15/02/2013 - 19:45

ثلاث ملاحظات انتخابية/ اميل العبد

لست بصدد تقييم حملة انتخابات الكنيست الأخيرة، ولا بصدد تعكير نشوة التجمعيين بانتصارهم المشرف، إلا أنني أود أن أسجل بعض الملاحظات وهي موجهة هذه المرة الى الداخل الحزبي، وأرجو أن يتسع صدر الأخوة التجمعيين على تقبلها لأنها نابعة من روح أخوية صادقة.

ثلاث  ملاحظات  انتخابية/ اميل العبد

لست بصدد تقييم حملة انتخابات الكنيست الأخيرة، ولا بصدد تعكير نشوة التجمعيين بانتصارهم المشرف، إلا أنني أود أن أسجل بعض الملاحظات وهي موجهة هذه المرة الى الداخل الحزبي، وأرجو أن يتسع صدر الأخوة التجمعيين على تقبلها لأنها نابعة من روح أخوية صادقة.

أولا أعترف أن فروع حزبنا-كما باقي الأحزاب- لا تخلو من الخلافات والحساسيات الشخصية ولا الأنانيات وحب الظهور. إلا أن بعض الرفاق للأسف الشديد لا يميزون  بين الذاتي والموضوعي، ويصرّون على شخصنة المواقف وجعلها مناكفات معكرة للأجواء، ومعيقه للعمل الجماعي الناجع، كما أنهم يتجاهلون المصلحه العامه للحزب والهدف المشترك الذي يجمعنا. فالحزب هو مشروع وطني جماعي لا يملكه فلان ولا علان، ووجود فلان في الحزب  ليس من الضروره أن يدفع بأحد خارج الحزب او أن يحد من مساهمته ونشاطه.  فإذا لم نترفع عن الخلافات والحساسيات  الشخصية ونغلّب مصلحة المشروع الوطني على نزواتنا الشخصية نكون قد سببنا ضررًا فادحًا لمشروعنا الذي بنيناه معا بعد جهد جهيد.

ثانيا بالنسبة للأخوة الذين لديهم تحفظات واعتراضات على مواقف معينه للحزب -ومن منا ليس لديه تحفظات؟- لهم كل الحق في ذلك، ونكن لهم كل الإحترام والتقدير، إلا أننا نقول لهم إن الأحزاب والمؤسسات الديمقراطيه اتبعت  الحسم الديمقراطي والامتثال لقرار الأغلبيه لحل هذه المعضلات.

ومفهوم لنا جميعا أن مواقف الحزب لا تتلاءم ولا تعكس موقفنا دوما وفى كل الحالات، كون الطرح الحزبي بطبيعته شاملا وجامعًا رغم التباينات الفكريه والمواقفيه لأفراده. لذلك تبحث الجهات المختلفه عن القواسم المشتركه الموحدة من أجل التوافق والعمل المشترك. فهي تعمل بما هو متفق وتتحاور بما هو مختلف.

ثالثا التجمعية كالوطنيه. لا تقتصر على العلاقة الرومانسيه والحب العذري الأفلاطوني للحزب أو للوطن، بل محكها الأساسي بالاستعداد للدفاع عن هذا الحزب وهذا الوطن. فمقولة:"ليس الوطن أكثر من الجهود التي دافعت عنه"تنسحب أيضا على الحزب. وسؤالي إلى بعض الأخوة هو أين نحن من هذه المقوله؟ وهذا الإنسحاب على الحزب؟ ألسنا بحاجة إلى مراجعة ذاتنا بصدق عما   فعلنا أم لم نفعل في هذه الحمله الإنتخابيه؟ هل قمنا بمراجعة مصوتينا وطلبنا منهم التوجه الى صناديق الاقتراع ليصوتوا للتجمع؟ أم اتكلنا أن يفعل الآخرون ذلك؟ ألا يستحق منا الكادر الناشط في مقر التجمع ولو زيارة اطمئنان وتشجيع واحدة؟ كيف لنا أن نستكين في بيوتنا طيلة الحملة الانتخابية،  ننتظر حتى تعبر الغيمة السوداء ثم نظهر مبتهجين بما أنجزه التجمع أو ناقدين لما لم ينجزه ؟

لا بد لي في هذا السياق إلا أن أستثني شخصًا لم تسمح له حرقته على التجمع أن يقف موقف المتفرج- رغم تحفظه من الفرع- مما دفعه للعمل خارج إطار الفرع فهو يستحق التحية.

وأخيرا يدرك كل ناشط حزبي ملتزم أن العمل السياسي هو عمل سيزيفي لا يقبل الخمول والتراخي. بعد أن أصبحت انتخابات الكنيست من ورائنا تنتظرنا في شهر اكتوبر القادم انتخابات السلطات المحليه وهي أكثر تعقيدا وإشكالا. لذلك على كل فرع من فروعنا أن يبدل نشوة الانتصار التي نستحقها بشعور التأهب والاستعداد. لعلنا نلتقط اللحظة، نعزز مكانة التجمع ونرسّخ جذوره في مدننا وقرانا.

هذه همسات عتاب شخصية كان لا بد لي من تسجيلها لعلنا نعتبر.
 

التعليقات