14/11/2013 - 16:54

ليبرمان إمبراطور إسرائيل غير المتوج../ زياد شليوط

17 عاما والملف مفتوح.. 17 عاما من التحقيقات المتواصلة.. 17 عاما وانشغال بمحاكمة "العصر".. 17 عاما وانتظار طويل وممل.. كل تلك السنوات وما حملته ذهبت هباء منثورا على أعتاب محكمة الصلح في القدس، وعاد ليبرمان إمبراطورا غير متوج على إسرائيل

ليبرمان إمبراطور إسرائيل غير المتوج../ زياد شليوط


17 عاما والملف مفتوح.. 17 عاما من التحقيقات المتواصلة.. 17 عاما وانشغال بمحاكمة "العصر".. 17 عاما وانتظار طويل وممل.. كل تلك السنوات وما حملته ذهبت هباء منثورا على أعتاب محكمة الصلح في القدس، وعاد ليبرمان إمبراطورا غير متوج على إسرائيل.

17 عاما لم يظهر فيها ليبرمان متوترا، قلقا، مضطربا.. بل العكس كان صحيحا، دائما كان يسير واثق الخطى رافع الرأس، مكانه لم يتزعزع على عرش حزبه "يسرائيل بيتينو" الذي حوله إلى "الليكود بيتينو"، حيث شم بأنفه الذي لا يخطئ، أنه لكي يجلس على عرش إمبراطورية إسرائيل عليه أن يستوي أولا على عرش الليكود بعد أن يزحلق زعيمه نتنياهو، ويتحول هو إلى "المسيح المنتظر" ويتوج إمبراطورا على عرش إسرائيل.

بعد خروجه من قاعة المحكمة قبل أن يسخن المقعد تحته داخل القاعة، قال الإمبراطور ليبرمان "المحكمة من ورائي، الآن أنظر إلى المستقبل". بالطبع فإن المحكمة وراءه، وهل كانت أمامه يوما من أصله؟ لم يحسب ليبرمان للمحكمة حسابا، ولم يأبه للقضاة، ولم يحمل تحقيقات الشرطة على محمل الجد، فكيف باتت المحكمة من ورائه؟ منذ اليوم الأول وقبل 17 عاما لم تكن هناك محاكمة، إنما مسرحية تشبه المحاكمة، وكان البطل المطلق ليبرمان يهز المسرح، ويعدل في السيناريو، ويخرج عن النص، ويحوّل الحدث إلى حيث يريد دون اعتراض، وهل هناك من يملك حق الاعتراض أو النقض؟

حتى أنه لم يأبه لتسابق الوزراء التعساء لوراثته عشية نطق القضاة بالحكم في قضيته. وظهر الوزراء مساكين وهم يتصارعون فيما بينهم، وكل منهم يجهز البذلة على مقاسه، وخاصة الوزيرين جدعون ساعر وسيلفان شالوم فبدوا مسكينين وكان ليبرمان يسخر منهما في سره، ولم يبد عليه أي تأثر لأنه يعرف أكثر من أي شخص أن المحكمة لن تجرؤ على إدانته وأنه سيعود منتصرا على خصومه وزملائه.

وبعد أيام عاد ليبرمان إلى عرينه الحكومي في وزارة الخارجية، ناعتا الوزارة بأنها بيته، حيث وجد مقعده خاليا والمكان فارغا، وموظفو الوزارة بانتظاره وقد خرجوا لاستقباله وهو العائد الذي لم يغب عن الوزارة، حيث كان يراقب وعينه على كل حركة في الوزارة. وبعد عودته مباشرة أظهر أنه سيكون ليس سيد الوزارة فحسب بل سيد الحكومة بأسرها، حيث لبس ثوب الحمل وتكلم بهدوء وتواضع عن العلاقة الحيوية مع الولايات المتحدة، وأنه لا يمكن لإسرائيل أن تنجح دبلوماسيا على الصعيد الدولي دون دعم ورعاية واشنطن.

ولماذا لبس ليبرمان هنا ثوب الحمل وهو المعروف أنه يرتدي ثوب الذئب أو الثعلب عادة؟ ذلك لأن نتنياهو تجرأ ومد يده نحو ثوب ليبرمان أمام الولايات المتحدة في الأسبوع الأخير، فوجدها ليبرمان مناسبة نادرة ليثبت لنتنياهو ولسائر الوزراء أنه صاحب البيت وهو الذي سيكون بعد سنوات قليلة سيد البيت بأسره، ولهذا حين تستدعي الظروف فهو يرتدي ثوب الحمل ومتى تغيرت الظروف يرتدي ثوب الذئب.

سبق لي وأن اقترحت وقدمت "قسم الولاء لإمبراطورية ليبرمان العظمى" وأثبت ذلك في كتابي الجديد "عجايب يا صندوق" الصادر قبل عدة أشهر، قلت فيه وكأني أقول اليوم بعد قرار المحكمة "أنا الموقع أدناه، أقر وأعترف أن إسرائيل دولة اليهود وأنها ديمقراطية بمقاسكم الكبير، وأنها أقيمت لتأتي بعد 65 عاما وتحكموها أنتم باسم قانونكم الهمايوني، الذي تحول إلى لعبة بيديكم تكونوه وتصقلوه وفق رغباتكم اللامحدودة. فأنتم القانون وأنتم سادة القانون، والقانون أنتم وهو لكم وسادة غير خالية".
(شفاعمرو/ الجليل)

التعليقات