14/08/2011 - 09:12

الوكالة الأمريكية للتنمية وحماس../ د. عبد الرحيم كتانة

للمعلومات، فإن الوكالة الأمريكية للتنمية والمنظمات الشريكة هي مؤسسات حكومية ( وليست غير حكومية كما تدعي الإدارة الأمريكية) تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، ولذلك فهي تتوافق ولا تتعارض- بأي شكل من الأشكال- مع السياسية الأمريكية الرسمية. وقد برز مؤخرا خلاف بين حماس –في قطاع غزة – وبين الوكالة الأمريكية للتنمية- يو. أس. إيد- وبسببه أوقفت عملها في قطاع غزة، وبرأيي فإن حماس أحسنت صنعا، وسبقت كل الفصائل الفلسطينية بهذا الموقف الوطني الملتزم للأسباب التي سنذكرها لاحقا

الوكالة الأمريكية للتنمية وحماس../ د. عبد الرحيم كتانة
للمعلومات، فإن الوكالة الأمريكية للتنمية والمنظمات الشريكة هي مؤسسات حكومية ( وليست غير حكومية كما تدعي الإدارة الأمريكية) تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، ولذلك فهي تتوافق ولا تتعارض- بأي شكل من الأشكال- مع السياسية الأمريكية الرسمية. وقد برز مؤخرا خلاف بين حماس –في قطاع غزة – وبين الوكالة الأمريكية للتنمية- يو. أس. إيد- وبسببه أوقفت عملها في قطاع غزة، وبرأيي فإن حماس أحسنت صنعا، وسبقت كل الفصائل الفلسطينية بهذا الموقف الوطني الملتزم للأسباب التي سنذكرها لاحقا.
 
يجب التأكيد أولا أن المنظمات غير الحكومية يلف عملها الغموض بسبب التمويل – غير الواضح المصدر والأهداف وإن كان مغلفا بطابع إنساني، إلا أن اليو.أس.إيد كما أسلفنا هي فرع لوزارة الخارجية الأمريكية وتلتزم بسياستها، وفي ظني أنها تتعاون بشكل وثيق مع السي آي إيه. فمنذ ثمانية أعوام تقريبا أطلعني مسؤول إحدى المنظمات غير الحكومية – لجان العمل الصحي – على رسالة – وثيقة/ تعميم صادر عن اليو. أس. إيد يضع شروطا لأي منظمة فلسطينية غير حكومية حتى تكون مؤهلة لاستقبال مساعدات من اليو.أس.إيد.
 
 وأذكر منها بعض الشروط: أن الوكالة لا تتعامل مع أي مؤسسة تدعم الإرهاب وتضع بين قوسين حماس والجهاد والشعبية والمؤسسات التابعة لها. وعندما تحدد المؤسسات التابعة للتنظيمات المذكورة بالاسم فهي حددت بوضوح أنها طرف سياسي ذو أجندة سياسية تنحاز لطرف سياسي فلسطيني وتعادي طرفا آخر. ثم أنها تشترط تقديم كشوفات تفصيلية عن البشر المنوي تقديم المساعدة لهم، فإذا كانوا ذوي توجهات سياسية معادية لإسرائيل وأمريكيا فهي ترفض وتوقف المساعدة.
 
وفي أحد البنود التفصيلية تطلب ممن يحصل على المساعدة أن لا يدعو أو يستقبل أثناء احتفال ما أو استقبال ما أو مهرجان ما وأن لا يتعامل مع فرد أو أفراد يتبنون الإرهاب ( المقاومة بلغتنا ).. وللأمانة التاريخية رفض المسؤول الذي أطلعني على تلك الوثيقة ( وهو المرحوم أحمد المسلماني) التوقيع على تلك الشروط.
 
إن اليو. أس. إيد عندما تقدم دولارا واحدا للمشاريع الفلسطينية فهي تدفع عشرة دولارات للبنى التحتية في المستوطنات، وهذا ما أوضحه كاتب أمريكي متخصص بعمل الوكالة ومتتبع لها. بمعنى أنها تعطينا دولارا لنسكت عن تقديمها عشرة للمستوطنين. ومع ذلك انظروا إلى بيانها المتبجح الذي أصدرته بمناسبة الخلاف بينها وبين حماس، حيث تقول إن حماس فضلت مصلحتها السياسية والتنظيمية على مصلحة المواطنين رغم أن القانون الفلسطيني ينص على حق السلطة بمراقبة الأوضاع المالية للمنظمات غير الحكومية!
 
فهي- الوكالة الأمريكية- بكلمات أخرى تدعى الحرص على مصلحة المواطنين الفلسطينيين، أو بتعبير أدق هي تريد أن تتغلغل السي آي إيه بين المواطنين الفلسطينيين كشرط لتقديم الدعم لها. فمن هذا المنطلق تحديدا أحسنت حماس صنعا بأن قررت تقييد عمل هذه الوكالة، ووقف تغلغلها في أوساط الشعب الفلسطيني، والله من وراء القصد.

التعليقات