05/06/2013 - 08:37

أسئلة الهزيمة الحزيرانية على الأجندات العربية../ نواف الزرو

خرائط الحرب والجدران والاستيطان هي التي تهيمن اليوم، إذ تتواصل في كل أرجاء الضفة معركة تحويل كل مدينة أو قرية فلسطينية إلى جيب منقطع محوط بمناطق سيطرة إسرائيلية عسكرية واستيطانية على حد سواء

أسئلة الهزيمة الحزيرانية على الأجندات العربية../ نواف الزرو

- العرب يتفككون!..
- "إسرائيل" تكرس الاحتلال والضم!..
- آفاق  التسوية مغلقة بالحواجز والمعابر والبوابات والجدران والاستيطان!..
- والفلسطينيون يتساءلون: ماذا تبقى لنا من أرض لإقامة الدولة المستقلة؟

*معطيات وحقائق الامر الواقع على الأرض تشهد:

- المستعمرات الاستيطانية تنتشر على امتداد الجسم الفلسطيني.
- المستوطنون- ودولة المستوطنين دولة ثانية إلى جانب"إسرائيل"!
- الجدار العازل وتفريخاته من الجدران!..
- تداعيات المستعمرات والجدران على الأرض والدولة!..
- تمزيق الوحدة الجغرافية والسكانية للضفة وإقامة مدن المعازل!..
- الحصارات والأطواق والحواجز وتحويل حياة السكان إلى جحيم!..
- الاغتيالات والاجتياحات وبلدوزر تدمير البنية التحتية ومقومات الاستقلال والدولة!..
- تهويد المدينة المقدسة ومدينة خليل الرحمن!..

ربما تشكل العناوين أعلاه الخلاصة المكثفة جدا للمشهد العربي الفلسطيني في فلسطين في مواجهة إسرائيل العدوان والاحتلال والاستيطان والتهويد، فالعرب عمليا يتفككون ويتشظون ويفقدون البوصلة يوما عن يوم، وينجرفون إلى القطرية والإقليمية والطائفية والاثنية والمسارية الأحادية، في الوقت الذي أصبح الفلسطينيون يتساءلون اليوم: ماذا تبقى لنا من أرض لإقامة الدولة الفلسطينية؟، وذلك بعد أن أصبحت هذه الأرض تحت السيطرة الإسرائيلية المطلقة، فدولة الاحتلال لا تنام أبدا وهي تعمل على مدار الساعة على تكريس الاحتلال والضم، وتغلق آفاق التسوية السياسية بالحواجز والمعابر والبوابات والجدران والاستيطان!

ولذلك لا نبالغ حينما نقول إن حرب حزيران 67 والهزيمة العربية الساحقة فيها شكلت بكل ما أفرزته من نتائج عسكرية وسياسية واقتصادية وسيكولوجية وجيواستراتيجية، تحولاً خطيراً في مجرى الصراع العربي -الإسرائيلي ما زلنا نعاني منه عربيا حتى اليوم وإلى أجل غير مسمى، نظرا لما نتج عنها من خللٍ خطيرٍ في توازن القوى بين العرب وإسرائيل، ما سمح لتلك الدولة بأن تصول وتجول وتشن الحروب المتواصلة على العرب والفلسطينيين.

واليوم وبعد ستة وأربعين عاما من الهزيمة والحروب الإسرائيلية المفتوحة تبقى الأسئلة الكبيرة تتفاعل على الأجندات العربية:
-          لماذا حصلت الهزيمة آنذاك؟
-          ولماذ الهزيمة المستمرة منذ ذلك الوقت وحتى اليوم؟!
-          وهل استخلص العرب يا ترى العبر والدروس اللازمة من الهزيمة؟!
-           وإلى أين تسير الأوضاع العربية في ضوء ذلك؟
  
منذ البدايات الأولى للهزيمة العربية والاحتلال، شنت دولة الاحتلال حربا مفتوحة على الفلسطينيين على قاعدة "حق اليهود في البناء والسكن والاستيطان اليهودي وفي كل مكان، وهي قاعدة حق القوي على الضعيف"، وعلى قاعدة أن الضفة الغربية وقطاع غزة جزء من "أرض إسرائيل أيضاً".

وفي أعقاب انتفاضة الأقصى/2000 كشرت إسرائيل عن أنيابها تماما، فاعتبرافرايم سنيه، الجنرال احتياط ونائب وزير الدفاع الإسرائيلي سابقا "أن هذه المعركة هي الأخيرة في الحرب من أجل أرض إسرائيل". ومن جهته، اعتبر باراك "أن حدود إسرائيل  في المعركة حيث يجري وضع آخر وتد استيطاني".

إن ما جرى ويجري هناك يحكي لنا قصة النكبة/الكارثة والبطولة الفلسطينية التي تجلت وما تزال أمام العالم بالبث الحي والمباشر!

وهنا في هذا الصدد ونحن أمام الذكرى السادسة والأربعين لحرب وهزيمة حزيران 67، وقد كنا قبل أيام أمام الذكرى الخامسة والستين للنكبة واغتصاب فلسطين، نوثق أن فلسطين من البحر الى النهر باتت تحت مخالب الاغتصاب والتهويد والاقتلاع والترحيل، وهذه العملية تجري مع بالغ الأسف تحت مظلة "عملية السلام والتطبيع" في هذه المرحلة، وعلى مرأى من العالم العربي والمجتمع الدولي...

ليتضح لنا بالمعطيات والأرقام الموثقة أن خرائط الحرب والجدران والاستيطان هي التي تهيمن اليوم، إذ تتواصل في كل أرجاء الضفة معركة تحويل كل مدينة أو قرية فلسطينية إلى جيب منقطع محوط بمناطق سيطرة إسرائيلية عسكرية واستيطانية على حد سواء.

في الوقت الذي يغيب فيه الدور العربي العروبي الحقيقي عن كل ما يجري هناك!

التعليقات