25/02/2012 - 11:45

سورية: الأولوية للحل الأمني؟؟../ مصطفى إبراهيم

العرب منقسمون تجاه ما يجري في سورية، ونزيف الدم والقتل مستمران، منهم المتحمس للخلاص من النظام السوري بأي ثمن وبطريقة ثأرية، كما عبر عنها بانفعال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي قال "على النظام أن يرحل كرهاً أو طوعا"، فبعض العرب يؤيدون الحل الأمني والتدخل الأجنبي وهم يدعمون المعارضة السورية بالسلاح، وهم يدركون أن النظام سيجد بذلك مبررا للضرب بقوة، وهم يسيرون بخطة مدروسة لإرهاق سورية واستنزاف مقدراتها وإغراقها بالدماء وبالحرب الأهلية، ولم يتواصلوا مع النظام بشكل حقيقي وحثه وتشجيعه على الإصلاحات والبحث في سبل رحيله، ووقف نزيف الدماء حفاظا على سورية وشعبها

سورية: الأولوية للحل الأمني؟؟../ مصطفى إبراهيم
التغيير في المنطقة العربية حتمي وستنتصر الشعوب العربية، وإن اختلف من دولة الى أخرى، ومهما عاند النظام السوري فالتغيير قادم وحق الشعب السوري بالحرية والعدالة حق طبيعي ومكفول، ورحيل الرئيس السوري قادم، وسلامة سورية وشعبها أهم من أي شي الآن فليس الحل الأمني أو التسلح هو الحل الوحيد، فالحل يجب أن يكون سياسياً وليس أمنياً، وهناك فرق في وجهات النظر العربية بين ما تحدث به الرئيس التونسي المنصف المرزوقي وما تحدث به وزير خارجية المملكة السعودية الأمير سعود الفيصل الذي يؤمن بالحل الأمني والتدخل الأجنبي ويؤيد تزويد المعارضة السورية بالسلاح لإسقاط النظام.
 
ما يجري في سورية هو اعتماد للحل الأمني بالقتل وارتكاب الجرائم ضد الناس، وما يجري هو ثورة والناس لا يقبلون بأقل من التغيير الشامل واجتثاث الفساد الممأسس من الجذور، يريدون الكرامة والخبز، والنظام أرهق الناس بالفقر والبطالة والتهميش السياسي والاجتماعي والقمع، والاستبداد والآن القتل.
 
التأخير في الإصلاح تحول إلى ثورة ولم تعد الأمور مجرد احتجاجات أو مطالبات بإصلاحات سياسية محدودة، الناس يطالبون بالتغيير والإصلاح الشامل والتداول السلمي للسلطة ومكافحة الفساد واحترام حقوق الإنسان، والفصل بين السلطات والمحاسبة والمساءلة والشفافية والقضاء المستقل.
 
والضغط على النظام السوري ليكون الحل سياسيا كما قال المرزوقي في مؤتمر "أصدقاء سورية" في تونس "أن نكون أصدقاء لسورية وأن نبحث عن حل سياسي لا يمكن إلا أن نراه في النموذج اليمني مقابل وقف حمام الدم ومنح الرئيس وعائلته حصانة ورحيل هادئ إلى روسيا لنجنب سورية مزيد من الدماء والقتل".
 
حق الشعب السوري في الحرية والعدالة ووقف جرائم القتل و حمام الدم النازف ورحيل النظام أولوية وإقامة نظام يحترم مواطنيه يقضي على الفساد ويحترم حقوق الانسان واحترام وحماية حقوق الاقليات وإقامة نظام تعددي ديمقراطي يتمتع فيه المواطنون بالمساواة.
 
وهناك أولوية مهمة في ظل تعثر جميع الحلول، وهي الوضع الإنساني المأساوي وسلامة سورية وشعبها، الوضع السوري حساس بسبب وضع سورية الإستراتيجي في المنطقة، ومؤتمر أصدقاء سورية في تونس عقد لملمة المعارضة وتوحيدها والبحث في طرق دعمها وتسليحها، فالمعارضة السورية مشتته وتمثلها أطياف مختلفة، وهناك دول كثيرة تحاول استغلال الوضع في سورية، وهناك شكوك في هدف عقد مؤتمر أصدقاء سورية في تونس، وأسئلة مشروعة حول طبيعة المؤتمر ومن نظمه وماذا يراد من هذا الجهد؟
 
فالغرب يخافون سقوط نظام الأسد ويخشون من يخلفه، فالمجتمع الدولي ومعهم العرب حتى الآن يبحثون في الفيتو الروسي والحلول الأمنية، ولم يبحثوا الحل السياسي، والعرب همهم الفيتو الروسي والتفكير في إسقاط النظام أكثر من التفكير في الوضع الإنساني، ولم يتخذوا خطوات فاعلة وكافية للبحث في وقف نزيف الدم والتخفيف من الوضع الإنساني المأساوي في حمص التي تخوض في الدماء، والقتل في كل مكان والمدينة تموت كل يوم وعدد من القرى التي تدور بها اشتباكات مسلحة ترتكب بها جرائم بحق الناس.
 
العرب منقسمون تجاه ما يجري في سورية، ونزيف الدم والقتل مستمران، منهم المتحمس للخلاص من النظام السوري بأي ثمن وبطريقة ثأرية، كما عبر عنها بانفعال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي قال "على النظام أن يرحل كرهاً أو طوعا"، فبعض العرب يؤيدون الحل الأمني والتدخل الأجنبي وهم يدعمون المعارضة السورية بالسلاح، وهم يدركون أن النظام سيجد بذلك مبررا للضرب بقوة، وهم يسيرون بخطة مدروسة لإرهاق سورية واستنزاف مقدراتها وإغراقها بالدماء وبالحرب الأهلية، ولم يتواصلوا مع النظام بشكل حقيقي وحثه وتشجيعه على الإصلاحات والبحث في سبل رحيله، ووقف نزيف الدماء حفاظا على سورية وشعبها.

التعليقات