24/01/2011 - 12:22

حينما يشرعن الاحتلال المجزرة والحصار؟!../ نواف الزرو

نستحضر ما كنا كتبناه في حينها عن المجزرة الصهيونية المؤدلجة ضد أسطول الحرية، ونقول: حينما تكون الجريمة والمجزرة سافرة وصريحة وبالبث الحي والمباشر ومسنودة بممهدات ومقدمات أيديولوجية وسياسية وإعلامية، وحينما تكون القرصنة في وضح النهار، ويكون القراصنة الكبار معروفين وعلى رؤوس الأشهاد، فلا يعود المجتمع الدولي بحاجة أبدا إلى مهزلة لجان التحقيق وخاصة الصهيونية، وتتحول هذه اللجان بالتأكيد إلى مهزلة ومهرب وتضليل وعبثية ولعبة وتتويه ومضيعة للوقت إذا لم ترافقها دائما قدرة تنفيذية.. وكل من يطالب أو يؤيد فكرة ومقترح تشكيل لجنة تحقيق دولية يساهم في هذا الهراء الذي لا يجدي نفعا مع دولة تقترف الجرائم على مدار الساعة، فكيف الأمر حينما يكون هناك من يقترح "أن تقوم إسرائيل بنفسها بالتحقيق مع جيشها- نفسها"، أي أن المجرم والقرصان يحقق مع نفسه.. تصوروا هول المهزلة؟!

حينما يشرعن الاحتلال المجزرة والحصار؟!../ نواف الزرو
نستحضر ما كنا كتبناه في حينها عن المجزرة الصهيونية المؤدلجة ضد أسطول الحرية، ونقول:
حينما تكون الجريمة والمجزرة سافرة وصريحة وبالبث الحي والمباشر ومسنودة بممهدات ومقدمات أيديولوجية وسياسية وإعلامية، وحينما تكون القرصنة في وضح النهار، ويكون القراصنة الكبار معروفين وعلى رؤوس الأشهاد، فلا يعود المجتمع الدولي بحاجة أبدا إلى مهزلة لجان التحقيق وخاصة الصهيونية، وتتحول هذه اللجان بالتأكيد إلى مهزلة ومهرب وتضليل وعبثية ولعبة وتتويه ومضيعة للوقت إذا لم ترافقها دائما قدرة تنفيذية.. وكل من يطالب أو يؤيد فكرة ومقترح تشكيل لجنة تحقيق دولية يساهم في هذا الهراء الذي لا يجدي نفعا مع دولة تقترف الجرائم على مدار الساعة، فكيف الأمر حينما يكون هناك من يقترح "أن تقوم إسرائيل بنفسها بالتحقيق مع جيشها- نفسها"، أي أن المجرم والقرصان يحقق مع نفسه.. تصوروا هول المهزلة؟!
 
فلجان التحقيق تتشكل وتحقق وتوصي وتطالب حينما تكون ملابسات الجريمة غامضة وملتبسة وتحتاج حقا إلى بيان الظروف والمعطيات والملابسات وغير ذلك، أما في الحالة الإجرامية الإسرائيلية، فكل الظروف والمعطيات والملابسات واضحة ومعلنة حتى على أيدي قادة تلك الدولة المجرمة.
 
وبالمناسبة، لنتابع بعض ما يجري في الكيان الصهيوني على صعيد المجازر الإجرامية ومهازل لجان التحقيق الصهيونية!
 
فهاهي لجنة تيركل الصهيونية تبرئ وتطهر دولة الاحتلال، وتشرعن مجزرة الحرية والحصار على غزة/وكالات 2011-1-23. وتزعم: "أن الجنود قاموا بواجبهم "بصورة مناسبة" و"أن إسرائيل عملت وفق القانون الدولي خلال سيطرتها على سفن أسطول الحرية الذي كان متجهاً إلى غزة وفي حصارها البحري على القطاع". وفي ما يخص الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، قال أعضاء اللجنة في تقريرهم "إنه يتوافق والقوانين الدولية مع الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع والأمنية".
 
وعن قتل المسن الخليلي خلال نومه بدم بارد قبل أسابيع قليلة برأت قوات الاحتلال الجندي الذي قتل المسن وهو عمر القواسمي (65 عامًا) من الخليل خلال نومه في فراشه قبل أسابيع، واكتفت بتسريح وإيقاف الجندي الثاني الذي أشرك نفسه في عملية إطلاق النار، عن العمل، ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية/ الخميس 20 / 01 / 2011  عن قائد لواء المركز في جيش الاحتلال الإسرائيلي القول إن التحقيق أظهر أن إطلاق النار من الجندي جاء وفقا لتعاليم الجيش الإسرائيلي في حال الشعور بالخطر، حيث سيبقى الجندي يخدم في الجيش الإسرائيلي وسيحافظ على موقعه في الجيش.
 
 وعن قتل الفلسطينية جواهر أبو رحمة ادعت لجنة تحقيق عسكرية إسرائيلية حققت في ظروف استشهادها خلال مظاهرة ضد جدار الفصل العنصري في بلعين "أن وفاتها نجمت عن أخطاء طبية لدى تلقيها العلاج في أحد مستشفيات رام الله"، وادعت اللجنة "أن أبو رحمة قد أصيبت جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع وأن تدهورا حصل في صحتها في المستشفى بسبب أخطاء في التشخيص وتلقيها أدوية غير مناسبة/ عــ48ـرب 20/01/2011 -
وفي عملية قتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة عام/2000 التي كانت بالبث الحي والمباشر، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزارة الإعلام الإسرائيلية وثيقة تبرئ فيها الجنود الإسرائيليين من دماء الشهيد الطفل محمد الدرة على مفترق نتساريم قبل أكثر من 10 أعوام، وقد جاء في الوثيقة الإسرائيلية نقلاً عن موقع المستوطنين7 ب"أن إطلاق النار نحو محمد الدرة كانت مجرد طبخة إعلامية مقصودة للإساءة إلى سمعة الجيش الإسرائيلي ولزيادة الكراهية ضد اليهود في أنحاء العالم/ الأحد 31 / 10 / 2010 ".
 
ويفضح تقرير اسرائيلي لمنظمة "بتسيليم" لحقوق الإنسان إقدام المدعي العسكري الإسرائيلي على المماطلة المتعمدة في معالجة جرائم القتل وإرجاء النظر فيها لشهور وسنوات حتى تضيع، ويشير التقرير إلى أن "بتسيلم" توجهت للمدعي العسكري بطلب التحقيق في 148 جريمة قتل راح ضحيتها 288 مدنيا فلسطينيا في الفترة ما بين 2006 و2009. وأشارت إلى أنه في هذه الفترة قتل جيش الاحتلال 1510 فلسطينيين من بينهم 617 لم يشاركوا في أي مجهود عسكري، عدا ضحايا عدوان "الرصاص المصبوب" على غزة.
 
وعن جرائم القتل ولجان التحقيق الصهيونية أفاد التقرير بأن جيش الاحتلال يستبيح دماء الفلسطينيين بشكل منهجي من خلال الامتناع عن مجرد التحقيق مع جنوده ممن يقترفون جرائم قتل بحق مدنيين فلسطينيين. وكشف التقرير "أن جنود الاحتلال لا يحاسبون على قتلهم مدنيين فلسطينيين، حتى حينما تثار شبهات كبيرة بارتكاب جرائم عمدا وبشكل جنائي".
 
إنهم هناك في الكيان الصهيوني، لم ترتجف جفونهم من الجريمة حتى بعد وقوعها وثورة العالم ضدها، فقرصانهم الكبير رئيس وزرائهم نتنياهو كان أعلن "أنه يعطي الغطاء الكامل لعملية الجيش الإسرائيلي ضد الأسطول-يديعوت احرونوت-"، وانضم اليه وزير حربهم باراك القرصان رقم-2- قائلا:"نأسف لوقوع إصابات غير أن المسؤولية تقع على منظمي الأسطول"، بينما زعم قائد سلاح البحرية إيلي ماروم أن القوات الإسرائيلية كانت في حالة خطر وأظهرت ضبطا للنفس وشجاعة"، في حين زعم رئيس أركان الجيش السابق غابي أشكنازي أن "الجنود تصرفوا بحساسية وإصرار"، ناهيكم عن أن القيادة الأمنية الإسرائيلية أظهرت جبهة موحدة تلقي مسؤولية نتائج العملية الدموية على منظمي الأسطول.
 
وذهب رئيس الكنيست الإسرائيلي رؤوبن ربلين أبعد من ذلك زاعما كذبا "أن ما جرى كان عدوانا مبيتا من قبل عناصر إرهابية بمساعدة مجموعات تحمل اسم السلام كذبا، وأن القوات الإسرائيلية ووجهت بمقاومة عنيفة مما اضطر الجيش الإسرائيلي للدفاع عن نفسه على المستوى الوطني والشخصي"، مضيفا: إننا نعطي الغطاء الكامل للجيش الذي منع كسر الحصار وتصرف وفقا للقانون الدولي"، ويكمل جنرالهم بنيامين بن اليعازر مقترف المجازر ضد الجنود المصريين في سيناء الكذبة والتضليل قائلا:"كان واضحا للجميع أن الحديث عن عملية استفزاز إعلامي هدفها الوصول إلى مواجهة مع إسرائيل ومن لم يفهم ذلك لا يعرف عم يتحدث، ونحن لسنا انتحاريين شيعة، ومن واجب الجنود الدفاع عن أنفسهم".
 
إذا، هي الأمور في الكيان الصهيوني هكذا، وستستمر، فالغطرسة والغرور والفوقية ونزعة القوة هي التي تحكم دائما المواقف والسياسات الصهيونية، ونقول في هذا الصدد: حينما يشرعن الاحتلال اقتراف المجزرةوالحصار الجائر على مليون ونصف مواطن فلسطيني، وحينما يواصل الاحتلال المجزرة المفتوحة يوميا ضد أهل غزة، فإن الكرة تبقى هنا في الملعب الفلسطيني العربي، وليس في الملعب الصهيوني... فهذه هي الطبيعة الصهيونية على حقيقتها...!

التعليقات