28/06/2015 - 17:09

مشاركة د. غطاس في أسطول الحرية واجب وطني وإنساني/ إياد خلايلة

لا يمكننا أن نرى في هذه المشاركة إلا مشاركة طبيعية وبديهية، فنحن جزء من الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال، ومن يرزح تحت الحصار الظالم في غزة أهم أهلنا وأبناء شعبنا، فلذلك من حق، بل من واجب الدكتور باسل غطاس وكل فلسطيني أن يشارك في ه

مشاركة د. غطاس في أسطول الحرية واجب وطني وإنساني/ إياد خلايلة

أثارت مشاركة النائب د. باسل غطاس في أسطول الحرية الثالث نقاشا بين أوساط من الفلسطينيين في الداخل، فهناك من رأى بها مشاركة طبيعية وواجباً وطنيا في المساهمة والمشاركة في حملة رفع الحصار عن شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، في مقابل أصوات علت، ولا تتسم بالخجل، ترى بهذه المشاركة انشغالاً في قضايا 'خارجية' وإهمالا للقضايا المحلية في موازاة حملة تحريض إسرائيلية رسمية وشعبية وإعلامية.

لا يمكننا أن نرى في هذه المشاركة إلا مشاركة طبيعية وبديهية، فنحن جزء من الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال، ومن  يرزح تحت الحصار الظالم في غزة أهم أهلنا وأبناء شعبنا، فلذلك من حق، بل من واجب الدكتور باسل غطاس وكل فلسطيني أن يشارك في هذه الحملة.

حملة التحريض من المؤسسة الاسرائيلية الصهيونية هي حملة متوقعة، فهي من تفرض الحصار الظالم على شعبنا في قطاع غزة، وهي من ارتكبت العدوان تلو العدوان والمجزرة تلو المجزرة بحق شعبنا عموما، وقد تركزت هذه المجازر بحق سكان القطاع في السنوات الأخيرة، فلذلك كل من يطالب برفع الحصار عن قطاع غزة يحارب مشروعها، وتناصبه العداء، فكم بالحري إذا كان من يشارك بهذه الحملة من يحمل صفة عضو في البرلمان الإسرائيلي.

كانت حملة التحريض الإسرائيلية شرسة بحق كل من شارك في أسطول الحرية الثاني على متن سفينة مرمرة، ولكن الهجمة الأشرس والأشد كانت ضد النائبة حنين زعبي، إذ وصلت حملة التحريض ضدها إلى حد التحريض الدموي إضافة إلى سلبها حقوقها البرلمانية، والتي تمت بمباركة المحكمة الإسرائيلية العليا، رغم أنها كانت ضمن وفد من القيادات العربية في الداخل الفلسطيني شمل رئيس لجنة المتابعة حينذاك، محمد زيدان، ودفعت ثمنا شخصياً باهظاً لقاء مشاركتها وهي ليست نادمة على ذلك، بل زادها ذلك إيماناً بعدالة القضية التي تناضل من أجلها.

في حين أن حملة التحريض من الصهاينة كانت متوقعة، إلا أن ارتفاع الأصوات المعارضة في الشارع العربي المحلي لم يكن متوقعاً، حتى لو كانت محصورة، ونقول إن الأغلبية من شعبنا تؤيد هذه المشاركة، التي حازت على مباركة القائمة المشتركة، وأن المعارضين أقلية ضالة أو مضلَّلة، تحاول وسائل الإعلام الاسرائيلية والإعلام العربي الموجه إبرازها.

ينقسم المعارضون إلى قسمين: المعارضون الكيديون، الذين تحركهم غرائز العداء والحقد على التجمع الوطني الديمقراطي عموما وعلى الدكتور باسل غطاس خصوصا، ويبحثون عن كل منصة لإبراز ذاتهم وللتحريض على التجمع، وهؤلاء معروفون ودوافعهم معروفة أيضاً، وهؤلاء لم ولا نتوقع منهم قول كلمة الحق وليس لهم أي تأثير في الرأي العام الفلسطيني، فهم في الغالب يخاطبون أنفسهم ولا نتيجة ترجى من مناقشتهم أصلاً. 

القسم الآخر هم من يعارضون المشاركة بادعاء أن الأولى بالدكتور باسل غطاس أن يهتم بالقضايا المحلية، وهؤلاء مضَللون، فالدكتور باسل غطاس من أبرز وأنشط أعضاء الكنيست العرب، وأكثرهم متابعة للقضايا المحلية، وهو  يمثل حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يربط بين القومي واليومي، ويتابع القضايا المحلية واليومية في الداخل وفي الوقت نفسه لا يتوانى عن القيام بواجبه الوطني العام من المشاركة في حملة رفع الحصار عن قطاع غزة، إلى متابعة قضايا الأسرى السياسيين، ويتضامن مع كنيسة الطابغة كما يتضامن مع المسجد الأقصى، يناضل من أجل قضايا الأرض والمسكن في النقب كما يناضل من أجلها في ترشيحا أو البطوف. فمن يحاصر غزة ويهوّد القدس هم من يخنقون مدننا وقرانا، ويحرموننا من العمل والعيش الكريم ومن قصف مساجد غزة ومدارسها هم من أحرقوا كنيسة الطابغة.

من الواضح أن المشاركة في أسطول الحرية فيها مخاطرة كبيرة، إذ استشهد تسعة من المشاركين في الأسطول السابق، ومن المرجح أن تهاجم إسرائيل هذا الأسطول أيضا، تقتل أو تجرح أو تعتقل المشاركين، وبرغم كل ذلك لبى المتضامنون نداء الحق والواجب من شتى بقاع العالم، من منصف المرزوقي الرئيس السابق لتونس، إلى فلسطينيين ومتضامنين مع الشعب الفلسطيني، عرباً  أو أوروبيين ودعاة سلام من العالم إلى جانب عدد من اليهود الإسرائيليين. هؤلاء قدموا حاملين دمهم على أكفهم ليتضامنوا مع شعبنا وليساهموا برفع الحصار عنه، أفتستكثرون على الدكتور باسل غطاس ذلك وهو ابن لهذا الشعب الأصيل؟

لقد أدت المآسي التي تعاني منها شعوبنا العربية من حروب أهلية، مئات آلاف القتلى وملايين الجرحى والمهجرين، إلى حرف الانتباه العربي والعالمي عن مأساة فلسطين، التي كانت قضية العرب الأولى، فيما احتلت الصراعات المذهبية في العالم العربي صدارة الاهتمام والإعلام، وانشغلت كل دولة بمشكلاتها، وحين أصر قسم من هؤلاء إلى إعادة البوصلة لتشير إلى فلسطين وإلى غزة،  فلا يعقل أن يعاب علينا، نحن أبناء الشعب الفلسطيني الذين نعاني من التفرقة العنصرية - الأبرتهايد، أن ننشغل أيضاً بقضيتنا، قضية فلسطين. 

رسالتنا للدكتور باسل وكل من يشارك في هذه الحملة بوركتم، وبوركت جهودكم، شعبنا معكم، وكل أحرار العالم، ولن يطغى الباطل مهما علت جعجعته على صوت الحق، وستستمر الحملة العالمية، ونحن جزء منها، حتى رفع الحصار الجائر عن شعبنا.

التعليقات