01/05/2011 - 13:00

عبثية الأسئلة الفلسطينية../ رامي مهداوي

- لماذا تمت المصالحة بشكل سريع وغير متوقع؟ -هل سيكون د. سلام فياض رئيس الحكومة الجديدة؟ - هل استحقاق أيلول مستمر بعد التوقيع على المصالحة؟ - ما هو دور الفلسطيني "أينما كان" في هذا الوقت؟

عبثية الأسئلة الفلسطينية../ رامي مهداوي
أسئلة كثيرة من نوع جديد بدأت تطفو في مجتمعنا الفلسطيني، وبسبب تسارع الأحداث والمفاجآت وعدم التواصل ما بين صانع ومستقبل الحدث، فجدلية الأسئلة أصبحت متنوعة من حيث أنواع الأسئلة "استنكارية، استغرابية، قياسية، استكشافية، تحليلية...."
 
المهم هنا، أن مجتمعنا يطرح أسئلة كثيرة يتم مراكمتها دون إيجاد الأجوبة "المقنعة أو غير المقنعة" ليتم الانتقال إلى مرحلة العمل في قناعاته الذاتية، لذلك يبقى المجتمع في دوامة الأسئلة ليتشكل حوله حالة من الضياع "التيه" وهذا ما يتعارض أو يتكامل بشقه الفلسفي مع القيلسوف المخضرم هيجل عندما قال "كل الناس تبحث عن أجابات لأسئلتهم، أما أنا فمنشغل في بحثي عن أسئلة جديدة".
 
سأطرح هنا عددا من الأسئلة التي تتداول في هذا الوقت ضمن محيط الـ"أنا" دون معرفة الإجابة، وإذا تمت الإجابة عليها تكون سريعة، غير مدروسة، شكلا من أشكال الفلسفة الفلسطينية في التعامل مع حالة الإحباط وعدم امتلاك المعلومة:
 
- لماذا تمت المصالحة بشكل سريع وغير متوقع؟
-هل سيكون د. سلام فياض رئيس الحكومة الجديدة؟
- هل استحقاق أيلول مستمر بعد التوقيع على المصالحة؟
- ما هو دور الفلسطيني "أينما كان" في هذا الوقت؟
 
والعديد من الأسئلة على الصعيد الإقليمي أو العالمي، المهم هنا لا يوجد خارطة فكرية يمتلكها المواطن الفلسطيني كي يتعامل مع الحدث بمسؤولية، فاستقباله الأحداث المتتالية دون إشراكه وخصوصاً القيادات الميدانية لمختلفة الأحزاب، تجعل من الأمور أكثر صعوبة في تحديد الاتجاهات.
 
أستطيع القول، إن لكل سؤال جوابا، لكن هناك حالات يعسر فيها جواب، أو يعلق بين الإثبات والنفي عندئذ نقول: إن السؤال ينتظر جوابا، بعد أن أحدث نوعا من الإحراج النفسي والعقلي معا، وربما من باب فضول الفلاسفة والعلماء الاهتمام بالسؤال أكثر من جوابه ؛ قديما إلى يومنا هذا، نظرا لما يصنع من حيوية واستمرارية في البحث عن الحقيقة التي لا تنهي التساؤلات فيها.
 
وهنا يولد السؤال: كيف يمكن التخلص من نمطية التفكير؟هل يمكنأن نفكر بطريقة تختلف جذريا عما اعتدنا عليه من آليات محددة نتشبث بها جاهدين ألاتتغير أو أن نتغير؟

وتظل الإجابة أحيانا مهملة فيجانب خفي من القضية الفلسطينية المعاشة، قد تكون أمام أعيننا لكننا لا نراها، لتكدس الوهم/ الظن/ الاعتقادات أمامنا بشكل يشكل حاجزا لا نستطيع تجاوزه حتى ولو كان شفافا لايرى.
 
يكاد الفلسطيني لا يجد أمامه إلاالتساؤلات، ما أن يبدأ في فتح عينيه في الصباح الباكر حتى تبدأحمى الأسئلة تتصاعد في وتيرة تكاد لا تتوقف تبدأ: في تعديل وزاري؟ أين القضية الفلسطينية...؟ كم عدد الشهداء؟متى ستتم المصالحة؟ لماذا تم تعيين؟ هل في راتب؟
 
أحيانا لا تهمنا الإجابات بقدر مانستلذ بطرح الأسئلة، وكأن كل سؤال يحمل في طياته إجابات لا تحتمل التأويل أو البحث والدراسة،هلطرح الأسئلة بهذه الطريقة هو مجرد جلد للذات الفلسطينية؟أم هيإضاءات لفكر فلسطيني يبحث عن اليقين و عن الحقيقة المطلقة؟أم هو الشعور بالتحرر من ربقةقيود التبلد والجمود؟أم هو انطلاق في فضاءات لا حدود لها؟ والهروب من الواقع المعاش؟! ثم.. أينالإجابة؟تبقى الإجابة مبهمة.
 
ونظل نستمرئ الأسئلة مهما كانتفهي تشعرنا أحيانا بوجودنا الذي لا يحتاج إلى هذا الجهد. ولقد أبدع الفلسطيني في صياغةوطرح الأسئلة، وتظل الأسئلةركيزة أساسية في فلسفة الوجود الفلسطيني لا يستطيع التهرب أو الهروب منها مهما حاول،ويقف الفلسطيني عاجزا أمامها وأمام مسيرته عبر التاريخ؟
 
هل يمكن الخروج من دائرة السؤال؟هل يمكنللعقل الفلسطيني المحدود أمام فضاءات الوجود أن يبدع بدون أن يأخذ التساؤل حيزا كبيرامن تفكيره؟ هل يمكن للفلسطيني أن ينتج و أن يتطور بدون أن يطرح أي تساؤل مهما كان؟وإذاطرحنا ( السؤال ) جانبا.. فما هو البديل؟
 
ماذا تريد أنت؟هل تريدالتخبط في أسئلة سفسطائية؟هل يريد الفلسطيني إجابة محددة المعالم واضحة اليقينلا تحيد عن الصراط؟هل نريد أنصاف إجابات أو حلولا أم نريدإجابات مبهمة لا تقدم ولا تؤخر؟ أم تريد إجابات لا معنى لها؟أم نرغبفي إجابات تخالف الواقع و تلوي عنق الحقيقة؟
 
ما أكثر الأسئلة !وماأقل الإجابات !
أحيانا يكون السؤال أهم منالإجابة، أحيانا تظل الأسئلة بلا إجابات إطلاقا، أو أسئلة ذات إجاباتمؤجلة،أوأسئلة تحمل الإجابات في أحشائها، أو....

التعليقات