27/07/2014 - 13:38

ليس أمام إسرائيل خيارات كثيرة/ حسن عبد الحليم

تبحث إسرائيل عن مخرج للحرب يحفظ لها ماء وجهها أمام الرأي العام، وأفضل السيناريوهات بالنسبة لها اتفاق تهدئة تحقق فيها مكاسب سياسية، وتلقي بعبئ التعامل مع غزة على حلفائها من العرب والأجانب. تصريح رئيس الأركان، بيني غانتس، يوم أمس بأن مهمة تدمير الأنفاق الهجومية تشارف على نهايتها وأن «كل الأنفاق إما دمرت أو قيد التدمير»، هو تصريح سياسي أكثر منه عسكري ويهدف بالأساس لتهيئة الرأي العام لنهاية الحرب بانتهاء الهدف المعلن لها.

 ليس أمام إسرائيل خيارات كثيرة/ حسن عبد الحليم

تبحث إسرائيل عن مخرج للحرب يحفظ لها ماء وجهها أمام الرأي العام، وأفضل السيناريوهات بالنسبة لها اتفاق  تهدئة  تحقق فيها مكاسب سياسية، وتلقي بعبء التعامل مع غزة على حلفائها من العرب والغربيين.

تصريح  رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، يوم أمس بأن مهمة تدمير الأنفاق الهجومية تشارف على نهايتها وأن «كل الأنفاق إما دمرت أو قيد التدمير»، هو تصريح سياسي أكثر منه عسكري ويهدف بالأساس لتهيئة الرأي العام لنهاية الحرب بانتهاء الهدف المعلن لها.

وإذا ما ربطنا أقوال غانتس، بوصف مراسل موقع "والا" العبري الذي رافق قوة إسرائيلية توغلت في قطاع غزة، لعمليات الجيش الإسرائيلي، بأنها "مراوحة في المكان"، يمكن  فهم سبب قيام إسرائيل بتمديد الهدنة الإنسانية مرتين ويمكن فهم رغبتها الشديدة في منح الجهود السياسية فرصة للتوصل إلى اتفاق تهدئة.

تسعى إسرائيل للتوصل إلى اتفاق تهدئة يحوّل ميزان التعادل العسكري في الحرب، إلى انتصار سياسي، على غرار قرار 1701 الذي أنهى عدوان عام 2006 على لبنان. وتعتقد أنها في الظروف الراهنة وفي ظل التواطؤ المصري والعربي والدعم الغربي يمكنها تمرير اتفاق من هذا النوع، لكنها بذلك تغيب أهم عناصر هذا الاتفاق وهو فصائل المقاومة في غزة.

حتى الآن أثبتت المقاومة أنها ند لا يستهان به، وأنها استعدت لمثل هذا اليوم طويلا مستفيدة من تجاربها السابقة. وموقفها من اتفاق وقف إطلاق النار مرتبط  بقراءتها لوضعها الميداني والعملاني ولحجم الضرر الذي لحق بها نتيجة القصف العنيف، وبمخزون الذخيرة في ظل عدم وجود طريق ظاهر للإمداد، وبمدى تماسك بنيتها التنظيمية، وبالروح القتالية لمقاتليها، ومتعلق أيضا  بمدى الصمود والاحتضان الشعبي.

إذا استمرت فصائل المقاومة في التمسك بمطالبها التي أعلنت عنها لوقف إطلاق النار فأمام إسرائيل 3 خيارات: إما توسيع العمليات لزيادة الضغط على المقاومة من أجل الحصول على اتفاق يحقق أهداف إسرائيل أو التقليل من سقف أهداف المقاومة؛ أو قبول اتفاق يحقق مطالب المقاومة؛ أو الضغط سياسيا عن طريق الوسطاء والحلفاء، مع التلويح بتوسيع العدوان العسكري، من أجل تليين مطالب المقاومة.

الاحتمال الأول قد يتطور إلى حرب متدحرجة طويلة لا تحتملها إسرائيل اقتصاديا وينطوي على عدد كبير من الخسائر البشرية، وأسوأ سيناريوهاته الاجتياح الشامل وإعادة احتلال قطاع غزة والتعرض لحرب استنزاف طويلة.  وهذا السيناريو تمتنع إسرائيل عن الخوض فيه وتحذر منه دول الغرب. 

من جهة أخرى فإن إسرائيل لا تقبل بكل مطالب المقاومة، لهذا من المرجح أن تستخدم الضغط السياسي مصحوبا بالتهديد العسكري للوصول لاتفاق يحفظ لها ماء وجهها ويمكنها تسويقه للرأي العام الإسرائيلي على أنه يحقق جزءا من الأهداف.

إسرائيل في مأزق، دخلت الحرب معتقدة أن بإمكانها  إنهائها متى شاءت كما اعتادت في الماضي، لكنها اكتشفت أن المعادلة تغيرت، وأن غزة قررت أنه لا عودة للواقع الذي كان قبل العدوان.

التعليقات