28/09/2013 - 19:34

لكل كبوةٍ جوادها!../ إمطانس شماس*

وأخيراً أتوجه إلى أهلي في الناصرة الحبيبة: لا تقبلوا أن يخاطبكم أحد كما المقال الذي كتبه جواد بولص، لا تقبلوا الهبوط بمستوى الحملات الانتخابية إلى هذا الدرك الأسفل

لكل كبوةٍ جوادها!../ إمطانس شماس*

نشر المحامي جواد بولس مقالا دعا فيه جهارة إلى انتخاب رئيس مسيحي لبلدية الناصرة. وادعى بأن لا علاقة لذلك بالانتخابات القريبة. هذا، طبعًا، استخفاف بعقول الناس فكيف لا يمت بصلة لانتخابات الناصرة ونحن على بعد 25 يوما منها؟  لماذا صبرت، يا حضرة المحامي، كل هذه السنين، وتذكرت الآن؟

ليس المجال الآن الحديث من هو جواد بولس، وما هي دوافعه الحقيقية، ولكن ما يحيرني هو كيف يطالب "الشيوعي" برئيس مسيحي؟ ناهيك عن كيف ينادي من يدعي الوطنية بالتقسيم الطائفي على الطريقة اللبنانية؟

كنا نفهم (ولا نوافق) لو دعا مباشرة للتصويت لرامز جرايسي بسبب صفات رامز وقدراته وأفعاله.  كنا حينها سننتقد الموقف من باب النقاش المشروع، ولكن لا يحق للسيد جواد بولس أن يبث الطائفية في الناصرة، ثم يدعي الوطنية، وحين يفعل ذلك هو يقوم بما لا حق له القيام به. الترويج للطائفية ليس وجهة نظر بل فعل لا يراد به الخير، لا لشعبنا ولا لأهلنا في الناصرة. 

إنني أدعو الجبهة وبكل وضوح ليس إلى انتقاد المقال، بل إلى طرد جواد بولس رسمياً من الجبهة وإعلان ذلك على رؤوس الأشهاد، وإلا فهي تتحمل مسؤولية هذا الموقف غير الوطني الذي يسيئ للناصرة وأهل الناصرة ووحدة أهل الناصرة.

أراهن أن الجبهة لن تفعل ذلك، ولسبب بسيط، وهو أن لجواد بولس شركاء في الموقف، فهنالك العديد من المؤشرات أن حضرة المحامي له  شركاء في الرأي والغاية، التي هي في نفس يعقوب!

جواد بولس ليس غبيا، ويعي جدا ما يكتبه، وهو على علم  بأنه ستكون ردود فعل سلبية على مقاله، لكن رمي هذا الحجر الآن قد يحرك استنفارا واستفزازا، ويحرك فتنة طائفية نائمة. ومع أننا نريدها أن تندثر إلا أن هناك من يريدونها أن تعيث في الأرض فساداً.  لكل كبوة جوادها وهذا الجواد لهذه الكبوة وهذا السقوط.

هدف المقال هو الاستنفار، وهو محاولة بائسة لاستعادة الأصوات التي هجرت الجبهة.  وما كان المقال ليكتب لولا تراجع قوه رامز جرايسي، إذ لماذا الدعوة للتصويت له بهذا الأسلوب، لو أن حالته ليست صعبة؟

هذا المقال وهذه الدعوة للبننة الناصرة، هي محاوله لنصرة الخيار الغرائزي اللاعقلاني على الخيار العقلاني، الذي يشدد على الانتماء للبلد وعلى خدمة البلد وليس على التقسيمات الطائفية.

وحدة الناصرة أقوى من تجار صناعة الطائفية المفلسين، فقد قطعنا على أنفسنا عهدا بأن نصون الناصرة: بلداً واحدًا، شعبًا واحدًا، مجتمعًا واحدًا، لا يقبل القسمة إلا على واحد!

صناعة الطائفية هي صناعة بائدة، آن الأوان لإدخالها إلى متحف الأثريات. وهذا يكون بإحداث التغيير بالبلد، والكل يعرف ما هو عنوان التغيير الحقيقي، والذي يخشاه جواد بولس وأمثاله. التصويت ضد الطائفية يكون بالتصويت للقائمة الأهلية ولحنين زعبي للرئاسة، فهي رأس الحربة ضد الطائفية والطائفيين. الناصرة بحاجة إلى محبة وحنين، وليس إلى من يرمز إلى أي رمز من رموز الطائفية.

وأخيراً أتوجه إلى أهلي في الناصرة الحبيبة: لا تقبلوا أن يخاطبكم أحد كما المقال الذي كتبه جواد بولص، لا تقبلوا الهبوط بمستوى الحملات الانتخابية إلى هذا الدرك الأسفل.

التعليقات