20/11/2013 - 14:10

شفاعمرو: تقدم جديد على نفس الدرب../ مراد حداد

الانتخابات أظهرت للمواطن الشفاعمري أن كل قائمة طائفية اضطرت لاحقا أن تصبح حاراتية ومن بعدها عائلية. بمعنى أن داخل كل طائفة هناك قوائم تبدأ حملتها الانتخابية لطائفة معينة، ومن بعدها تضطر، من أجل جلب أصوات إضافية، أن تتعصب أيضا للعائلة وللحارة وللهويات الضيقة

شفاعمرو: تقدم جديد على نفس الدرب../ مراد حداد

(1)

الانتخابات من ورائنا، والمدينة من أمامنا. والمدينة تحترم سكانها، وتتيح لهم بين الفينة والأخرى الاطلاع على أسرارها. وربما من هنا انطلقت في إظهار الباطن والحديث بشفافية عن الحقائق، التي نحبها أو نكرهها، التي كانت لمصلحتنا أو لمضرتنا. والحقائق أنواع، نوع يسهل اكتشافه، وآخر يحتاج لمجهر على الطريقة الشفاعمرية.

كتب أحد شباب شفاعمرو على حائطه "الفيسبوكي" خلال فترة الانتخابات: "لو وضعنا مصلحة المدينة في كفة الميزان، ووضعنا مصلحة طائفة معينة في الكفة الأخرى، لقام الميزان وشتمنا".

رافقتني هذه المقولة يوميا بعد خلال فترة الانتخابات، كنت أتمنى لعدة سياسيين أن يعقلوا ويركزوا، وأن يتخلصوا من نزعاتهم الطائفية التي رافقتهم كل يوم.. وهذه حقيقة واضحة للعيان.

(2)

منذ اليوم الأول لظهور نتيجة الانتخابات حتى يومنا هذا، قمنا بعدة جلسات تقييم لنجاحنا وحصولنا على 500 صوت إضافة لما أحرزناه عام 2009، وكذلك نجاح مرشحنا للرئاسة، رئيس البلدية أمين عنبتاوي، وهذه حقيقة تحتاج لوقفة قصيرة.

أولا، على القوائم التي تعتبر نفسها قد انتصرت أن تعلم أنه وقبل إعلان الانتصار عليها أن تعلن داخليا عن حالة تقييم حقيقية. وحتى إذا كانت هذه القوائم لا تفكر بالتقييم الجدي، فعليها أن تعلم أن حضورها البلدي والشعبي سوف يقيّمها لوحده. وحتى إذا كانت تبحث عن "تجميد للنتيجة" وأنه لا حاجة لبحثها، فهذا وحده كفيل بالتقييم لوضعها السيئ.

كل اقتراحات التقييم هنا هي محاولة لكشف حقيقة تحالفات جرت "من تحت الطاولة ". وللحصول على نتيجة واضحة أرى في هذا السياق أن أنوه لحقيقتين:

الأولى، أن التحالف الوطني الديمقراطي من القوائم القليلة التي زادت قوتها، وبالتالي ازدادت قوة مرشحه ليصبح رئيس البلدية. فيما زادت قوائم أخرى من قوتها، ولكن وضعية مرشحها للرئاسة ازداد سوءا، وهذه حقيقة غريبة يستنتج منها أن تحالفا ما قد تحرك تحت الطاولة، ولم تزد هذه القوائم من أصواتها بشكل طبيعي وثمرة للعمل البلدي والشعبي.

الحقيقة الثانية وهي الأصعب، أن الانتخابات أظهرت للمواطن الشفاعمري أن كل قائمة طائفية اضطرت لاحقا أن تصبح حاراتية ومن بعدها عائلية. بمعنى أن داخل كل طائفة هناك قوائم تبدأ حملتها الانتخابية لطائفة معينة، ومن بعدها تضطر، من أجل جلب أصوات إضافية، أن تتعصب أيضا للعائلة وللحارة وللهويات الضيقة.

بينما في التحالف الوطني، لأننا لم نكن عائليين أو طائفيين أو حاراتيين، فقد كان علينا مثلا أن نعلن عن برنامج انتخابي، وعن رؤية لمستقبل البلد، لأنه الطريق الوحيد الذي نكمل به قناعتنا والطريق الوحيد الذي نتواصل به مع الناس.

(3)

ختم التحالف الوطني الديمقراطي -التجمع وأبناء البلد- مع ختام هذه الانتخابات، تحالفا متينا قويا متجذرا لأكثر من عشر سنوات، ولمن لا يعلم حجم هذا الإنجاز فعليه ان يسأل نفسه السؤال التالي: "كم تحالف قد سقط أو فض أو انتهى خلال هذه السنوات العشر؟ وكم انشقاق حصل داخل القوائم أو حتى داخل أحزاب أخرى؟ والحقيقة واضحة هنا، وتشهد للتحالف بأنه حقا أقام هذه الوحدة من منطلقات وطنية، واستمر فيها لسنوات طوال، وسوف يستمر مستقبلا.

(4)

وأما عن المستقبل فنقول: هناك حقيقة كبيرة يعرفها القاصي والداني في المدينة: "إننا عاهدنا الناس الذين حملونا الأمانة، أن الطريق مهما كان صعبا، فسنكون منحازين أولا وآخرا لما يصب في مصلحة المدينة. وإذا كنا في الأيام السابقة قد انتقدنا كثيرا، ففي هذه الحقبة سوف نعمل أكثر.

لقد وضعنا أنفسنا تحت طائلة المسؤولية أمام ضمائرنا أولا، وإننا ملتزمون بكل برنامج عمل بلدي أعلناه قبل وخلال الانتخابات. ونرى أنفسنا مسؤولين عن مستقبل كل شاب في المدينة، وسندافع عن حق كل شفاعمري في الحصول على ظروف بيئية مناسبة، نظافة وتخطيط سليم، رؤى ومشاريع وبرامج وخدمات، مثلما وعدنا في برنامجنا الانتخابي. وسندافع عن حق كل مظلوم، وهنا المناسبة للتشديد أولا وثانيا وثالثا: "سندافع عن المظلوم، فكيف إذا كان هذا المظلوم أصيلا؟ وكيف إذا كان هذا المظلوم يدافع عن بلده في لحظة الخطر، لحظة مجزرة شفاعمرو مثلا؟
 

التعليقات