26/11/2011 - 19:42

في ظل ارتباك المشهد العربي / يونس العموري

هو المشهد الذي يبدو مرتبكا ومربكا في آن معا ... وهو المشهد الذي قد يستعصي على التفكيك ومحاولة استيعاب الحدث والتداعيات الناجمة عن

في ظل ارتباك المشهد العربي / يونس العموري

هو المشهد الذي يبدو مرتبكا ومربكا في آن معا ... وهو المشهد الذي قد يستعصي على التفكيك ومحاولة استيعاب الحدث والتداعيات الناجمة عن الاهتزازت الكبرى التي ما انفكت تتواصل في شتى بقاع المسمى بالوطن العربي ... والارتباك لا شك انه سيد الموقف بلا منازع ... وخربشات الفهم صارت واحدة من بلاغة الكلام لملوك الكلمة وابجديات التحليل .... فبعد ان كان ربيعا عربيا مشرقا مزهرا صار الأن واقعا تقسيميا يأتي على صهوة بيكو وسايكس الجديد ... والتبشير بالتفتيت من جديد .... وهنا حيث نمكث في هذا المكان نحشر انفسنا في المساحات الضيقة وبازقة الإستعصاء على الفهم وننتظر ارتداد الهزات العنيفة الأتية من عمق الصحاري التي كنا نعتقد انها لابد مزهرة على اعتبار ان الربيع القادم هذه المرة ..... وحيث ان وقائع الواقع العربي معقد اكثر مما يجب في ظل اختلاط المفاهيم وتضاربها ببعضها البعض نحاول ان نستثمر ما يمكن استثماره في اتون تحقيق المُراد عربيا من قبل جماهير القهر والغم ... ويأتي من يأتي مبشرا بالتقسيم والتفتيت على اعتبار انه لن يكون استنهاض عربي حقيقي وان من خلال تحرك الجموع الشعبية العربية لخلع الحاكم واحالته الى مواطن مطرود او مقتول او مودع بزنزانة في سجن ....

ويكون ان يتم تفصيل الانتقال الديمقراطي والحر لما يسمى بارادة الشعوب وما هي الا لحظات حتى تعبر الصناديق عن ارادة الفقراء فتظهر النتائج بأن ولاة الله هم من يفوزون واصحاب الدعوة هم من يعتلون العرش الأن ... وحتى نتفهم اللحظة يُقال لنا ان التبشير بالعصر الجديد قد آن اوانه ورعاة الكلمة الحسنى قد اتفقوا مع رعاة الحرية وعُقدت الاتفاقات وحُددت المحاذير والبرتوكلات قد أُمهرت بالتواقيع وجاء من يبشر بصباح العرب برغد الحياة في ظله .... حيث الشهوة المجنونة الجامحة لإعتلاء منصة الأمر، والآمر هذه المرة يدعي انه انما يجيء بالتكليف الألهي .... والشعوب قد منحتهم القوة الألهية للحكم والتحكم والاحكام ....

والصمت يصبح سيدا للموقف في ارتباك الصمت الذي يسود ويعبر عن ذاته بكافة الميادين برغم كل اشكال الصراخ المفتعل .... هناك حيث ارض الكنانة طُرد الفرعون الاخير وجاء الأمر من سادة الأمر للبزات العسكرية وللقصة بقية واستكمال ... وما لبث ان اكتشف الفقراء انما هم ضحايا في اتون الاستثمار ما بين قوى التعبير الرباني وهؤلاء الذي يعبرون خلسة للمكان مسيطرين على الزمان والازمان ...

هناك من يؤيد ومن يعترض ومن يقرأ فصول المؤامرة ... والمؤامرة في ارض الكنانة من الممكن ان تحالك امورها وفصولها بالشكل المرضي ولما يسمى بالثوار كل التأييد والمبايعة ومن يتبنى ذات النظرية يرى بحمص وحلب وودرعا والفقراء بحواري القامشلي مأجورين مندسين ضد المقاومة والممانعة وتصبح جامعة الدول العربية جزء لا يتجزء من لعبة التفتيت والتقسيم بقيادة الذي كان بالأمس القريب اميرا للمقاومة ....

لاشك ان ثمة تخبط عميق في ظل صمت مطبق يسيطر الأن على المشهد عموما ... والصمت يسيطر على المشهد برغم الضجيج المفتعل وبرغم صراخ القتلي .... فالموتى ايضا يتألمون حينما يضجعون قهرا ... والاحياء يتساءلون عن جدوى استمرار الفعل الحيوي للعيش في ظل النحر والقتل والركل بالازقة .... في تلك الاحياء العتيقة التي تنبض بعبق التاريخ يتم تجريد الضحية من الالم .... بذاك الفعل الذي يتجاوز كل ضجيج النقاش وما يسمى بالحوار او حقيقة المؤامرة المحاكة ضد نظام المقاومة والممانعة الفعل الذي تخطى كل اشكال الافعال المعللة والمبررة حيث الامتهان لكرامة الضحايا والاستهانة بالالم والتحطيم لصورة الانسان فينا .....

امتهنوا السلطة ونصبوا انفسهم ولاة على رقاب العباد وحينما تصبح السلطة مطلقة بيد الحاكم يصبح العمل السياسي مسيرا ومسخرا للفرد والفرد هنا هو الحاكم بأمره ليصل العمل السياسي الى الحضيض وفي الحضيض تتجلى الدونية بابشع صورها وحيث ان الانهيار القكري والاخلاقي بات احد اهم سمات قياصرة الصقيع فلا شك ان القيم والمعاني ذات الدلالات تتغير وتتوسخ بوسخ القمع ... وتتجلى النظريات وتحاول ان تتصارع مع الاشخاص الذين اعتقدوا بالوهم انهم يمتلكون حقيقة الأشياء وهم من يملكون الحق ولا حق الا الحق الناطقين به ....

بكل ساحات الوغى صار المشهد مرعبا ... وانكشف المستور وسدنة القيصر سيرون الأن بالطرقات عرايا والفضائح تتولى ... والكل يتخبط .....

أوصيك إن تشأ شنق الجميع ... ان ترحم الشجر ... لا تقطع الجذوع كي تنصبها مشانق ... مرة اخرى نجدنا مجبرين على مخاطبة الجلاد بلغة الضحية والضحايا ... وقد يلتبس الأمر وتصبح الضبابية سيدة المشهد للتوالى فصول الحكاية من جديد ....












 

التعليقات