22/01/2014 - 09:35

من معاناة اهل غزة اليومية/ مصطفى ابراهيم

غزة في النهار كانت منتشية تستمتع بشمسها الدافئة، و في المساء تلملم ناسها احتماء من البرد، و يعم ارجائها الخوف في انتظار الموت و صواريخ عدوان غاشمة، لا تفرق بين حجر وبشر وحيوان، فالقادم غامض ومعلوم انه ظالم.مصطفى 8 ظهر اول امس اوقفني جار لي لا تربطنني به علاقة، لم اره منذ زمن، بعد السلام، نظر الي وهو مبتسم وقال، سبع سنوات من الانقسام وسنوات اخرى من انتفاضة الاقصى، وفي النهاية سأحاسب يوم القرار، عمري 47 عاماً، أنا اعمل وزوجتي تعمل، وأسأل نفسي ماذا فعلت بحياتي، لم افعل شيئ يغضب الله، ولكن ماذا جنيت لأعيش انا وأبنائي بهذه الطريقة ومن دون مستقبل او أي افق. هو، شعبنا شهم ويهب للمساعدة. هي الاولى، من اين، سرقوا مولد المحل، ولحقت بهم والدتي فهددوها بالسكين، وركضت خلف السيارة وهي تصرخ، من دون ان تضع غطاء رأسها، وكان بالقرب من المحل بيت عزاء، ولم يحرك احد لنجدتها ومساعدتها، وجلست في وسط الشارع تصرخ. هي الثانية، غير معقول، زوج اختي هب لنجدة جارتنا عندما تعرضت للاعتداء من اقارب زوجها، وخلصها من بينهم، وضربهم علقة هو وجيراننا، وسلموهم للشرطة. العاشرة مساء قطعت الكهرباء، يارا، سرين شغلي “اليو بي اس”، سرين لا يعمل، الكهرباء كانت ضعيفة ولم يشحن جيداً، اليوم الكهرباء تعود مبكرا، بين جدل حول جدول الكهرباء ومواعيدها و تعود او لا تعود مبكراً، والانتظار ومحاولات ان يعمل “اليو بي اس”، من حظنا عادت الكهرباء مبكرا في الثانية عشر منتصف الليل. هي طالبة جامعية، شقيقتها انهت دراستها الجامعية وتزوجت، شقيقها الاكبر منها طالب جامعي، وشقيقتها الصغيرة في التعليم الاساسي، والدتها هي الام والأب و المعيل الوحيد لهم بعد مغادرة زوجها غزة قبل عدة سنوات، ولم تعلم عنه شيئاً، باستثناء مكالمات هاتفية سنوية ترفض استقبالها، هي ووالدتها و اشقاؤها نسوا ان لهم اب. وجع غزة مستمر منذ زمن، وهم على وشك النسيان انهم بشر ولهم حقوق، فهم محرومون من معظمها، وجاء وجع مخيم اليرموك وحصاره ليضيف لوجعهم وجع لا يستطيعون تقديم شيئ لهم غير الدعاء والألم والحسرة، والتبرع بشواقل قليلة، ومشاهدة صور اخوة لهم يموتون جوعا، وصل عددهم اربعين وضحايا اخرين في الطريق. الحكومة الفلسطينية في غزة اقامت احتفالا لتكريم الوزارات والبلديات والمؤسسات الخاصة والجمعيات الاهلية، وشكرهم على دورهم في التصدي لمنخفض “إليكسا” العصيب الذي ضرب غزة العام الماضي. وخلال التكريم قال نائب رئيس الوزراء المهندس زياد الظاظا، “ان الحكومة قدمت العام الماضي دعما لخمس بلديات بحوالي 7 ملايين دولار لإنشاء مشاريع للاستفادة من مياه الامطار”. وأضاف: ” اليوم ندعم البلديات أيضا بـ 22 مليون دولار لإنشاء تصاميم جديدة ومشاريع أضخم للاستفادة من مياه الأمطار” . “وأوضح أن كمّية مياه الأمطار التي سقطت على قطاع غزة خلال أيام المنخفض بلغت 58 مليون متر مكعب، دخل 35 مليون متر مكعب منها إلى جوف الأرض”. وعلى ذمة الراوي، ان الـ 35 مليون متر مكعب لم يهرب منها متر مكعب الى البحر. حسب مصادر في نقابة الموظفين الحكوميين في السلطة الفلسطينية، في غزة، ان عدد الموظفين العموميين 21 الف موظف في جميع الوزارات باستثناء وزارتي الصحة ووزارة التعليم، والذي يقدر عددهم بنحو 8 ألاف موظف فقط. السلطة الفلسطينية تقول ان 58% من موازنتها تصرف على موظفي قطاع غزة. موظفو القطاع يعيشون حال من الرعب والخوف الشديد على اثر خصم العلاوة الاشرافية وبدل المواصلات، وهم يتوقعون الاسوأ. ما زالت طالبة، عمرها 19 عاماً، ستزف الى عريسها الذي يكبرها بعشر سنوات الشهر القادم، لم تختاره، اختارته والدتها، لأنه وحيد وبعيد عن عائلته، ويتلقى راتب وله بيت، في اول يوم من خطوبتهما صفعها على وجهها. Mustafamm2001@yahoo.com mustaf2.wordpress.com

من معاناة اهل غزة اليومية/ مصطفى ابراهيم

غزة في النهار كانت منتشية تستمتع بشمسها الدافئة، و في المساء تلملم ناسها احتماء من البرد، و يعم ارجائها الخوف في انتظار الموت و صواريخ عدوان غاشمة، لا تفرق بين حجر وبشر وحيوان، فالقادم غامض ومعلوم انه ظالم.مصطفى 8

ظهر اول امس اوقفني جار لي لا تربطنني به علاقة، لم اره منذ زمن، بعد السلام، نظر الي وهو مبتسم وقال، سبع سنوات من الانقسام وسنوات اخرى من انتفاضة الاقصى، وفي النهاية سأحاسب يوم القرار، عمري 47 عاماً، أنا اعمل وزوجتي تعمل، وأسأل نفسي ماذا فعلت بحياتي، لم افعل شيئ يغضب الله، ولكن ماذا جنيت لأعيش انا وأبنائي بهذه الطريقة ومن دون مستقبل او أي افق.

هو، شعبنا شهم ويهب للمساعدة. هي الاولى، من اين، سرقوا مولد المحل، ولحقت بهم والدتي فهددوها بالسكين، وركضت خلف السيارة وهي تصرخ، من دون ان تضع غطاء رأسها، وكان بالقرب من المحل بيت عزاء، ولم يحرك احد لنجدتها ومساعدتها، وجلست في وسط الشارع تصرخ. هي الثانية، غير معقول، زوج اختي هب لنجدة جارتنا عندما تعرضت للاعتداء من اقارب زوجها، وخلصها من بينهم، وضربهم علقة هو وجيراننا، وسلموهم للشرطة.

العاشرة مساء قطعت الكهرباء، يارا، سرين شغلي “اليو بي اس”، سرين لا يعمل، الكهرباء كانت ضعيفة ولم يشحن جيداً، اليوم الكهرباء تعود مبكرا، بين جدل حول جدول الكهرباء ومواعيدها و تعود او لا تعود مبكراً، والانتظار ومحاولات ان يعمل “اليو بي اس”، من حظنا عادت الكهرباء مبكرا في الثانية عشر منتصف الليل.

هي طالبة جامعية، شقيقتها انهت دراستها الجامعية وتزوجت، شقيقها الاكبر منها طالب جامعي، وشقيقتها الصغيرة في التعليم الاساسي، والدتها هي الام والأب و المعيل الوحيد لهم بعد مغادرة زوجها غزة قبل عدة سنوات، ولم تعلم عنه شيئاً، باستثناء مكالمات هاتفية سنوية ترفض استقبالها، هي ووالدتها و اشقاؤها نسوا ان لهم اب.

وجع غزة مستمر منذ زمن، وهم على وشك النسيان انهم بشر ولهم حقوق، فهم محرومون من معظمها، وجاء وجع مخيم اليرموك وحصاره ليضيف لوجعهم وجع لا يستطيعون تقديم شيئ لهم غير الدعاء والألم والحسرة، والتبرع بشواقل قليلة، ومشاهدة صور اخوة لهم يموتون جوعا، وصل عددهم اربعين وضحايا اخرين في الطريق.

الحكومة الفلسطينية في غزة اقامت احتفالا لتكريم الوزارات والبلديات والمؤسسات الخاصة والجمعيات الاهلية، وشكرهم على دورهم في التصدي لمنخفض “إليكسا” العصيب الذي ضرب غزة العام الماضي. وخلال التكريم قال نائب رئيس الوزراء المهندس زياد الظاظا، “ان الحكومة قدمت العام الماضي دعما لخمس بلديات بحوالي 7 ملايين دولار لإنشاء مشاريع للاستفادة من مياه الامطار”.
وأضاف: ” اليوم ندعم البلديات أيضا بـ 22 مليون دولار لإنشاء تصاميم جديدة ومشاريع أضخم للاستفادة من مياه الأمطار” . “وأوضح أن كمّية مياه الأمطار التي سقطت على قطاع غزة خلال أيام المنخفض بلغت 58 مليون متر مكعب، دخل 35 مليون متر مكعب منها إلى جوف الأرض”. وعلى ذمة الراوي، ان الـ 35 مليون متر مكعب لم يهرب منها متر مكعب الى البحر.

حسب مصادر في نقابة الموظفين الحكوميين في السلطة الفلسطينية، في غزة، ان عدد الموظفين العموميين 21 الف موظف في جميع الوزارات باستثناء وزارتي الصحة ووزارة التعليم، والذي يقدر عددهم بنحو 8 ألاف موظف فقط. السلطة الفلسطينية تقول ان 58% من موازنتها تصرف على موظفي قطاع غزة. موظفو القطاع يعيشون حال من الرعب والخوف الشديد على اثر خصم العلاوة الاشرافية وبدل المواصلات، وهم يتوقعون الاسوأ.

ما زالت طالبة، عمرها 19 عاماً، ستزف الى عريسها الذي يكبرها بعشر سنوات الشهر القادم، لم تختاره، اختارته والدتها، لأنه وحيد وبعيد عن عائلته، ويتلقى راتب وله بيت، في اول يوم من خطوبتهما صفعها على وجهها.
Mustafamm2001@yahoo.com
mustaf2.wordpress.com

التعليقات