20/01/2012 - 18:18

بين شورت اللواء وجعبة دلال / أيمن حاج يحيى

لم تكن دلال المغربي ترتدي الشورت عندما أعلنت قيام جمهورية فلسطين على ساحلها، ولم تكن محجبة إلا بجعبتها ورشاشها، ولكنها أسمعت من به صمم، وأجبرت الأعمى قبل المبصر أن ينظر إليها، وإلى شعبها، وإلى قضيته العادلة.

بين شورت  اللواء وجعبة  دلال / أيمن حاج يحيى

لم تكن دلال المغربي  ترتدي الشورت عندما أعلنت قيام جمهورية فلسطين على ساحلها، ولم تكن محجبة، بل كانت ترتدي جعبتها ورشاشها، ولكنها أسمعت من به صمم، وأجبرت الأعمى قبل المبصر أن ينظر إليها، وإلى شعبها، وإلى قضيته العادلة. 

كذلك فعلت ليلى خالد، وتيرزا هلسة، وآيا الأخرس، والعشرات بل المئات من بنات شعبنا اللاتي فرضن على أجندة العالم أجمع  قضيتنا، كما فرضن احترامنا وانتزعن بتضحياتهن، ودمائهن، وشجاعتهن، الاعتراف بنا كشعب بالدرجة الأولى، بعد أن كان العالم "المتحضر" يصر على أن يبقينا في خانة المتسولين وراء كيس الطحين.

فالعالم لا يلتفت ولا يحترم من يتعرى من قيمه ومبادئه، ويبدل نضاله بتوسل المحتل واسترضائه، والذي إن ابتسم في وجه هؤلاء ودعاهم إلى حفلات الكوكتيل، أو سمح لهم بلبس بدلات التكسيدو الأنيقة، فهو في داخله يحتقرهم ولا يقيم لهم وزن.

العالم لا يحترم إلا الأقوياء، وأقوى الناس أصحاب الحق والساعين لاسترداده.

الشعوب المقهورة فرضت احترامها على العالم وعلى أعدائها  قبل أي أحد، من خلال نضالها ومقاومتها  للظلم والقهر، وليس بتملق المحتل واسترضائه.

لقد توصل كل من بحث القضية الفلسطينية وحلل مسيرتها الى استنتاج واضح: لم يتضامن العالم مع شعب فلسطين إلا  وهو  يقاتل، ولم ينفض  من حوله  إلا بعد أن رفع البعض الراية البيضاء.

قد تثير تصريحات لواء الفوتبول فينا الحنق والغضب عندما  يقول إنه  يفضل أن  يرانا العالم بشورتات الرياضة   على أن يرانا ملثمين، وإنه يفضل أن يرى العالم بناتنا بالشورت، أفضل من أن يراهن محجبات، مما يدفعنا  للتساؤل،  ما الذي جرى للبعض؟  أهو اختلاط الأوراق وفقدان البوصلة قد ، أم هي عقدة ستوكهولم (تعاطف المخطوف مع الخاطف) قد أصابتهم؟ وفي كلا  الحالتين النتيجة واحدة  والاستنتاج  واحد  في هذا الكلام اللواء لا يمثل إلا نفسه، وحتى هذا بصعوبة.

وإن نسي اللواء وهو ممن يجب أن لا ينسى، كونه كان في  الماضي من الملثمين، فإننا نذكره بأن السلطة الوطنية الفلسطينية تستمد شرعيتها وتعتمد في وجودها على إرث الملثمين والملثمات، وليس على إرث الشورت والميني جوب، وإنه لولاهم  لما كان  عندنا فوتبول،  ولا كان عندنا لواء له، ولا حتى عقيد.

قد يقولون زلة لسان، أو  تصريح مجتزء، أو فهم قصده  خطأ، وإن نواياه حسنة، فألا يعلمون بأن الطريق إلى جهنم مليء بذوي النوايا الحسنة، وأن لا مكان في السياسة لذوي النوايا الحسنة.

........................................................................................................................


أيضا في موقع عــ48ــرب:

الرجوب: من الأفضل أن يرانا العالم بالشورتات وليس ملثمين أو بالحجاب! (فيديو)


التعليقات