20/02/2012 - 10:25

الأسير البطل خضر عدنان../ د. فايز رشيد

الشيخ خضر عدنان هو نموذج للمقاوم الوطني الفلسطيني في سجون العدو الصهيوني. فهو يخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام للشهر الثالث على التوالي (والإضراب مفتوح ومستمر حتى كتابة هذه المقالة، لا يتناول غير الماء فقط)، وإضرابه هو أطول إضراب لكل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال منذ عام 1967 وحتى اللحظة

الأسير البطل خضر عدنان../ د. فايز رشيد
الشيخ خضر عدنان هو نموذج للمقاوم الوطني الفلسطيني في سجون العدو الصهيوني. فهو يخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام للشهر الثالث على التوالي (والإضراب مفتوح ومستمر حتى كتابة هذه المقالة، لا يتناول غير الماء فقط)، وإضرابه هو أطول إضراب لكل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال منذ عام 1967 وحتى اللحظة.
 
قرأت مقالات كثيرة عنه، فمن عرفوه يشيدون بدماثته وصلابته وصبره، وهو غير متعصب لحركته، يجادل بهدوء ولا يفرض رأيه على أحد، مستمع جيد لمحدثيه، فلسطيني عربي وطني وقومي حتى العظم. جرى اعتقاله منذ سنوات طويلة، وأوقفته إسرائيل بموجب الاعتقال الإداري، بمعنى: يُسجن لفترة 6 أشهر وقبل انتهائها يجري تمديدها وهكذا دواليك، فيقضي في السجن عشرات السنين دون توجيه تهمة له، وفقط لمجرد الشك فيه. هذا القانون هو من مخلفات الاحتلال البريطاني الغاشم لفلسطين، وإسرائيل تعتقل كثيرين من الفلسطينيين بموجبه.
 
الشيخ خضر، أعاد إلى الأذهان الإضراب السابق الذي قام به سجناء تنظيم فلسطيني احتجاجاً على العزل الانفرادي، وقد استمر مدة 23 يوماً، وكان مرشحاً للاستمرار، لكن سلطات السجون وبطريقة غادرة وخسيسة أفهمت اللجنة العليا للسجناء (وهي المسؤولة عن الإضراب): أنها استجابت لطلب السجناء، وأنها ستوقف العزل الانفرادي، فأخذت اللجنة قراراً بفك الإضراب. كذلك تعهدت إسرائيل للوسطاء المصريين الذين ساهموا في الطلب من اللجنة إنهاء الإضراب، لكن الدولة الصهيونية كعادتها: لا تقيم وزناً لوعودها وتعهداتها، فبعد فك الإضراب عادت إلى ممارسة العزل الانفرادي للكثيرين من المعتقلين.
 
في هذا الصدد نقول: نحن نحترم كل إضراب فردي يقوم به سجين فلسطيني لدى سلطات الاحتلال، أو سجناء أي فصيل، لكن الأفضل والأكثر تأثيراً لتحقيق النتائج المرجوة من الإضراب تتمثل في: قيام جميع السجناء الفلسطينيين ويبلغ عددهم حوالي (السبعة آلاف) بالإضراب في وقت واحد، فالمعنى في هذه الحالة يكون أكثر عمقاً، إن من ناحية الإثبات للعدو: بأن معتقلينا موحدون، فهم أولاً يناضلون من أجل قضيتهم الوطنية الفلسطينية، ثم بعد ذلك يأتي الانتماء التنظيمي. لا نريد كشعب فلسطيني أن تنعكس حالة الانقسام القائمة في الخارج، في داخل السجون، فمعتقلونا (كلهم ومن جميع الفصائل) حولوا السجون إلى مدارس نضالية للقضية الوطنية، ومحطات للصمود الفولاذي في وجه العدو الصهيوني، الذي يهدف إلى تفريقهم وكسر شوكتهم وإذلالهم.
 
الشيخ خضر عدنان هرّب مع محاميه بعض الكلمات، فهو لم يُضرب عن الطعام نتيجة حالة يأس، بل مثلما يقول بالحرف الواحد: "أنا لا أسير نحو العدمية، بل أدافع عن كرامتي وعن كرامة شبعي المستباحة، وعن حقوقه المغتصبة" .بهذه الجمل المليئة بالكبرياء الوطني يعلل أسيرنا البطل لإضرابه الطويل.
 
لقد رفضت الحكومة الإسرائيلية الطلب الذي قدمه محاميه لها، والذي طالب بإطلاق سراحه حرصاً على حياته، فهو لم يعد قادراً على الوقوف وخسر الكثير من وزنه (43) كغم، وهو مصاب بوهن عضلي كبير، وبعدم قدرته على القيام بأية حركة تتطلب أدنى الجهد. المحكمة الصهيونية أيدّت السلطات في استمرار اعتقاله.
 
ما نود أن نسأله: لو أن يهودياً في إحدى دول العالم قام بمثل هذا الإضراب فما هي ردود فعل دول العالم؟ بالتأكيد: سيكون الجواب: تقوم الدنيا ولا تعقد! أقول ذلك وفي الذاكرة إضرابات عن الطعام قام بها يهود إبّان الحقبة السوفياتية، كان حينها يقف العالم على قدميه وبخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. إبّان وجود جلعاد شاليط في الأسر لدى حركة حماس، أخذت حكومة نتنياهو قراراً بتحويل حياة الأسرى الفلسطينيين إلى جحيم، وكأن حياتهم كانت عظيمة من حيث الظروف؟ رغم إطلاق سراح شاليط في صفقة تبادل الأسرى وقد كان يعيش في ظروف سبع نجوم، يتزايد التشديد على أسرانا! كل التحية لهم ولأسيرنا الشيخ خضر عدنان.

التعليقات