18/03/2011 - 11:37

ارفعوا أيديكم عن الشباب!/ عوض عبد الفتاح

<b>رأي | يخضع الحراك الشعبي الذي أطلقه شباب فلسطين من أجل تغيير الحالة الفلسطينية الراهنة المترهلة، إلى شدّ وجذب من جانب شقي النظام السياسي الفلسطيني والى محاولات لخنقه وتجييره فئويًا. </b>

ارفعوا أيديكم عن الشباب!/ عوض عبد الفتاح

يخضع الحراك الشعبي الذي أطلقه شباب فلسطين من أجل تغيير الحالة الفلسطينية الراهنة المترهلة، إلى شدّ وجذب من جانب شقي النظام السياسي الفلسطيني والى محاولات لخنقه وتجييره فئويًا.
فتح الشباب الفلسطيني بحراكه الجديد باب الأمل لعموم شعبنا الفلسطيني، لتغيير الحالة الفلسطينية الراهنة المترهلة. فقد أدرك هذا القطاع من شعبنا الذي غيّبته هذه الحالة عن دوره السياسي والأخلاقي بعد أن ألقت به في غياهب اليأس والخوف لسنوات، أنه لا يقل عن أقرانه في أقطار الوطن العربي الثائر إرادة وحماسة وشعور بالكرامة. بل ربما هو أكثر حاجة، لوقوعه تحت نظام سياسي فاسد ومرتهن للخارج ونظام سيطرة كولنيالي أجنبي، للتخلّص من هذين النظامين، فضلاً عن الحاجة لإنهاء الانقسام المأساوي.
لقد أخذ النظام السياسي الفلسطيني وريث أوسلو وطبقته السياسية والمثقفة على حين غرة، بسقوط أنظمة عربية فاسدة ومرتبطة بالغرب وبمصالحه وباستراتيجيته في المنطقة. كما أصابت الثورة العربية فصائل "اليسار" أو بعضها، المفاجأة التي كانت مسترخية وقانعة بالواقع الراهن وكأنها كانت تنتظر معجزة ربانيّة لهزّ الواقع القائم.
وهكذا وعلى هدي الثورة العربية، ودور الشباب البارز والمؤثر فيها، بادر شباب فلسطين في الضفة والقطاع لتحريك الوضع. وظهرت منذ اليوم الخلافات حول الشعار. وبتأثير من له مصلحة، ساد في الأيام الأولى شعار إنهاء الانقسام كونه يدغدغ عواطف الشعب، ومن الصعب الاعتراض عليه. ولكن ما لبث أن تحول الشعار الى موضع خلاف، لأنه في الواقع شعار فضفاض ويتجاهل أسباب الانقسام. ومنذ فترة تحوّلت هذه المبادرة الشبابية إلى شدّ وجذب بين شقي النظام السياسي الفلسطيني المنقسم؛ سلطة غزة المحاصرة التي تحولت الى قمعية وسلطة رام الله التي وصل نهجها المرتهن للتنسيق الأمني وللمفاوضات والمساعدات المالية الغربية إلى طريق مسدود.
وفي الأسابيع الأخيرة يستخدم كل طرف شعار الانقسام ضد الطرف الآخر، ويحشد مؤيديه وأنصاره للمشاركة في المظاهرات ومدن الضفة والقطاع. وقد سجلت ممارسات قمعية من جانب الطرفين بحق المشاركين، خاصة الشباب المستقلين.
وفي هذه الأثناء يظهر إعلان أبو مازن عن قراره زيارة قطاع غزة، كاستجابة لنبض الشارع، نَبض الشباب الطامح للتغيير. كما الشيء نفسه مع إعلان قيادة حماس الترحيب بهذه الزيارة. لا يظهر من هذه الخطوة أنها حصيلة نضوج الحراك الشعبي، بل ربما الغرض منها المناورة وتحقيق مكاسب فئوية. وربما محاولة لإجهاض الحراك الشبابي الذي لا يهدف فقط الى إنهاء الانقسام بل الى خوض نضال ضد الاحتلال وهذا ما هو مخالف لتوجيهات وقناعات الطبقة السياسية في رام الله. بطبيعة الحال إن حماس لا تستطيع أن ترفض هذه الزيارة، وربما هناك حاجة لوضع النقاط على الحروف وأن تجري مراجعة حقيقية للفترة السابقة؛ تشخيص  الآثار التدميرية للانقسام ولنهج التسوية على السواء.
ولكن هنا يقع دور مجموعات الشباب وأوساط في فصائل فلسطينية يسارية كالشعبية التي تـُظهر تفهمًا أكثر لحراك الشباب واستقلاليتهم، دورهم في مواجهة هذا التلاعب بمبادراتهم، ومحاولة الالتفاف عليها وسلبهم إياها، ودورهم في تحديد الإستراتيجية المطلوبة لتبديل الحالة الفلسطينية، من حالة تابعة ومكبلة باتفاقية أوسلو وتبعاتها، إلى حالة منطلقة متحرّرة قادرة على الكفاح والمقاومة. إن ذلك يحتاج إلى شجاعة، وإلى نفس طويل وإلى الاستماع والإصغاء أيضًا إلى نصائح المثقفين المناضلين.
ما زال الطريق مليء بالعثرات، ولكن النضج والشجاعة قادران على فتح فجر جديد لشعب فلسطين.
فقط ارفعوا أيديكم عن شباب فلسطين؛ حوامل التغيير الواعدة.
 

التعليقات