02/07/2011 - 11:01

الهرولة وراء الجنسيـة المصرية../ رمزي صادق شاهين

ظاهرة انتشرت مؤخراً في محافظات غزة، مئات المواطنين يبحثون عن شهادات ميلادهم المصرية، صراع مع الوقت والزمن، مكالمات مع محامين وأقرباء أو أنسباء هناك في أرض الكنانة، الكُل يلهث وراء الحصول على جواز سفر مصري على أساس التجنس بتبعية الأم أو الأب، المهم هو الحصول على هذا الجواز الذي يعتقد البعض أنه المُخلص من كُل همومه

الهرولة وراء الجنسيـة المصرية../ رمزي صادق شاهين
ظاهرة انتشرت مؤخراً في محافظات غزة، مئات المواطنين يبحثون عن شهادات ميلادهم المصرية، صراع مع الوقت والزمن، مكالمات مع محامين وأقرباء أو أنسباء هناك في أرض الكنانة، الكُل يلهث وراء الحصول على جواز سفر مصري على أساس التجنس بتبعية الأم أو الأب، المهم هو الحصول على هذا الجواز الذي يعتقد البعض أنه المُخلص من كُل همومه.
 
المئات من المواطنين في غزة يشغلهم هذا الموضوع، حتى من لا يشمله القرار أصبح يبحث عن إمكانية حصوله على أوراق ثبوتية مصرية، والبعض يُحاول أن يُقنع نفسه بأنه من خلال دفعه لأموال كرشاوى الحصول على أوراق ثبوتية مزورة أو تخص أشخاصا متوفين سابقاً ولم يتم تبليغ السلطات المصرية عن وفاتهم، خاصة في تلك النجوع والقرى البعيدة.
 
هناك مصيبة في الأمر، فالجواز الفلسطيني والهوية الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني الذي قدمنا من أجلهم كُل هذه التضحيات أصبحت بلا أي معنى، ففي الوقت الذي يُناضل فيه شعبنا من أجل تثبيت الهوية الفلسطينية يحاول البعض إيجاد البدائل للتهرب من هذا الإستحقاق، فبرغم أن الجواز الفلسطيني يتعرض للإهانة في الدول العربية فقط، إلا أنه جواز حمل الدم الفلسطيني وحمل التضحية والإصرار على أن يكون هو السفير الفلسطيني الذي تم استبداله بكُل الوثائق والجوازات الأخرى.
 
الحصول على جواز لأي دولة ليس عيباً، لكن من حق شعبنا أن يُحترم جوازه، وأن يكون الجواز الفلسطيني تاجا على رؤوس هذه الأمة العربية، فلا يبحث الفلسطيني عن الهجرة إلى أوروبا، أو للحصول على جواز لأي دولة كانت إلا هروباً من قيود الدول العربية على الفلسطيني، وبالتأكيد فإن هناك دورا مهما للسلطة الوطنية الفلسطينية، والتي يجب أن تُناضل من أجل أن يحصل الفلسطيني على كامل الحقوق في حرية التنقل من وإلى الدول العربية أسوة بكل الجنسيات حتى الجنسية الإسرائيلية والتي تدخل بعض الدول العربية بدون أي تأشيرة أو أ قيود.
 
نحن نُحب مصر، ويُشرفنا أن نحمل جوازها الذي أصبح عنواناً لكُل الأحرار في العالم، بعد أن استطاع الشباب المصري العظيم تغيير التاريخ بثورة 25 يناير، لكنني أعتقد جازماً أن الشعب المصري وكُل الشرفاء في مصر يُريدون أن يكون لنا جواز سفر مُحترم، وأن يكون للفلسطيني الحق في أن يتنقل بين الأقطار العربية بكُل حرية وكرامة.
 
نتمنى أن يتفهم الزعماء العرب خطورة ما وصلت له الأمور لدى الشباب الفلسطيني، فقد تسبب هؤلاء الزعماء بضعفهم وهوانهم في تحطيم الأمل لدى شعب بأكلمة، شعب فقد الثقة بأمة تكاد أن تُغطي عين الشمس بعددها وإمكانياتها المادية والبشرية، لكنها للأسف لا تهز رمش جندي إسرائيلي يقف ليُحاصر غزة في البر والبحر والجو، ويجعلها سجنا كبيرا، يتمنى الكُل الهروب منه إلى أحضان دول أوروبا.

التعليقات