08/02/2012 - 09:31

المصالحة وأنياب "إسرائيل"../ نواف الزرو

بعد أن سلم الجميع إلى حد كبير-فلسطينيا وعربيا-، إلى قناعة ترسخت عبر جولات ومخاضات المصالحة الفلسطينية على مدى السنوات الماضية، بأن مثل هذه المصالحة باتت بعيدة إذا لم تكن مستحيلة مستعصية، وبعد أن استراحت دولة الاحتلال الصهيوني إلى أن الانقسام والانشطار والتحارب الفلسطيني-الفلسطيني بات حقيقة صارخة لم ولن تتغير في المستقبل المنظور أبدا، وبعد أن خيم الفيتو الأمريكي على المصالحة الفلسطينية منحازا تماما إلى الرؤية التفكيكية الإسرائيلية للمشهد الفلسطيني، بعد كل ذلك، تأتي المصالحة أولا من قلب قاهرة الثورة الشبابية لتفاجئ الجميع، وربما تكون هذه المصالحة الفلسطينية التي تمت ما بين فتح وحماس، تحت مظلة الثورة المصرية وبركاتها على المشهد الفلسطيني، المفاجأة الفلسطينية من العيار الثقيل، حيث لم يكن واردا مثل هذه المصالحة في القراءات والحسابات الإسرائيلية والأمريكية معا!

المصالحة وأنياب
بعد أن سلم الجميع إلى حد كبير-فلسطينيا وعربيا-، إلى قناعة ترسخت عبر جولات ومخاضات المصالحة الفلسطينية على مدى السنوات الماضية، بأن مثل هذه المصالحة باتت بعيدة إذا لم تكن مستحيلة مستعصية، وبعد أن استراحت دولة الاحتلال الصهيوني إلى أن الانقسام والانشطار والتحارب الفلسطيني-الفلسطيني بات حقيقة صارخة لم ولن تتغير في المستقبل المنظور أبدا، وبعد أن خيم الفيتو الأمريكي على المصالحة الفلسطينية منحازا تماما إلى الرؤية التفكيكية الإسرائيلية للمشهد الفلسطيني، بعد كل ذلك، تأتي المصالحة أولا من قلب قاهرة الثورة الشبابية لتفاجئ الجميع، وربما تكون هذه المصالحة الفلسطينية التي تمت ما بين فتح وحماس، تحت مظلة الثورة المصرية وبركاتها على المشهد الفلسطيني، المفاجأة الفلسطينية من العيار الثقيل، حيث لم يكن واردا مثل هذه المصالحة في القراءات والحسابات الإسرائيلية والأمريكية معا!
ثم يأتي الاتفاق ثانيا على حل مشكلة رئيس الحكومة المستعصية في الدوحة ويتمنى الجميع نجاح هذا التفاهم، لأن هناك حديثا عن معارضة حماس غزة للاتفاق!
 
فقد راهنت وعملت الدولة الصهيونية على مدى السنوات الماضية على تعميق الشرخ الفلسطيني-الفلسطيني، وتعميق الانشطار الجيوسياسي ما بين الضفة وغزة، فالتفكك والتفتت الفلسطيني هو المصلحة الإسرائيلية العليا دائما الذي عملت وتعمل عليه تلك الدولة دائما.
 
المحللة الإسرائيلية عميرة هاس المناهضة لسياسات الاحتلال كتبت حول مخطط التفكيك في هآرتس تحت عنوان: "ليس بالإسمنت وحده" تقول: "إن هدف إسرائيل هو: اتمام مسار فصل قطاع غزة من الضفة الغربية، بدأ المسار – ونقول هذا للمرة المليون – في 1991، لا بعد تولي حماس السلطة، وكل ذلك في قصد إحباط حل الدولتين، الذي أدرك العالم آنذاك أنه يقوم على غزة والضفة كاملتين والعلاقة بينهما".
 
الدكتور مصطفى البرغوثى الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية كثف الهدف الإسرائيبلي الخفي وراء محاربة المصالحة الفلسطينية، قائلا: "إن إسرائيل تعمل على تكريس الفصل والانقسام بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس عن طريق تحريض أطراف في المجتمع الدولي والأوساط الإعلامية والصحفية بالترويج لمقولات خطيرة، على أن هناك اختلافات اجتماعية وبنيوية بين الضفة وغزة"، مضيفا: "هناك خطورة كبيرة لأن إسرائيل تريد عبر فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة تدمير أي فرصة لقيام دولة فلسطينية مستقلة"، موضحا: "أن إسرائيل تريد التخلص من 35% من المعادلة الديمغرافية التي يمثلها قطاع غزة وتهميش قضية اللاجئين الذين يمثلون 70% من عدد سكان القطاع، وأن إسرائيل تريد التخلص من غزة بهدف الانفراد بالضفة والاستيلاء على60% من أراضيها و90% من مياهها"، مشيرا إلى "أن تحريض الاحتلال هدفه تكريس الانقسام ومنع وحدة شعبنا وإفشال المصالحة الوطنية"، معتبرا "أن خير رد على ذلك هو التعجيل في تنفيذ اتفاق المصالحة التي تشكل مصدر قوة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته".
 
ونقول، على قدر ردود الفعل الإسرائيلية الهستيرية إلى حد كبير على اتفاق المصالحة الفلسطينية، على قدر ما يجب أن يستخلص الجميع في الساحة الفلسطينية الاستخلاص الكبير بأن خطيئة الانقسام واستمراره غير المنطقي في ظل احتلال يعتبر الأخطر والأشد وطأة على القضية الفلسطينية.
 
فلنقرأ بعض ردود فعلهم الهستيرية على المصالحة، فهاهو رئيس وزرائهم نتنياهو يشن هجوما لاذعا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب توقيعه على اتفاق المصالحة مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الدوحة، وقال: "إن حماس منظمة إرهابية تسعى إلى إبادة إسرائيل وتدميرها وتستند لدعم إيراني، وقلت في أكثر من مرة بأنه يتوجب على السلطة الاختيار بين التحالف مع حماس أو السلام مع إسرائيل وأن حماس والسلام خطان لا يلتقيان، وإذا ما نفذ أبومازن ما اتفق عليه في الدوحة فإنه يغادر بذلك طريق السلام ويلتحق بحماس دون أن تلتزم حماس بشروط الحد الأدنى للمجتمع الدولي".
 
وكان نتنياهو دعا في أيار-2011 "الرئيس عباس إلى تمزيق ميثاق حماس والعودة إلى طاولة المفاوضات بشكل سريع".
 
وبينما أعلن وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه: "إذا تم تشكيل حكومة فلسطينية مشتركة بين حركتي فتح وحماس، فسيتعين على الحكومة الإسرائيلية اتخاذ بعض الإجراءات لضمان مصالحها ومنها بسط سيادتها على مستوطنات الضفة الغربية والاستعداد للدفاع عنها"، اتهمت مصادر أمنية إسرائيلية الرئيس الفلسطيني بأنه "تجاوز كافة الخطوط الحمراء في اتفاقه الأخير مع حركة حماس". ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي-2011-11-26- عن تلك المصادر قولها "إن عباس أدار ظهره لعملية السلام بإصراره على التوحد مع حركة حماس"، وقالت المصادر"إن إسرائيل لن تسمح لعباس بتشكيل جبهة مع المتطرفين الفلسطينيين والعرب في الوقت الذي يزداد فيه تسلح فصائل غزة والتي باتت تشكل تهديدا إستراتيجيا للدولة العبرية".
 
ونثبت الخلاصة المفيدة دائما: إذا أردت أن تعرف حقيقة الوضع الفلسطيني فاقرأ نوايا ومخططات العدو انظر إلى أنيابه... فطالما أن أنيابهم مسنونة متحفزة ضد المصالحة الفلسطينية، فإن في المصالحة والوحدة إذا ما يغيظهم ويخدم القضية الفلسطينية.
 
وهذه النوايا والمخططات وتلك النوايا تنطوي كما هو واضح أعلاه على مصطلحات تهديدية ابتزازية حربية، قد تتحول إلى أسوار واقية ومجازر جماعية وتهجير وتهديم بالجملة على الأرض الفلسطينية، ما يستدعي من الفلسطينيين الاستنفار والاستعداد لحروب إسرائيلية قادمة!

التعليقات