05/01/2012 - 23:41

أبناء كهانا/ حسن عبد الحليم

يعتزم أبناء "كاهانا" تنظيم مظاهرة قبالة منزل النائبة حنين زعبي، وقبالة مقر التجمع الوطني الديمقراطي. وأعلن اتباع الحركة الدموية التي ارتكبت مجزرة الحرم الإبراهيمي، أنهم سيطالبون بإخراج التجمع الوطني الديمقراطي عن القانون! هذا القانون الذي وضعه المستعمر الأبيض وأباح القتل والمصادرة والتهجير.

أبناء كهانا/ حسن عبد الحليم

 يعتزم أبناء "كاهانا" تنظيم مظاهرة قبالة منزل النائبة حنين زعبي، وقبالة مقر التجمع الوطني الديمقراطي. وأعلن اتباع الحركة الدموية التي ارتكبت مجزرة الحرم الإبراهيمي، أنهم سيطالبون بإخراج التجمع الوطني الديمقراطي عن القانون! هذا القانون الذي وضعه المستعمر الأبيض وأباح القتل والمصادرة والتهجير.

كان هؤلاء قبل نحو عقدين من الزمن، على هامش الخارطة السياسية الإسرائيلية (حين أُخرجت حركة "كاخ" عن القانون بعد المجزرة) لكنهم اليوم في مركزها، ويشكلون السواد الأعظم للائتلاف الحكومي، وباتوا هم من يصوغون القوانين، وأصبح تلامذة معهد "مركاز هراب" الذين نشأوا على عقيدة دينية شوفينية صماء الذين ينظرون  للآخر- الفلسطيني كـ "شيء" لا يستحق الحياة، أصبحوا أصحاب القول الفصل، فظهرت ديمقراطية الأسياد بكامل عريها.

ليس صدفة أن يضع أبناء كهانا- التجمع والنائبة حنين زعبي هدفًا لحملاتهم العنصرية، لأنهما نقيضهم، ولأن التجمع يطرح حلولا إنسانية تربكهم وتهز معتقداتهم الدموية، وتفند روايتهم المختلقة، وتعري زيف خطابهم، وتعيدهم إلى مربع تبرير وجودهم. يذكرهم التجمع بالحقيقة التي يريدون طمسها، وهي أنّنا نمثل الأقلية الفلسطينية الباقية، نحن الجيل الثالث والرابع للنكبة الذي ينشد العدالة في وطنه ومتمسكا بهويته الوطنية، ويطرح حلولا إنسانية للصراع الذي بدأ بنكبة وتهجير شعب فلسطين.

تعرّض التجمع ولا زال لملاحقة وتضييق، بأساليب ظاهرة وباطنة، تهدف إلى إسكات هذا الصوت الذي يعبر عن الوجدان الفلسطيني، ولم تتوقف الضربات الموجهة له منذ انطلاقته، سواء على مستوى ملاحقة كوادره وقياداته أو بواسطة محاولات الشطب، أو على مستوى التحريض الأرعن ضده. ولا زالت النائبة حنين زعبي تتعرض للملاحقة والتضييق جراء مشاركتها في أسطول الحرية لكسر الحصار عن قطاع غزة.

لقد حملت مشاركة زعبي في أسطول الحرية رسالتين واحدة إنسانية وأخرى سياسية، إلا أن إسرائيل لا تتوانى عن تجريم النشاط الإنساني والسياسي، لأنها ببساطة قامت على أساس غير إنساني. لم يدرك الإسرائيليون بعد أن الفلسطيني يتفوق عليهم أخلاقيا وإنسانيا، ومن الصعب عليهم أن يهضموا أن تخاطبهم زعبي بثقة صاحب الحق المتنور الذي يشير صبحة وعشية إلى ايديهم الملطخة بالدماء وسياساتهم المدفوعة بطمس الجريمة.


قبل سنوات فقط ضاقت المؤسسة الإسرائيلية بالخطاب المتنور للدكتور عزمي بشارة، حين حشر منطقهم الخاوي في الزاوية وعرى زيف ديمقراطيتهم وقوض بنيان خطابهم الهش. حدثهم ولم يتحدث إليهم، تحدث عنهم ولم يتحدث إليهم. واجههم بكبرياء لم يعهدوه، وبثقة صاحب الحق الذي يعتمد على منطق سليم وفكر متنور. لم يحمل بشارة السلاح في وجوهمم، بل تسلح بالفكر فأربكهم، ولمسوا خطورته فقرروا التخلص منه. وكان ما كان.


تجتمع معظم مركبات السياسة الإسرائيلية حول الهدف وتختلف في الوسيلة والأسلوب والتوجه، وبخلاف مدرسة شمعون بيرس فإن الائتلاف الحكومي الحالي لا يخفي قبحه بخطابات منمقة وبالتلاعب بالكلمات، ويمشي عاريا. ثمة إيجابيتان في سفور حكومة نتنياهو؛ الأولى أنها تعكس الوجه الحقيقي لإسرائيل وتظهرها على حقيقتها أمام العالم دون تجميل مبتذل، والثانية أنها تسد الباب أمام العرب المهرولين للتطبيع.

تسير إسرائيل الرسمية والشعبية نحو مزيد من التطرف والعنف. والمستقبل لا يبشر بالخيرـ ويبدو مثقلا بالتحديات، و يتطلب من فلسطينيي الداخل مزيدا وحدة الصف لمواجهة الهجمات الشرسة التي تنتظرهم، وأولها قضية النقب الصارخة ومخطط التهجير والمصادرة.

بالتالي- هذا وطننا ونحن أبناؤه، لم نهاجر إليه بل هُجّر أبناء شعبنا منه واستجلب بدلا منهم أناس لا صلة لهم به.


ها هم أبناء كاهانا يريدون التظاهر في الناصرة قبالة منزل النائبة زعبي وقبالة مقر التجمع الوطني. أهلا وسهلا – كلنا سنكون هناك بانتظاركم.

التعليقات