو أدنى، وأن الدولة الفلسطينية لم يبق لها إلا أيام لتخرج إلى العالم.

«أكدنا للوزيرة كلينتون إصرارنا على السير في عملية السلام حسب الشرعية الدولية وخريطة الطريق والتزامنا بذلك كاملاً»، هكذا قال أبو مازن، لكن لا أحد سأله عن أي عملية سلام يتكلّم وهي متوقفة منذ نحو ثلاثة أشهر، بعدما وصلت إلى طريق مسدود بفعل ما يسمى «خريطة أولمرت». وعن أي التزام يقصد، فيما بنيامين نتنياهو يرفض الحديث عن «دولة» فلسطينية، ولا يريد لعباس أكثر من بلدية بلا سيادة على نصف الضفة الغربيّة.

لكن أبو مازن لا يكترث بكل ما يقال، هو يصدّق وزيرة الخارجيّة الأميركية الجديدة، التي وعدته بأنها «ستبقى منخرطة في عملية السلام، وهذا التزام أضعه في صميم قلبي». كلام لا شك يطيب للرئيس الفلسطيني سماعه، وهو الذي نذر سنوات عمره لتحقيق «الوهم السلمي» ورفعه لواءً دون غيره من الخيارات، حتى قبل نشوء السلطة الفلسطينية، حين كان أميناً لسر منظمة التحرير.

حتى إن أبو مازن بدا متساوقاً معها في ملف المصالحة الفلسطينية، فجاراها بضرورة تأليف حكومة فلسطينية «تلتزم بالتزاماتنا كاملة»، مع ما يعني ذلك من انهيار محتمل لحوارات اللجان في القاهرة الأسبوع المقبل، انهيار قد يكون ثمن «انخراط» هيلاري الموعود.

عباس ماضٍ على درب كلينتون وبضاعتها، ويهلّل لرغبة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي برؤية دولة فلسطينية نهاية العام الجاري، متجاهلاً «واقعيّة» وزير الخارجيّة البريطاني الشاب، ديفيد ميليباند (44 عاماً)، الذي أقرّ بأنه «قد لا يشهد ولادة دولة فلسطينية طوال حياته».
"الأخبار"

التعليقات