01/04/2011 - 18:50

باسم شموع شبابنا قد هبت النار / وئام بلعوم*

لم تكن المظاهرة في اللد، الثلاثاء الماضي، حدثًا تقليديًّا يمكن المرور عليه مر الكرام، ولم يكن نجاح المظاهرة الشبابية محض صدفة أو معجزة نزلت من السماء، ولم يكن على شاكلة "لبى الآلاف من جماهير شبابنا الفلسطيني دعوة لجنة المتابعة...."، لا؛ لم يشارك الشباب او قاموا بتلبية الدعوة فقط، بل لقد قام الشباب بصنع الدعوة والحدث، وإنجاحه.

باسم شموع شبابنا قد هبت النار / وئام بلعوم*

لم تكن المظاهرة في اللد الثلاثاء الماضي، حدثًا تقليديًّا يمكن المرور عليه مر الكرام، ولم يكن نجاح المظاهرة الشبابية محض صدفة أو معجزة نزلت من السماء، ولم يكن على شاكلة "لبى الآلاف من جماهير شبابنا الفلسطيني دعوة لجنة المتابعة...."، لا؛ لم يشارك الشباب او قاموا بتلبية الدعوة فقط، بل لقد قام الشباب بصنع الدعوة والحدث، وإنجاحه.

فلسان حال الشباب الفلسطيني اليوم يقول، إن علينا الانتقال من مرحلة "إحياء مناسباتنا الوطنية" إلى مرحلة تحويل "الذكرى" لأيّام وأشهر نضالية تتعامل مع الحاضر والمستقبل وليس الماضي فقط، فيوم الأرض لم ينته أو يمت حتى يتم إحياؤه، فإذا كانت هبّة آبائنا في 30.03.76 استجابة لنداء الأرض المسلوبة، فما زالت الأراض تصادر، وما زالت البيوت تهدم، وما زالت العنصرية تستشري، ولم يعد اللاجئون ولا تحررت فلسطين أو حلّت القضية حلاً عادلاً حتى نقول إن النكبة قد انتهت، ولم تجف دماء شهدائنا، ولم يحاكم القتلة ومرؤوسيهم، ولم تنته الأسباب التي ثار وانتفض واستشهد من أجلها شبابنا في أكتوبر 2000 حتى نحيي ذكراهم فقط، لم تنته أسباب انتفاضاتنا حتى تنتهي الانتفاضة، وأكاد أجزم أنّا لو خيّرنا شهداءنا بين الاستمرار على دربهم وبين مجرّد إحياء ذكراهم لاختاروا الأولى.

الحراك الشبابي العربي آخذ بالتطوّر، وملقاة على عاتقنا  ضرورة تطويره والاستفادة من دروسه لنؤسس ملامح مرحلة جديدة من النضال عند عرب الداخل، تعتمد على الروح الشبابية الثائرة، وقدرة العقل الفلسطيني على المفاجئة.

المرحلة لا تحتمل المراهنة على الأدوات التقليدية نفسها للنضال، فلقد تغيّر العصر كثيرًا، وتغيّرت كذلك معه أدواته، ولنا بالثورة المصرية وأخواتها خير دليل. وأدوات العصر هي ملك أيدينا نحن الشباب، ولا تهدف هذه الكلمات – طبعًا - المزاودة على الآباء والمعلّمين الكبار، بل تهدف إلى استفزاز عقول القراء الأعزاء لابتكار أساليب جديدة تتماشى مع العصر، فكلّ واحدة وواحد منا بإمكانه أن يكون ضلعا أساسيا من هكذا تحرّك.

المرحلة تتطلب وضع الاختلافات جانبًا، والإعلان عن حركة نضال شعبي  تعتمد على النفس الطويل، مستفيدة من دروس الثورات الشعبية في العالم العربي، والتي استمدت أساليبها منا نحن الفلسطينيون، من طريقة الانتفاضة الأولى، والتي أعطت دروسًا للعالم أجمع بالثورات الشعبية، تضع الحركة الفكرة أمامها وتؤمن بها، تضع الآليات لإنجاحها وتطبقها (أهم ما في اللد هو الإثبات على قدرة نجاح التنظيم الشبابي وقدرته على إخراج الطاقة الكامنة فينا، وبأبسط الأدوات والامكانيات والقدرة عن الخروج عن التقليد)، وتشمل الحركة على سبيل المثال اعتصاما مفتوحا في أحد الميادين المهمة، يكون مركزًا لعشرات الفعاليّات شهريًّا، يتواصل مع مناطق التماس الحقيقية مثل اللد، والعراقيب، والشيخ جرّاح، وصفد وأخواتهن.. يضمن هذا الاعتصام استمرارية لمشروعنا المتواصل، ويضمن كذلك إيصال عدالة قضيتنا عالميًّا وإحراج إسرائيل المفتونة بديمقراطيتها دوليًّا.

أمامنا فرصة تاريخية نحن أبناء الشعب الفلسطيني لاستنهاض المارد الذي بداخلنا، المرحلة سوف تفرض علينا أن نكون على قدر التحديات، لذا علينا أن نكون في أهبة الاستعداد لها، فنحن أبناء أكتوبر 2000، قد أزلنا حاجز الخوف من داخلنا بلا رجعة، وإن الاعداد الكبيرة التي شاركت وتشارك في المظاهرات والفعاليات الوطنية لهي خير دليل على جاهزية شبابنا لنضال طويل الأمد، يعتمد على النفس الطويل وعلى الاستعداد للتضحية.

* جامعة حيفا

التعليقات