19/09/2013 - 15:13

من يحمي الأقصى من الاعتداءات الصهيونية؟../ إبراهيم الشيخ

الشهر الماضي مرت الذكرى الرابعة والأربعون على إحراق المسجد الاقصى الذي ما زال يتعرض لاعتداءات المستوطنين اليهود بدعم من حكومة عنصرية تسعى إلى إرساء يهودية الدولة لتصبح دولة اليهود فقط، لتستطيع في المستقبل إثبات حقها في هذه الأرض وطرد السكان العرب منها

من يحمي الأقصى من الاعتداءات الصهيونية؟../ إبراهيم الشيخ

الشهر الماضي مرت الذكرى الرابعة والأربعون على إحراق المسجد الاقصى الذي ما زال يتعرض لاعتداءات المستوطنين اليهود بدعم من حكومة عنصرية تسعى إلى إرساء يهودية الدولة لتصبح دولة اليهود فقط، لتستطيع في المستقبل إثبات حقها في هذه الأرض وطرد السكان العرب منها.

أصبح خبر استباحة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، خبرأ عابراً لا يستحق الاهتمام بالنسبة للأمة العربية والاسلامية، وذلك عائد إلى أن لا أحد يريد إغضاب إسرائيل الدولة المدللة لدى الغرب وعلى رأسها أمريكا، ويعرف كل من تسول له نفسه وينتقد السياسة الإسرائيلية سيكون حسابه عند واشنطن عسيرا.

ما كان هذا ليحدث من اعتداءات على الأماكن المقدسة لولا تقاعس العرب عن حماية المقدسات والمطالبة بمعاقبة دولة الاحتلال على جرائمها، لأن العرب أثبتوا أنهم غير غيورين على مقدساتهم، وذلك منذ إشعال النيران بالمسجد الأقصى في الواحد والعشرين من شهر آب عام 1969 وقتها قالت رئيسة حكومة الاحتلال جولدا مائير إنها لم تستطع النوم خوفا من أن العرب والمسلمين سيهاجمون إسرائيل من كل حدب وصوب، ولكنه في اليوم التالي عندما لم يحصل ما توقعت أيقنت أن إسرائيل باستطاعتها فعل ما تريد.

وفعلا هذا ما يحصل وتتصرف إسرائيل وتعمل على طمس الحقوق الفلسطينية وطمس التاريخ الإسلامي من خلال الاستمرار بالحفريات تحت المسجد الأقصى في محاولة لإثبات أحقيتها وبناء الهيكل المزعوم، ومن غير المستبعد أن تطالب إسرائيل بتقسيم المسجد الأقصى بين المصلين المسلمين واليهود الذين يريدون أداء الصلاة فيه، وعلاوة على ذلك يتم انتهاك الحقوق الفلسطينية من خلال الهدم والإبعاد والتهجير وتوسيع المستوطنات لاستيعاب أكبر عدد من المستوطنين في القدس الشرقية في محاولة لفرض حقائق مزيفة على الأرض.

إن ما يجري في القدس من اعتداءات لا يلاقي ردود الفعل القوية والمناسبة من قبل الدول العربية التي تستكفي بعبارات الشجب والاستنكار التي اعتاد عليها السياسيون والزعماء العرب، وذلك منذ إنشاء دولة إسرائيل، ولكن حتى هذه العبارات أصبحنا لا نسمعها، لأن الزعامات العربية مشغولة بأمور أكثر أهمية، بالنسبة لها، من المسجد الأقصى وفلسطين، والوضع اليوم يبدو أسوأ مما كان عليه منذ سنوات، حين كانت تشهد العواصم والمدن العربية المظاهرات الاحتجاجية ضد اي اعتداء على المسجد الأقصى.

من ناحية أخرى، فالسلطة الفلسطينية ومن خلال ردود فعلها المتساهلة مع الاحتلال والاكتفاء بعبارات الشجب والتنديد شجعت الاحتلال على الاستمرار بسياسته التعسفية، فالسلطة لا تستعمل حقها  في الأمم المتحدة لمحاسبة إسرائيل على جرائمها، وذلك لتجنب إغضاب دولة الاحتلال وحفاضا على سير المفاوضات، بينما إسرائيل لا تحترم أي قوانين وتستمر في تعسفها وفرضها الحقائق على الأرض.

بلا شك إن أكبر المدافعين عن الأقصى هم أبناء القدس أنفسهم الذين يقاومون عنجهية وصلف الاحتلال بأجسادهم العارية دفاعا عن مقدسات العرب والمسلمين، وفي المقابل ينتظر أهل القدس دعم الأمتين العربية والإسلامية، لأن المسجد الأقصى يعتبر من المقدسات  المهمة لجميع المسلمين، ولذلك يجب دعم أهل القدس بالأفعال، وليس بعبارات الشجب التي لا تغير شيئاً على الأرض.
فسطين تنادي، القدس تنادي، الأقصى ينادي، ولكن يبدو أن لا حياة لمن تنادي.
 

التعليقات