26/06/2011 - 12:25

الاصطفاف الدولي وراء الجندي الصهيوني!../ نواف الزرو

الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أطلق عليه الجندي الذهبي، في الأسر الفلسطيني منذ خمس سنوات –اي منذ نحو 1825 يوما-، بينما هناك في معتقلات الاحتلال العشرات من الأسرى الفلسطينيين أمضوا نحو 12135 يوما وتجاوزوا عمليا تلك المدة الاعتقالية الاسطورية التي قضاها مانديلا في معتقلات جنوب أفريقيا العنصرية، وتحولوا عمليا إلى مانديلات يسطرون المزيد من الأساطير الاعتقالية التي لم يشهد التاريخ لها مثيلا، بل إن فلسطين تشهد أكبر وأضخم وأخطر عملية اعتقال جماعي في التاريخ المعاصر، إذ تشير المعطيات إلى اعتقال نحو مليون فلسطيني أمضوا نحو مليون سنة اعتقالية في معسكرات الاعتقال الجماعي الصهيونية

الاصطفاف الدولي وراء الجندي الصهيوني!../ نواف الزرو
الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أطلق عليه الجندي الذهبي، في الأسر الفلسطيني منذ خمس سنوات –اي منذ نحو 1825 يوما-، بينما هناك في معتقلات الاحتلال العشرات من الأسرى الفلسطينيين أمضوا نحو 12135 يوما وتجاوزوا عمليا تلك المدة الاعتقالية الاسطورية التي قضاها مانديلا في معتقلات جنوب أفريقيا العنصرية، وتحولوا عمليا إلى مانديلات يسطرون المزيد من الأساطير الاعتقالية التي لم يشهد التاريخ لها مثيلا، بل إن فلسطين تشهد أكبر وأضخم وأخطر عملية اعتقال جماعي في التاريخ المعاصر، إذ تشير المعطيات إلى اعتقال نحو مليون فلسطيني أمضوا نحو مليون سنة اعتقالية في معسكرات الاعتقال الجماعي الصهيونية.
 
ورغم المعطيات المرعبة المتعلقة باعتقال فلسطين والشعب الفلسطيني، إلا أن الغرب الاستعماري يصر على أن لا يرى سوى الجندي الصهيوني أسيرا، ويطالب بالإفراج الفوري عنه، بدل أن يطالب بالإفراج عن فلسطين وعن الشعب الفلسطيني برمته، وعن غزة المحاصرة المعتقلة التي تحولت إلى أضخم وأخطر معتقل جماعي على وجه الكرة الأرضية.
 
فعلى خلاف كل المواثيق والأعراف والأخلاق الدولية الأممية التي تجيز مقاومة الاحتلال، وتطالب بتفكيكه ورحيله، نتابع في هذه الأيام نفاقا دوليا سافرا لصالح الدولة الصهيونية.. ولصالح "إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي شاليط فورا...!
 
فهاهو رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يعلن أنه "يريد لشاليط أن يعود لأسرته في أقرب فرصة، لكنه شكا من أن الثمن الذي تطلبه حماس مقابل الإفراج عنه باهظ، ويهدد حياة مئات الإسرائيليين/ السبت 25 /06/2011"، بينما كان أعلن قبلها أنه "قرر وقف ما أسماه بـ"الامتيازات" للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ووقف السماح لهم بالدراسة، وذلك بسبب رفض حركة حماس السماح للصليب الأحمر بزيارة الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليط/ وكالات 23/06/2011 "، مضيفا: "سوف نتخذ سلسلة خطوات لتغيير الظروف في السجن، ولن أعطي تفاصيل لكني سأعطي مثلا، فقد أوقفت النظام الذي ينطوي على تناقض وبموجبه يتسجل إرهابيون للدراسة الأكاديمية، ولن يكون هناك بعد اليوم طلبة دكتوراه للإرهاب ولا طلبة ماجستير للقتل".
 
وعلى الصعيد الدولي، البيت الأبيض يدعو إلى الإفراج فوراً عن الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة "حماس" جلعاد شاليط منذ خمس سنوات- أسرته حماس في 25 يونيو / حزيران 2006، من داخل دبابة إسرائيلية كنت تتمركز قبالة رفح جنوب قطاع غزة-، وأصدر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني بيانا قال فيه "5 سنوات مرت تقريباً على عبور عناصر حماس إلى إسرائيل واختطافهم جلعاد شاليط"، مضيفا "خلال هذا الوقت احتجزته حماس رهينة من دون أن تسمح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارته، في انتهاك لمعايير اللياقة الأساسية والمطالبات الإنسانية الدولية"، متابعا "تدين الولايات المتحدة بأقوى العبارات استمرار اعتقاله وتنضم إلى حكومات أخرى ومنظمات دولية في العالم لدعوة حماس إلى إطلاقه فوراً".
 
والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يحث من جانبه حركة حماس على إطلاق سراح شاليط فورا. ويعرب في بيان له عن دعمه لنداء الصليب الأحمر الدولي الذي دعا حماس إلى معاملة شاليط معاملة إنسانية والإثبات أنه على قيد الحياة والسماح لأسرته بالاتصال معه.
 
والاتحاد الأوروبي يدعو بدوره إلى الإفراج الفوري عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. ويقول القادة الأوروبيون في بيان مشترك إن "المجلس الأوروبي (منتدى رؤساء الدول والحكومات في الاتحاد الأوروبي) يعرب عن قلقه البالغ حيال مصير جلعاد شاليط المسجون لدى حماس في انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي"، و"أن المجلس الأوروبي يطالب بالإفراج الفوري عن جلعاد شاليط الذي اعتقل قبل خمسة أعوام تماما"، ووزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه يعلن أن فرنسا "لم تنس جلعاد شاليط"، الجندي الإسرائيلي الذي يحمل أيضا الجنسية الفرنسية والذي اعتقلته قبل خمس سنوات مجموعة من المسلحين الفلسطينيين على تخوم قطاع غزة. وقال جوبيه في بيان إنه "عشية الذكرى الحزينة لمرور خمسة أعوام على أسر جلعاد شاليط أود أن أقول مجددا إن وضع مواطننا، المعتقل في ظروف لا تراعي أدنى المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، مرفوض"، مضيفا "إن جلعاد شاليط هو حتى اليوم الرهينة الفرنسي الذي بقي في الاعتقال لأطول فترة على الإطلاق".
 
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، يطالبان في مؤتمر صحفي بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة، غلعاد شاليط، فورا/هآرتس-/18/06/2011 ".
 
تصوروا إذن حجم النفاق والاصطفاف الأمريكي الأوروبي وراء الدولة الصهيونية ونتنياهو في حكاية الجندي الإسرائيلي الأسير.. انهم يصرون على أن يروا بالعيون الصهيونية فقط، متجاهلين ومتناسين أن دولة الاحتلال في فلسطين قامت باختطاف أكثر من نصف أعضاء الوزارة الفلسطينية المنتخبة... وقامت كذلك باختطاف أكثر من ثلث أعضاء المجلس التشريعي المنتخبين.
 
وتقوم باختطاف المواطنين الفلسطينيين من بيوتهم في نابلس وجنين وطولكرم والخليل وعلى امتداد المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وعلى مدار الساعة بلا توقف منذ احتلال أراضي الضفة الغربية عام 1967.
 
إلى ذلك اختطفت سلطات الاحتلال قرابة مليون فلسطيني وزجت بهم في معتقلاتها منذ عام 1967. وهناك اليوم نحو سبعة آلاف فلسطيني مختطفين في معتقلاتها، من بينهم عشرات بل ومئات المانديلات، بل إن تلك السلطات تختطف الشعب الفلسطيني كله، والوطن الفلسطيني بكامله والحقوق العربية الفلسطينية كلها، كما تختطف دولة الاحتلال كافة القرارات والمواثيق الدولية..
 
فتلك الدولة لديها فلسفتها الخاصة بها كدولة احتلالية استعمارية في حكاية الاختطاف...!
ويصطف العالم الغربي وراء "إسرائيل" بالمطالبة بالافراج عن الجندي الإسرائيلي شاليط....!
فيا له من نفاق ويا له من ظلم وانحياز مؤدلج لصالح الدولة الصهيونية....!

التعليقات