04/05/2012 - 01:08

تجمّعوا يا تجمعيّين!/ عز الدين بدران

أسأل نفسي قبل كلّ معركة من هذا القبيل: لماذا أنا تجمعي؟ تتردّد أجوبة كثيرة كلّ مرة وتزداد، فمشروعنا الذي أؤمن فيه متعدد الأبعاد، إلا أنني سألت نفسي هذه المرة متحديًا خيالي: ماذا لو لم يبق التجمع؟

تجمّعوا يا تجمعيّين!/ عز الدين بدران

كان ابني أيهم يجلس على حضني عندما سمعت الخبر المؤكّد بتقديم موعد الانتخابات البرلمانية وحلولها في مطلع أيلول القريب، تدفّق "الأدرينالين" فيّ وقلت بصوتٍ مرتفع "يا أهلا بالمعارك"، نظرت إلى أيهم وقلت له "عشانك يابا".

أعرف أنّنا قادرون على اجتياز أصعب المعارك إن توحّدنا، إن تَجَمّعنا حول تجَمُعِنا، إن نحيّنا كلّ النقاشات الهامة وغير الهامة جانبًا وركّزنا طاقاتنا في مهمتنا الجماعية كحزب يحمل مشروعًا لشعب، وإن مشينا على درب المشترك التي حفرناها بمسيرتنا الوطنية مزيلين أصعب العوائق.

لقد اجتزنا معًا أصعب الامتحانات في أقسى الظروف، الطابة الآن في ملعبنا فلنكن فريقًا ماهرًا موحّدًا ولنسجّل أهداف الفوز في هذه المباراة الحاسمة. 

أسأل نفسي قبل كلّ معركة من هذا القبيل: لماذا أنا تجمعي؟ تتردّد أجوبة كثيرة كلّ مرة وتزداد، فمشروعنا الذي أؤمن فيه متعدد الأبعاد، إلا أنني سألت نفسي هذه المرة متحديًا خيالي: ماذا لو لم يبق التجمع؟ 

ربما أكون قد سألت هذا السؤال لأستفزكم رفاقي التجمعيين، فأنا لم أسمح لنفسي حتى أن اتخيل نفسي وبلدي وشعبي بدون التجمع، لكن مجرد لمْس طرف هذا الإمكانية، غير الواقعية برأيي لثقتي بقدرة الحزب ووعي الناس والمعطيات العقلانية بين يدي، بثّ فيّ طاقات عجيبة وأنار لي كلّ مساحة خصوصية التجمع وفكره ودوره وسحره، قد نعرف الإيجاب من خلال السلب، ولن يسلب أحد منا ما لنا إن لم نستجب كما يجب. 

تجمّعوا أيها التجمعيين حول حزبنا، في بيتنا، من أجل مشروعنا، ارفعوا الرايات التي وحّدتنا، التي صنعتنا، زوروا الناس التي دعمتنا، شجّعوا الشباب التي انضمت لنا، انشروا فكرنا ومبادئنا ومواقفنا، بادروا وشاركوا وانشطوا، استغلوا الانتخابات لنشر الوعي الوطني والفكر الديمقراطي وبعث الذاكرة ورسم الرؤى، إنها أيام العمل من أجل دفعة الاستمرار الحاسمة، من أجل مستقبل حزبنا، من أجل مستقبل هوية شعبنا. 

سأنشط من أجل حزبي ورفاقي وابني الذي تخيّلته بعد أربعة عشر عامًا شابًا منتصب القامة يلبس البرتقالي ويلوّح بالعلم الوطني وفي عينيه بريق الكرامة والأمل.

التعليقات