13/01/2014 - 14:01

علم فلسطين يرفع فريق سخنين / إياد خلايلة

لقد رافقت الفريق منذ ثلاثين سنة حين كان يعلب في الدرجة الثانية، ودائماً عانى الفريق من عنصرية في تعامل لجنة الطاعة والحكام معه قبل رفع العلم بكثير، ولا زال يعاني اليوم، وهذه العنصرية، وهذه الاجراءات القمعية في التعامل مع فريق سخنين لم تكن نتيجة لرفع جمهوره علم فلسطين في المباريات، بل نتيجة عنصرية المجتمع الإسرائيلي، وهذه العنصرية لا تتجلى في لعبة كرة القدم فقط بل وفي كافة مجالات الحياة، واستطاع شعبنا الجبار أن يصمد وأن يتحدى ولم ينل منه هذا النهج العنصري بل زاده ذلك قوة، وهذا ينطبق أيضاً على كرة القدم.

علم فلسطين يرفع فريق سخنين / إياد خلايلة

دار نقاش واسع بين مؤيدي فريق اتحاد ابناء سخنين لكرة القدم، والذي يلعب في دوري الدرجة العليا الإسرائيلي، حول رفع علم فلسطين من قبل الجمهور أثناء اللعب مع الفرق اليهودية، مع العلم أن الجمهور يرفع علم فلسطين منذ سنوات في المباريات ضد فريق بيتار القدس الذي يتّسم جمهورة بالعنصرية الفظة.

وكانت لجنة الطاعة لاتحاد كرة القدم فرضت عدة اجراءات عقابية صارمة ومجحفة بحق الفريق في الفترة الأخيرة على أمور تافهة، مما اعتبرته الإدارة رداً ضمنياً على رفع علم فلسطين وبكثافة في المباريات الأخيرة، ومحاولة لتدمير الفريق من قبل اتحاد كرة القدم الإسرائيلي، وطلبت من الجمهور عدم رفع العلم الفلسطيني مجدداً "للمحافظة على الفريق"، وقد بلغ الخلاف ذروته في المباراة الأخيرة أمام فريق بني يهودا حيث طلب أعضاء من الإدارة من الجمهور إنزال علم فلسطين، وقام البعض بمحاولة إنزاله بالقوة من أيدي المشجعين وباءت هذه المحاولات بالفشل، فقامت الشرطة بعد المباراة باستدعاء الشبان الذين رفعوا العلم الفلسطيني للتحقيق، على الرغم من أن رفع العلم لا يخالف القانون، مدعية أن رفع العلم أدى الى نشوب شجار في الملعب، وأبعدت هؤلاء المشجعين 30 يوماً عن الملاعب.

النقاش بين جمهور الفريق السخنيني يحتدم، ووصل ذروته على صفحات الفيسبوك، بين من يؤكدون على أنهم سيرفعون العلم في كل المباريات، وبين من يطلبون الامتناع عن ذلك حفاظاً على الفريق، ولم يخلُ الأمر من تهجمات وتهديدات وكلمات نابية.

وفريق اتحاد ابناء سخنين هو الفريق العربي الوحيد الذي يلعب بالدرجة العليا ويستقطب الجمهور العربي من النقب الى المثلث ومدن الساحل والجليل، ويتابع أخباره الفلسطينيون عامةً، ويلعب في صفوفه لاعبون عرب من قرى ومدن عدة، فهذا الفريق يمثل هذا الشعب المضطهد في الداخل على تنوعه، ويعتبر منصةً ومنبراً للعرب في الداخل للتعبير عن انتمائهم لشعبهم، وعن التزامهم بقضاياه وهمومه، فنسمعهم يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" ويرفعون صورة كبيرة للأقصى احتجاجاً على محاولات المس به وعلى محاولات تهويد القدس، ونرى الجمهور يرفع لافتة تغطي المدرج كتب عليها شعارات تعبر عن تضامنهم مع النقب وتصديهم لمحاولة تهويده، ويرفع علم فلسطين للتعبير عن انتمائه لهذا الشعب العريق.

لقد رافقت الفريق منذ ثلاثين سنة حين كان يعلب في الدرجة الثانية، ودائماً عانى الفريق من عنصرية في تعامل لجنة الطاعة والحكام معه قبل رفع العلم بكثير، ولا زال يعاني اليوم، وهذه العنصرية، وهذه الاجراءات القمعية في التعامل مع فريق سخنين لم تكن نتيجة لرفع جمهوره علم فلسطين في المباريات، بل نتيجة عنصرية المجتمع الإسرائيلي، وهذه العنصرية لا تتجلى في لعبة كرة القدم فقط بل وفي كافة مجالات الحياة، واستطاع شعبنا الجبار أن يصمد وأن يتحدى ولم ينل منه هذا النهج العنصري بل زاده ذلك قوة، وهذا ينطبق أيضاً على كرة القدم.

مدرب الفريق وهو يهودي فهم أن نجاح الفريق هو في عروبته، لذلك استقدم لاعبين عربًا من خارج سخنين للفريق، لأنه يعرف أن اللاعبين العرب يستميتون من أجل الفريق ويلعبون بروح جماعية حين يلعبون تحت راية اتحاد ابناء سخنين، وقد صرّح بذلك في مقابلة في جريدة "هآرتس".
(بلبول) فهم ما يعرفه الجميع أن فريق اتحاد ابناء سخنين ليس كأي فريق في الدوري الإسرائيلي، انما فريق العرب داخل هذه البلاد جميعاً، وأن معظم العرب في الداخل يرون أن فريق سخنين يمثلهم، فلذلك يلعب اللاعبون العرب في فريق سخنين ويستأسدون ليس من أجل المال فقط، بل من أجل شعبهم ومن أجل ما يمثله هذا الفريق، وفعلاً يحقق الفريق هذه السنة نتائج رائعة ومعظم لاعبيه من العرب، ورفع علم فلسطين والشعارات والهتافات الوطنية زادت من حماس الجمهور، واللاعبين على أرض الملعب، مما كان له مردوداً ايجابياً على الفريق.

ولذلك عندما يهاجمنا العنصريون الصهاينة أمثال ميري ريجيف وأيال بركوفيتش لأننا نرفع علم فلسطين، فهم يريدوننا أن نكون فريقا "عربيا إسرائيليا"، ويريدون سلخنا عن شعبنا وعن تاريخنا وعن عروبتنا وهذا متوقع منهم، وجوابنا لهم واضح: "من لا يريد رؤية الفلسطيني وعلمه، فليختر له بقعة أخرى يعيش فيها في هذا العالم، أما حين تطالبنا بذلك إدارة الفريق أو رئيس البلدية، فهم يريدوننا أن نخفي مشاعرنا الوطنية، وأن ننتصر لشعبنا ولعروبتنا سراً، ولهم نقول علم فلسطين ليس تهمة يعاقب عليها القانون وليس عيباً لنخفيه، فلجنة الطاعة ستبقى عنصرية وإن لم يرفع العلم، ولن تزيد عنصريتها إن رفع العلم، لأن هذا المجتمع بلغ أقصى درجات العنصرية.

رفع العلم من الممكن ألا يعود بالنفع على تحصيل الفريق، مع أنني أرجح العكس، ولكن من الواضح أن إنزاله سيشعل فتنة بين هذا الجمهور الوطني، ويفقد هذا الفريق هويته وتميّزه، ومن المؤكد أنه سيعود بالضرر الفادح على الفريق، فمن يدخل المعركة مذعوراً لن ينتصر بها، ولو كان على رأس جيش مدجج، ومن يدخلها واثقاً والحق حليفه فسيكون النصر حليفه أيضاً لا محالة.

التعليقات