17/04/2011 - 09:48

محكمة من حيوانات الكنغر../ غسان الشامي

إن مجلس الأمن الدولية وهيئة والرباعية الدولية يمثلون أكذوبة كبيرة على العرب والعالم، وقراراتهم الدولية تأتي لقصم ظهور الشعوب الضعيفة، وتمثل دعما كبيرا لـ "إسرائيل" وأمريكا ومن يدور في فلكهم لتحقيق خططهم وأهدافهم في السيطرة على العالم

محكمة من حيوانات الكنغر../ غسان الشامي
موقف دولة الكيان الصهيوني "إسرائيل" من الهيئات الأممية والدولية العالمية، وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي، قديم جديد، وهو " الضرب بعرض الحائط لكافة قرارات الإدانة التي يُصدرها المجلس بحق "إسرائيل"، وهذه المواقف تاريخية منذ أول إدانة أعلنها مجلس الأمن بحق "إسرائيل"، عندما صوتت إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان وللمرة الأولى لصالح قرار مجلس الأمن الدولي الذي انتقد "إسرائيل" بالاسم في العام 1982 منددا بالهجوم العسكري "الإسرائيلي" على بيروت أثناء غزو لبنان، عندها وصف بنيامين نتنياهو سفير "إسرائيل" لدى الأمم المتحدة آنذاك، مجلس الأمن بأنه "محكمة من حيوانات الكنغر" وقال: "بصراحة لقد أصبنا بخيبة أمل لأن أمريكا شاركت في هذه المناورة".
 
ها هو اليوم بنامين نتنياهو على سدة حكم في "إسرائيل" يناور مع الفلسطينيين في معارك خاسرة، فهو لا يُلقي بالا لأية قرارات دولية أو اجتماعات أممية أو أوروبية لوقف مخططاته العدوانية الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني.. فكل يوم تنام غزة وتصحو على قصف "إسرائيلي" هنا ودمار هناك، وشهداء هنا وجرحى هناك، فيما لم تقف سياسة الاغتيالات بحق رجال المقاومة الفلسطينية، وما أن يتوفر قائد حتى تخرج الطائرات لتقصفه هو من معه دون أي تفكير بخطورة قصف المكان على السكان والمواطنين، ولعلنا نتذكر أن "إسرائيل" قامت بقصف حي سكني كامل مكتظ بالسكان من أجل اغتيال القائد العسكري لكتائب القسام الشيخ صلاح شحادة.. أين مجلس الأمن الدولي من هذه المجزرة الكبيرة؟!
 
وأين مجلس الأمن الدولي من القرارات الأخيرة والدعم الأمريكي لـ "إسرائيل" من أجل مواجهة صواريخ القسام، فقد قدمت الولايات المتحدة الأمريكية معونة لـ "إسرائيل" بمبلغ 205 مليون دولار ستخصص لاستكمال إنشاء منظومات الدفاع "الإسرائيلي" في محيط قطاع غزة مثل القبة الحديدية التي فشلت بوقف صواريخ القسام..
 
واهم هنا من يدرك أن "إسرائيل" قد تحسب حسابا لمجلس الأمن أو هيئات الأمم المتحدة والقرارات الدولية. وهيا بنا نتساءل لماذا تُفرض عقوبات دولية على الدول الضعيفة بحجة امتلاك أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، دون أن يُنظر إلى دولة الاحتلال "الإسرائيلي" وهي تمتلك الأسلحة النووية منذ أكثر من عشرين عاما.. وهل تحسب "إسرائيل" حسابا عندما تواصل فرض الحصار بشتى أنواعه على قطاع غزة.. وهل اهتمت "إسرائيل" بمجلس الأمن الدولي عندما أعلنت الحرب على غزة و ألقت بأطنان القنابل والمتفجرات على مساحة سكنية صغيرة من أكثر مناطق العالم كثافة سكنية، بل و واستخدمت في حربها على غزة الأسلحة الفوسفورية الممنوعة دوليا وعالميا لقتل الأطفال والنساء والشيوخ خلال الحرب.. ماذا فعل مجلس الأمن الدولي من أجل وقف الحرب على مدار 23 يوما؟ وماذا فعل مجلس الأمن الدولي عندما كلف لجان تحقيق للذهاب إلى غزة بعد الحرب الإجرامية والتحقيق في جرائم الحرب؟ أين ذهب تقرير غولستون الذي يمثل إدانة كبيرة لدولة الكيان الصهيوني في حربها على غزة؟ ولماذا لم نسمع شيئا جديدا عن هذا التقرير؟ لقد ذهب التقرير واللجان أدراج الرياح في مجلس الأمن الدولي... أين مجلس الأمن الدولي من القرارات "الإسرائيلية" الأخيرة بتسليح المستوطنين ومنحهم تسهيلات خاصة بإصدار رخص حمل السلاح؟
 
إن مجلس الأمن الدولية وهيئة والرباعية الدولية يمثلون أكذوبة كبيرة على العرب والعالم، وقراراتهم الدولية تأتي لقصم ظهور الشعوب الضعيفة، وتمثل دعما كبيرا لـ "إسرائيل" وأمريكا ومن يدور في فلكهم لتحقيق خططهم وأهدافهم في السيطرة على العالم.. فالعراق مثلا الذي تعرض للدمار والخراب على أيدي الجيش الأمريكي وقوات التحالف.. من أعطى الغطاء الدولي لاحتلال العراق بحجة امتلاك أسلحة الدمار الشامل ؟! ثم بدأت الحقائق تتكشف بعدم وجود أسلحة الدمار في العراق، على الرغم من أن العراق قبل الحرب أبدى تعاونه الكبير مع مفتشي الأمم المتحدة في زيارة مصانع الأسلحة لديه.. هذا مثل بسيط..
 
إن الدور الذي يلعبه مجلس الأمن الظالم هو دور خبيث يتمثل في خدمة أهداف ومصالح القوى العالمية الكبرى، ودعم الآراء والتوجهات العالمية لهذه القوى الدولية، بل لا يجرؤ مجلس الأمن على إصدار أية قرارات بحق "إسرائيل" و"أمريكا".. ولعلي هنا أصف هذا المجلس بحظيرة الحيوانات الدولية.. وحديقة الغاب العالمية..

التعليقات