28/07/2011 - 10:07

عن بدائل "السلام المستحيل"!../ نواف الزرو

رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو يعلن بمنتهى الوضوح: "أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي غير قابل للحل ما دام الفلسطينيون لا يعترفون بإسرائيل كدولة يهودية/ هارتس- وكالات / الأربعاء 15/ 06/2011".

عن بدائل
رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو يعلن بمنتهى الوضوح: "أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي غير قابل للحل ما دام الفلسطينيون لا يعترفون بإسرائيل كدولة يهودية/ هارتس- وكالات / الأربعاء 15/ 06/2011".
 
مضيفا "أن القضية ليست الانسحاب من كيلومتر هنا أو هناك، ولكنها تتعلق بمصير الشعب اليهودي"، مؤكدا أن اعتراف "أبو مازن" بيهودية الدولة سيفتح الآفاق للوصول إلى سلام" -وللاعتراف بيهودية الدولة وراؤه ما وراؤه من تداعيات كارثية على الفلسطينيين-.
 
وكان نتنياهو استبق زيارته الأخيرة لواشنطن بسلسلة لاءات تكفي لنسف أي تسوية من أساسها، إذ كرر التمسك بـ"القدس موحدة تحت السيادة الإسرائيلية"، وبـ"بقاء الاستيطان" و"تواجد جيش الاحتلال في منطقة الأغوار المحاذية للأردن"، و"الاعتراف بيهودية إسرائيل" و"أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح- الثلاثاء 17/05/2011". كما كرر نتنياهوشروطه للتسوية مع الفلسطينيين في افتتاح الدورة البرلمانية قائلا: "إن الكتل الاستيطانية (في الضفة الغربية) ينبغي أن تبقى تحت سيطرتنا"، ويجب الاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي وعاصمتها السيادية يجب أن تبقى القدس الموحدة"، وأن مشكلة اللاجئين (الفلسطينيين) ينبغي أن تحل خارج حدود إسرائيل"، و"اتفاق السلام يجب أن يضع حداً للنزاع والمطالب (الفلسطينية)".
 
 وكرر ما أسماها الحاجات الأمنية لـ"إسرائيل" والتمسك بوجود عسكري إسرائيلي على المدى البعيد في الأغوار المحاذية للأردن"، مشدداً على وجوب"أن تكون الدولة الفلسطينية المقبلة "منزوعة السلاح"، مضيفا:"أن الصراع مع الفلسطينيين نابع من أنهم ما زالوا لا يعترفون بدولة إسرائيل وهذا ليس صراعا على (حدود) العام 1967 وإنما العام 1948 وعلى إقامة دولة إسرائيل ولذلك فإن الأحداث (في ذكرى النكبة ) جرت في يوم الاستقلال (الإسرائيلي) وليس في يوم بدء (حرب) الأيام الستة"، موضحا:"إنه لهذا السبب يسمي الفلسطينيون ذلك "يوم النكبة" لكن نكبتهم هي أنه لم يقم لديهم زعماء أرادوا التوصل إلى تسوية وحتى اليوم لم تقم لديهم قيادة تعترف بإسرائيل كدولة القومية اليهودية ويحظر علينا أن نغرز الرأس بالرمال وإنما النظر إلى الواقع بأعين مفتوحة".
 
ويلحق بنتياهو نائبه وزير الشؤون الإستراتيجية الجنرال احتياط موشيه يعالون الذي أعلن في حوار مع صحيفة "كوميرساتت" الروسية: "إن حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي أمر صعب جدا- الأربعاء 1 / 06 / 2011"، مضيفا في وقت لاحق:":" إنه لا يمكن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في الظروف الحالية، وكل من يحاول عرض حل للصراع يوهم نفسه- السبت 2 / 07 / 2011".
 
والكاتب الاسرائيلي آري شبيط يوثق في هآرتس 2/6/2011 تحت عنوان:" الحرب والسلام" قائلا: "إنه لن يكون سلام مع الفلسطينيين. لا هذه السنة ولا هذا العقد وربما هذا الجيل أيضا"، مضيفا: "حتى لو عاد إيهود أولمرت ليصبح رئيس الحكومة فلن يكون سلام مع الفلسطينيين، وحتى لو عادت تسيبي لفني لإدارة التفاوض مع احمد قريع (أبو العلاء)، فلن يكون سلام مع الفلسطينيين، وحتى لو سافر يوسي بيلين إلى جنيف وخلا بمحمود عباس على ضفة البحيرة فلن يكون سلام مع الفلسطينيين".
 
هكذا إذن حقيقة المشهد السياسي من وجهة نظر إسرائيلية.
وفي هذا السياق الإلغائي لعملية المفاوضات واحتمالية السلام، لعلنا نربط ربطتا جدليا واستراتيجيا ما بين "شطب القضية الفلسطينية" كما أعلن ليبرمان في أيلول/2009، وما بين نهج "الإبادة السياسية للقضية" وبين "السلام المستحيل في الأدبيات والاستراتيجيات الإسرائيلية"!
 
فحينما يعترف ليبرمان خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرونوت"/ ونشرتها الجمعة 4 / 9 / 2009 "إنه يريد محو القضية الفلسطينية من قاموس وزارته"، مضيفا: "يهمنا إزالة الموضوع الفلسطيني عن جدول الأعمال بقدر ما نستطيع، وهذه أجندة سياسية بالأساس"، مؤكدا: "مرّ 16 عاما منذ أوسلو لكن لا يوجد احتمال للتوصل إلى أي اتفاق شامل بإمكانه حل المشاكل بعد 16 عاما آخر أيضا"، فإن هذا الاعتراف يضعنا أمام تحديات كبيرة لم يرتق العرب حتى اليوم الى مستوى التصدي لها، ولو جاء الاعتراف في زمن عربي آخر مختلف عما نحن فيه اليوم، لاختلفت ايضا المواقف والردود العربية، ولربما لتحركت جيوش وجيوش...!.
أما ما هو ذلك الزمن العربي الآخر فهذه مسألة تمس صميم الأنظمة والسياسات والإرادات العربية السيادية الحرة الأبية!
 
ونقول: إن سياسة شطب القضية بكافة ملفاتها راسخة في أدبيات ومخططات المؤسسة الصهيونية مذ أقيمت تلك الدولة المخترعة، فهي بالتالي ليست موقفا ليبرمانيا صرفا كما يحاول البعض أن يروج، وإنما هي قضية وأجندة إجماع سياسي إسرائيلي متكامل يمتد من الحائط اليساري إلى أقصى الحائط اليميني!
 
وهم هناك في المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية يربطون عمليا ما بين "السلام المستحيل" الذي يجمعون في سياقه على مواصلة المفاوضات العبثية بغية كسب الوقت وإقامة حقائق الأمر الواقع على الأرض، وما بين "الإبادة السياسية والاستراتيجية للقضية والحقوق العربية في فلسطين" في الاستراتيجيات الاسرائيلية؟
 
لو جاز لنا أن نخاطب الثنائي نتنياهو وليبرمان على تصريحاتهما لقلنا لهما: شكرا لكما نتنياهو وليبرمان على مواقفكما وصراحتكما ووضوحكما وحسمكما وتهديداتكما، شكرا لكما على دوركما الكبير جدا في الكشف عن الوجه الحقيقي لـ"إسرائيل" والاستراتيجيات والأطماع والأهداف الإسرائيلية الكبيرة!
 
ويبقى السؤال الكبير يبحث عن بدائل "السلام المستحيل"، وتبقى الكرة في الملعب الفلسطيني العربي الدولي، فعلى قدر ما نستحضر من أوراق القوة والضغط والفعل الحقيقي على قدر نتقدم في القضية!

التعليقات