03/08/2011 - 10:20

اللواء عبد الفتاح يونس.. والاغتيال المشبوه../ حميد بن عطية*

عملية اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس العبيدي، ستعيد دفع ملف الأزمة الليبية بين الأطراف الفاعلة داخليا وخارجيا إلى الواجهة، فالرجل الذي بدأ ثائرا إلى جانب رفيق دربه العقيد معمر القذافي، وكان أحد ركائز الانقلاب الذي قاده الضباط الوحدويون لإسقاط النظام الملكي اللليبي، اتخذ بعد أيام قليلة من تحرك الشارع الليبي خاصة بالجهة الشرقية ضد نظام معمر القذافي قبل 6 أشهر، قرار الاستقالة من قيادة الوحدات الليبية الخاصة وانضمامه للمعارضة بمدينة بنغازي التي بدأت تتشكل وقتها

اللواء عبد الفتاح يونس.. والاغتيال المشبوه../ حميد بن عطية*

عملية اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس العبيدي، ستعيد دفع ملف الأزمة الليبية بين الأطراف الفاعلة داخليا وخارجيا إلى الواجهة، فالرجل الذي بدأ ثائرا إلى جانب رفيق دربه العقيد معمر القذافي، وكان أحد ركائز الانقلاب الذي قاده الضباط الوحدويون لإسقاط النظام الملكي اللليبي، اتخذ بعد أيام قليلة من تحرك الشارع الليبي خاصة بالجهة الشرقية ضد نظام معمر القذافي قبل 6 أشهر، قرار الاستقالة من قيادة الوحدات الليبية الخاصة وانضمامه للمعارضة بمدينة بنغازي التي بدأت تتشكل وقتها.

استقالة عبد الفتاح يونس لم يهضمها النظام بطرابلس، ولم يستسغها القذافي الذي بقيت وسائل إعلامه تفبرك بعض الصور القديمة للقاءات العقيد مع اللواء وتقدمها للشعب الليبي على أنها صور حيّة، وأن العبيدي لايزال وفيا للقائد ولثورة الفاتح من ايلول/سبتمبر، وهو ما يدل على أن الرجل كان يشكل أحد المفاصل القوية لنظام الجماهيرية وبانشقاقه تهدمت عروة من عراه.

الاغتيال المشبوه للواء عبد الفتاح يونس أعاد لنا صور بعض الاغتيالات السياسية التي وقعت ببعض الدول العربية مع بدايات حركات التحرر والاستقلال من الاستعمار الفرنسي والبريطاني بوجه الخصوص، والأمثلة على ذلك كثيرة كالذي حدث في مصر والجزائر وسورية والعراق مثلا.

إن توقيت استدعاء قائد ثوار ليبيا من جبهة القتال بمدينة البريقة إلى مقر قيادة المجلس الانتقالي ببنغازي للمساءلة القضائية حسب ما صرح به رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل قد يكون خطأ استراتيجيا وتكتيكيا فادحا ينم على خلل في رؤية وتصور الأهداف لأعضاء قيادة المجلس، خاصة وأن عنصر الثقة بين بعض أعضاء قيادة بنغازي واللواء المغتال بدأت تتزعزع مع تسرب أنباء تفيد بقيام اللواء العبيدي باتصالات سرية مع رفيقه السابق العقيد معمر القذافي.

هذه الاتصالات وإن صحت سبقتها تصريحات فرنسية وبريطانية تؤكد ضمنيا استحالة القضاء على النظام في طرابلس، وأن الحرب قد يطول مداها وتصبح فاتورتها مكلفة لفرنسا وحلف الناتو ،وقد يكون اللواء الفتاح يونس أحد حلقات ربط الحوار ومد الجسور بين بنغازي وطرابلس لما يتميّز به الرجل من شخصية كاريزمية قوية وموقع محترم عند كافة الليبيين، معارضة كانت أم نظاما حاكما بطرابلس، وهو ما استشفيناه من طرح بعض القنوات الفضائية الليبيية الداعمة لنظام القذافي ليلة اعلان مصطفى عبد الجليل خبر الوفاة.

من قتل اللواء عبد الفتاح يونس؟ سؤال قد يبقى طي الكتمان إلى غاية تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في الفتنة التي تهز ليبيا مع تضارب الأنباء الواردة من قيادة المجلس الانتقالي ببنغازي والتي توحي بأن مقاليد المجلس بالجهة الشرقية بدأت تخرج من سيطرة مصطفى عبد الجليل، وأن الذين نفذوا جريمة الاغتيال قد تجاوزوه سياسيا وعسكريا، ونفذوا أوامر لجهات أخرى لا ترغب في تقارب الاخوة الأعداء في حال صدق أنباء الوساطة بين بعض قيادات المعارضة والنظام بطرابلس، والتي قد يكون اللواء بدأها فعلا وهو على مشارف مدينة البريقة.

إن غياب عبد الفتاح يونس أحد رموز قبيلة العبيدات، كبرى القبائل الليبية يعد خسارة كبيرة، لا للثوار أو المعارضة فحسب بل حتى للعقيد القذافي ومناصريه. وقد يطيل رحيل الرجل في عمر الأزمة الليبية بدخول البلد في أتون حرب أهلية قبلية طلبا للثأر لدم الرجل، يوم تعرف هوية وقبيلة القتلة وما هو ما نخشاه ولا نرضاه لأشقائنا بأرض عمر المختار. ومن يدري فقد تكون خطة فرنسا والناتو وأمريكا جر ليبيا إلى حرب أهلية قبلية طاحنة تخدم مصالح الغرب، وتستنزف مقدرات الشعب الليبي، وتمهد إلى تدخل عسكري بري شامل في ليبيا تحت مظلمة أممية مفبركة، يومها لا قدر الله ستخسر المعارضة والعقيد معا وستكون ليبيا كما تريدها فرنسا والناتو وأمريكا خنجرا مسموما في خاصرة الأمة.

"القدس العربي"
 

التعليقات