30/06/2012 - 16:34

مخاطر التحريض العنصري ضد السكان العرب في المدن المختلطة/ رائد غطاس

حين نفكر في طريقة ردنا على التصريحات العنصرية التحريضية التي يطلقها منتخبو الجمهور في المدن المختلطة علينا الأخذ بعين الاعتبار أمرين هامين: أولهما ان معظم السكان اليهود في المدن المختلطة كماذكرنا أعلاه هم من أصحاب الآراء والمواقف اليمينية المتطرفة وهم معبؤون أصلا ضدً السكان العرب . وثانيهما ان مطلقو هذه التصريحات هم شخصيات رسمية وممثلو جمهور وبالتالي من وراء كل شخصية يقف جمهور واسع ومن الممكن ان يقوم احدهم أو عدة أفراد من هذا الجمهور وتحت تأثير هذا التحريض العنصري ونتيجة له بتنفيذ اعتداء على جيرانهم العرب وبمعنى آخر ان يقوموا بتطبيق الفكرة على أرض الواقع: الاعتداء, الطرد, الترانسفير او حتى القتل. ونحن نذكر حالات اعتداء عديدة على سكان عرب في المدن المختلطة على سبيل المثال لا الحصر قتل الشاب سامح قرواني في نتسيرت عليت.

مخاطر التحريض العنصري ضد السكان العرب في المدن المختلطة/ رائد غطاس

السكان العرب في المدن المختلطة جزء هام، حي وواع من شعبنا الفلسطيني في الداخل. وتشير التقديرات أنهم يشكلون ما يزيد عن 10% من مجمل السكان العرب.  ويعاني السكان العرب في المدن المختلطة الأمرين من التمييز المضاعف: تمييز على مستوى قطري من السلطة المركزية وتمييز على مستوى محلي من السلطة البلدية المحلية .

شهدنا في الآونة الأخيرة تصعيداً في التصريحات العنصرية من قبل شخصيات رسمية ومنتخبي جمهور من اليهود ضد السكان العرب في المدن المختلطة كان آخرها اقتراح عضو بلدية نتسيرت عليت المدعو الكس جدالكن ان يتم دفع مبلغ عشرة آلاف دولار لكل عائلة عربية توافق على بيع بيتها في نتسيرت عليت والانتقال للسكن خارج المدينة، بشرط ان تلتزم هذه العائلة ببيع البيت لغير العرب والالتزام بعدم العودة للسكن في نتسيرت عليت. وكلنا يذكر تصريحات مشابهة, بل أكثر خطورة في عنصريتها اطلقها رئيس بلدية نتسيرت عليت شمعون غابسو, حيث صرح في مقابلة مع وسيلة اعلام عربية: "انه لو كان في أحداث اكتوبر سنة 2000 لكان عدد الضحايا العربية اكبر" وسبقه عضو البلدية زئيف هارتمان بتهديده اعضاء البلدية العرب حين قال في تصريح صحفي"على د. رائد غطاس ورفاقه ان يحمي قدميه جيداً" وأشار في نفس المقالة لبسام الشكعة رئيس بلدية نابلس ورفاقه الذين تم بتر اقدامهم على يد منظمة يهودية ارهابية قامت بوضع المتفجرات في سياراتهم .

وقد شهدنا تصريحات عنصرية عديدة لمسؤولين ومنتخبي جمهور في مدن مختلطة عديدة, لا مجال للتطرق اليها هنا. والسؤال المطروح: كيف علينا التعامل مع هذا التحريض؟ هل نمر عليها مر الكرام؟

هنالك من يعتقد انه علينا ان لا نعير هذه التصريحات العنصرية اهتماماً زائداً . وهنالك من يقول ان الرد على هذه التصريحات يمنح اصحابها الفرصة للظهور وبالتالي ازديادهم قوة . وهنالك من يعتقد ان لا حاجة للرد بتاتاً على أساس مقولة "اترك الكلاب تنبح" او "الكلاب تنبح والقافلة تسير".

قبل الاجابة على هذه التساؤلات أود ان اؤكد ان السلطة المركزية تنتهج سياسة توطين موجهة تؤثر بالتالي على ترتيب سكان المدن المختلطة وتزيد من الاحتكاكات والتوتر بين اليهود والعرب وبالتالي تؤجج العنصرية, فقد تم اسكان اعداد كبيرة من المهاجرين القادمين من دول الاتحاد السوفيتي سابقاً في هذه المدن ويتميز هذا الجمهور بمواقفه العدوانية من السكان العرب.

لقد أقيمت عدة مدارس يهودية في المدن المختلطة بمبادرة وتشجيع السلطات المحلية وذلك منذ اخلاء المستوطنات من قطاع غزة في صيف 2005 وهاكم بعض الأمثلة: مجموعة اومتس في مدينة عكا, نواة عميماي في اللد, نواة الرأس اليهودي في مدينة يافا وأخيراً وليس آخراً مستوطنو غوش قطيف اللذين أتى بهم رئيس بلدية نتسيرت عليت مؤخراً بالاضافة لاقامة عدة مدارس يهودية . ومن الجدير بالذكر انه تم توطين هؤلاء في منطقة محاذية للحي العربي في المدينة. ان التصريحات التي ترتكبها والنشاطات التي تقوم بها هذه المجموعات الدينية تؤجج الكراهية والعنصرية وتزيد من حدة التوتر المتفاقم أصلاً في هذه المدن.

حين نفكر في طريقة ردنا على التصريحات العنصرية التحريضية التي يطلقها منتخبو الجمهور في المدن المختلطة علينا الأخذ بعين الاعتبار أمرين هامين: أولهما ان معظم السكان اليهود في المدن المختلطة كماذكرنا أعلاه هم من أصحاب الآراء والمواقف اليمينية المتطرفة وهم معبؤون أصلا ضدً السكان العرب . وثانيهما ان مطلقو هذه التصريحات هم شخصيات رسمية وممثلو جمهور وبالتالي من وراء كل شخصية يقف جمهور واسع ومن الممكن ان يقوم احدهم أو عدة أفراد من هذا الجمهور وتحت تأثير هذا التحريض العنصري ونتيجة له بتنفيذ اعتداء على جيرانهم العرب وبمعنى آخر ان يقوموا بتطبيق الفكرة على أرض الواقع: الاعتداء, الطرد, الترانسفير او حتى القتل. ونحن نذكر حالات اعتداء عديدة على سكان عرب في المدن المختلطة على سبيل المثال لا الحصر قتل الشاب سامح قرواني في نتسيرت عليت.

بناءً على ما تقدم يجب التعامل مع قضية التحريض العنصري بجدية تامة وعدم التهادن بها على الاطلاق. علينا التصدي لها على جميع المستويات بما فيها الاعلامية والقضائية بهدف ردع منتخبي الجمهور اليهودي المحرضين وملاحقتهم قضائياً لأنه من شأن تحريضهم العنصري ان يؤدي الى عواقب وخيمة .

التعليقات