23/09/2011 - 16:33

الخطاب لنتنياهو والصوت لأوباما / حسن عبد الحليم

وقف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بشكل سافر ضد مشروع القرار الفلسطيني المطالب باعتراف أممي بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وألقى خطابًا في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، متماهيًا مع خطاب اليمين الإسرائيلي بمغالاة، فأثار موجة استياء عارمة في الشارع العربي.

 الخطاب لنتنياهو والصوت لأوباما / حسن عبد الحليم

وقف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بشكل سافر ضد مشروع القرار الفلسطيني المطالب باعتراف أممي بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وألقى خطابًا في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، متماهيًا مع خطاب اليمين الإسرائيلي بمغالاة، فأثار موجة استياء عارمة في الشارع العربي.
وجّه أوباما في خطاب (صرح ليبرمان بأنه يعبر عنه بشكل تام)، صفعة ليس للفلسطينيين فحسب، بل للعرب كافة ووضعهم في اختبار يلقي بتداعياته على منظومة العلاقات والاصطفافات الدولية. كما وجّه صفعة للربيع العربي الذي تسعى إدارته لاحتوائه وتحويل مساره إلى طريق معبد أمريكيًا. والصفعة الأكبر كانت لمن راهنوا طوال سنين طويلة على الولايات المتحدة وسياساتها.
إن دلّ هذا الخطاب على شيء فهو يدلّ على هيمنة اللوبي الصهيوني على صناعة القرار الأمريكية، وتأثيره حتى على قرارات تتناقض مع المصالح الأمريكية وتمس علاقاتها الخارجية، كما يدلّ بوضوح على ضعف الرئيس الأمريكي نتيجة عدة عوامل داخلية (الركود الاقتصادي وفقدانه الأغلبية داخل الكونغرس، والعلاقات الوطيدة لأقطاب حزبه مع إسرائيل)، جعلته يرضخ لضغوط الجمهوريين ولأنصار إسرائيل داخل حزبه وللوبي الصهيوني، وينحني في الطريق للوصول إلى ولاية ثانية في البيت الأبيض باتت هي أيضا موضع شك.
لم يختلف خطاب أوباما في الأمم المتحدة عن خطابه في مؤتمر مجلس العلاقات الخارجية “آيباك” الأخير، لكن المكان والسياق مختلفان، فقد بدا هناك متملقًا، أما هنا فهو يعبّر عن موقف عملي له تداعياته، موقف يزيد من تعقيد فرص التسوية، ويظهر مسيرة أوسلو بكامل عريها، ويعيد التأكيد أن الولايات المتحدة ليست وسيطا محايدًا بل طرفا في الصراع.
ناصَر أوباما بموقفه وخطابه الغطرسة الإسرائيلية، دافعًا بمسيرة التسوية إلى نفق مظلم، واضعا علامات سؤال كبيرة على فكرة حل الدولتين، وعلى مستقبل السلطة الفلسطينية.
رغم التشاؤم الفلسطيني والعربي من خطاب أوباما إلا أنه على المدى البعيد قد يحمل دلالات إيجابية، إذ أنه يزيد من تعرية السياسات الأمريكية في المنطقة، ويربك حلفاءها العرب ويحرجهم أمام شعوبهم، ويسهم في فضح المعايير الأمريكية المزدوجة، ويثبت أن الرهان على الولايات المتحدة هو رهان خاسر. كما يمنح الحافز للثورات العربية كي تنأى بنفسها عن السياسات الأمريكية، وتحتضن القضية الفلسطينية وتعيدها من جديد إلى مربعها العربي.
ستخطئ السلطة الفلسطينية إن قبلت بإرجاء التصويت على طلب الاعتراف، فالفيتو الأمريكي سيكون نقطة تحول تاريخية، ويعيد ترتيب منطقة الشرق الأوسط بشكل لا يلعب لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.



 

التعليقات