21/05/2011 - 12:07

إنه لممتع حقا أن يكون لك عدو أحمق../ زكريا محمد

نقول هذا لأن بعضهم في الإدارة الأميركية افترض أن نتنياهو هو من صعد إلى الشجرة بموقفه من خطاب أوباما، وأنه، بتصرفاته، يصعب على نفسه النزول عنها. نحن لا نستطيع أن نجزم بذلك. فخبرتنا الماضية تقول إن أوباما هو الذي اضطر في كل مرة أن ينزل عن الشجرة التي صعدها حين تعلق الأمر بإسرائيل، كما حصل في موضوع الاستيطان، والدولة الموعودة في شهر أيلول

إنه لممتع حقا أن يكون لك عدو أحمق../ زكريا محمد
جيد جدا أن الأحمق نتنياهو رفض خطاب أوباما. فقد جنبنا، أي جنب الطرف الرسمي الفلسطيني، عبء رفض هذا الخطاب. لأنه كان علينا أن نرفضه، وأن نرفضه بشده، لو لم يرحنا نتنياهو من هذه المهمة الصعبة.
إنه لممتع حقا أن يكون لك عدو أحمق.
 
خطاب أوباما محاولة لتجنيب إسرائيل الأسوأ في زمن الثورات العربية. بل إنه كما وصفه وزير الدفاع المتطرف شاؤول موفاز (خطاب تاريخي) بالنسبة لإسرائيل. ونهايته الفعلية، لو قدر له أن يكون دليل طريق، سنكون دولة بحدود مؤقتة. نقول هذا لأن هناك من يريد أن يكيل المديح للخطاب لأن نتنياهو رفضه.
 
وحسنا فعل الطرف الرسمي الفلسطيني بالامتناع عن التعليق على الخطاب تاركا لنتنياهو هذه المهمة. لكن هذا لا يعني أن علينا أن نوافق على الذهاب إلى المفاوضات بناء عليه. لو فعلنا نكون قد صرنا حمقى مثل نتنياهو. بالتأكيد، فإن علينا أن نكون مرنين كي يظل الاشتباك بين أوباما ونتنياهو، لا بيننا وبين أوباما.
 
طبعا، علينا أن لا نستهين بما يملكه نتنياهو من أوواق في مواجهة أوباما. فهو يستطيع أن (يحرق واشنطن) كما قال مرة في ولايته الأولى. أي أنه في الواقع يستطيع أن يقلل من فرص أوباما بالفوز بفترة رئاسية ثانية.
 
وإذا صحت التسريبات التي تقول إن الفقرة الخاصة بحدود 67 أضيفت إلى الخطاب قبل نصف ساعة من إلقائه، وأنه لم يكن هناك اتفاق كبير حولها في الإدارة الأميركية، فإن على المرء أن لا يستبعد تماما إمكانية تراجع أوباما عن مضمون هذه الفقرة في الأسابيع القادمة. أي أن علينا أن ننتظر لنرى من هو الذي صعد على الشجرة نتنياهو أم أوباما.
 
نقول هذا لأن بعضهم في الإدارة الأميركية افترض أن نتنياهو هو من صعد إلى الشجرة بموقفه من خطاب أوباما، وأنه، بتصرفاته، يصعب على نفسه النزول عنها. نحن لا نستطيع أن نجزم بذلك. فخبرتنا الماضية تقول إن أوباما هو الذي اضطر في كل مرة أن ينزل عن الشجرة التي صعدها حين تعلق الأمر بإسرائيل، كما حصل في موضوع الاستيطان، والدولة الموعودة في شهر أيلول.
 
أوباما أراد أن يتكيف مع واقع الثورات العربية فوضع جملة عن حدود 67 حتى يصبح لكلامه حول الوضع العربي معنى. لكن نتنياهو لا يسهل له الأمور.
 
في الماضي القريب كان حل القضية الفلسطينية يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار، استقرار الأنظمة من حلفاء واشنطن، ومحاصرة إيران. ومع دمار الاستقرار صار وضع جملة أثارت غضب نتنياهو في خطاب أوباما محاولة لنفاق الثورات العربية لا أكثر.
 
كل شيء يتغير.
يتغير بشدة.
الماضي مات.
وعلى كل واحد أن يتكيف مع الزمن الجديد الذي أخذ يتشكل..

التعليقات