21/07/2011 - 10:04

"إسرائيل" بوصفها القرصان الأكبر على وجه الكرة الأرضية!../ نواف الزرو

السيطرة الصهيونية على سفينة الكرامة وجرها إلى سواحل اشدود، هي عمليا قرصنة وسطو صهيوني مسلح على السفينة كما حصل مع أسطول الحرية-1، وكما حصل مع كافة العناوين الفلسطينية منذ ما قبل النكبة عام48

السيطرة الصهيونية على سفينة الكرامة وجرها إلى سواحل اشدود، هي عمليا قرصنة وسطو صهيوني مسلح على السفينة كما حصل مع أسطول الحرية-1، وكما حصل مع كافة العناوين الفلسطينية منذ ما قبل النكبة عام48.
 
فكل ما يجري في فلسطين والمحيط البحري والجوي والبري على أيدي "إسرائيل" إنما هو قرصنات صارخة.. وقرصناتهم واسعة متصلة لا تترك مجالا من مجالات الأرض والجو والبحر إلا وتطاله.. فهناك القرصنة المفتوحة على الأرض العربية، وهناك القرصنة المنهجية أيضا ضد المقدسات والتراث والمعالم الحضارية، وهناك كذلك القرصنة المستمرة على المأكولات الشعبية الفلسطينية.
 
فكما هو سجلهم في سياسات التطهير العرقي والمجازر الجماعية والاغتيالات السياسية طافح بلا سقف أو حصر.. وكما هو سجلهم في الانتهاكات للقرارات والمواثيق الأممية طويل طويل.. كذلك سجلهم في القرصنات البحرية والجوية والبرية متخم ومفتوح!
 
والقرصنات الصهيونية ليست عفوية أو لمرة واحدة أو اثنتين أو عند الحاجة مثلا، وإنما هي قرصنات يمتد عمرها إلى بدايات المشروع الصهيوني وإلى ما قبل وخلال وبعد إقامة تلك الدولة وصولا إلى الراهن الإسرائيلي.
 
وعلى خلاف القرصنات الأخرى في مناطق أخرى في العالم فإن القرصنة الصهيونية عابرة للحدود والمحيطات والقارات، وتصل إلى أي مكان في العالم، وبغطاء أمريكي وأممي أيضا!
 
كما أنها على خلاف غيرها في العالم ترتقي إلى مستوى القرصنة الدولية وإرهاب الدولة، وهي أشد خطراً وأسوأ ضرراً من أي قرصنة أخرى في العالم، ذلك أنها تهدف إلى إبادة شعب والإجهاز على قضيته وحقوقه ووجوده، وهو الأمر الذي يعد "جريمة إبادة" بموجباتفاقية منع إبادة الجنس البشري لعام 1948، وهو النوع الثاني من "الجرائم ضدالإنسانية" طبقاً لتعريف الإبادة بموجب المادة 7 من النظام الأساسي للمحكمةالجنائية الدولية!
 
وكانت وصلت القرصنة الصهيونية  إلى ذروة جديدة سافرة باعتراضها لـ"أسطول الحرية-1-"في أيار/2010 الذي ضم ثماني سفن متوجهة إلى غزة لمحاولة كسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ 2007.
 
وحمل أسطول الحرية 800 شخص من بينهم 350 مواطناً تركياً، أما الباقون فإن معظمهم أوروبيون ومن العالم الإسلامي. ومن بين الركاب 35 نائباً، وعدد من فلسطينيي العام 1948 بمن في ذلك رئيس لجنة المتابعة العربية محمد زيدان.
 
 فهي إذن "قرصنة إرهابية تقوم بها دولة على نحو مخالف لكافة القوانين والمواثيق والأعراف والأخلاق الأممية".
 
في منهجية القرصنة البحرية الصهيونية اعترف ضابط إسرائيلي كبير غداة اعتراض البحرية الإسرائيلية في عرض البحر المتوسط سفينة شحن قالت "إسرائيل" إنها تنقل أسلحة من إيران إلى حزب الله "إن البحرية تقوم بانتظام باعتراض سفن يشتبه في نقلها أسلحة"، وصرح الكومندان الذي لم يكشف سوى عن اسمه "زيف" للإذاعة الإسرائيلية العامة "بصفتي قائد زورق سريع قاذف للصواريخ بإمكاني القول إننا نشارك بانتظام في عدة عمليات كالتي تمت".
 
ونستحضر في هذا الصدد تقرير غولدستون المثقل بجرائم الحرب الصهيونية في غزة، لنثبت أن القرصنات الإرهابية المفتوحة المتغطرسة تستدعي لو كان هناك مسؤولية دولية حقيقية فتح تحقيقات-غولدستونية- جديدة!
 
ففي حينه وعلى فترة طويلة من الزمن، احتشد العالم كله بأممه المتحدة، ضد ما أطلقوا عليه "القرصنة الدولية الصومالية"، ووصل الاستنفار إلى مجلس الأمن أيضا الذي اتخذ قرارا بالإجماع يسمح للدول المتضررة من القرصنة بالقيام بعمليات عسكرية في الأراضي الصومالية"!
 
تصوروا.. العالم والأمم المتحدة ومجلس الأمن، كلهم احتشدوا متناسين أن تلك الدولة بشعبها وأرضها ومقدراتها هي التي تعرضت وتتعرض للقرصنات الاستعمارية الاحتلالية!.\
فلماذا يتناسى العالم القرصان الأكبر على وجه الكرة الأرضية.
 
إن كافة الشهادات والوثائق والاعترافات، التي تتوالى تباعا ضد "إسرائيل"، إنما من شأنها أن تشكل "لائحة اتهام" قوية فعالة ضد أولئك الجنرالات القراصنة، ما قد يسمح وفقا للقوانين والمواثيق الأممية ربما بـ"جلب "إسرائيل" إلى كرسي العدالة الدولية.
 
 ولكن- في ظل هذا المشهد الأممي، يبقى الغائب المغيب الأكبر الموقف العربي الرسمي الذي بدا بلا أي وزن أو تأثير في الساحة الدولية!
 
ونعتقد في الخلاصة المفيدة أن القرصنة إنما هي صناعة صهيونية - إسرائيلية ، وأنه ليس من المنتظر أن تتوقف دولة الاحتلال عن سياسات القرصنة وعن هذه الثقافة والمنهجية إطلاقاً طالما بقي المجتمع الدولي على هذا النحو!
وطالما بقي العرب صامتين متفرجين إلى حد الشلل أو التواطؤ!
وليس من المنتظر أبدا أن تتوقف القرصنات الصهيونية مستقبلا إلا إذا كسرت الشوكة -القوة-الصهيونية!

التعليقات