24/02/2016 - 14:03

معركتنا الحقيقية والأصولية بمجتمعنا/ منيب طربيه

يطل علينا مؤخرا العديد ممن يحرضون على كل شيء، ببساطة متناهية على كل شيء، وعلى عكس ما يملية الدين الحنيف من تسامح ومحبة وإقناع بالحجة.

معركتنا الحقيقية والأصولية بمجتمعنا/ منيب طربيه

يطل علينا مؤخرا العديد ممن يحرضون على كل شيء، ببساطة متناهية على كل شيء، وعلى عكس ما يملية الدين الحنيف من تسامح ومحبة وإقناع بالحجة.

كما الكثيرون تربيت في بيت محافظ، يذكر فيه اسم الجلالة في كل حركة وعمل وتلقيت تعاليم الدين الحنيف مثل الكثيرين في المدارس. كما لم أقمع او أهاجم أو أمتنع عن المشاركة في طقوس الرقص الشعبي ولم أمنع من مشاهدة الأفلام العربية والمصرية التي كانت كثيرة المشاهد 'غير الأخلاقية”، وكانت حياتنا بسيطة ورغيدة وعشنا بتناغم وكل على ليلاه. 

لم نكن نعاني مرة من قمع أو ملاحقة اجتماعية أو دينية وكان كل منا يمارس طقوسه بحرية وحسب ما يراه مناسبًا. 

وصنا هذا التناغم في النسيج الاجتماعي، لأننا ندرك أهميته الوطنية في مواجهة مؤامرات السلطة التي سعت وما زالت تسعى لاصطناع تناقضات داخلية لضرب هذا التناغم الداخلي.

إن ما يميز الشعوب المقموعة في العالم والساعية إلى التحرر هو إدراكها أهمية أن تبقى متماسكة داخليا وتوجيه معركتها ضد القامع المحتل، وتناضل لنزع حقوقها منه أو تنتظر زواله.

بدلا من ذلك، ظهرت في أوساطنا حالات مرضية محلية يعاني منها مجتمعنا، نصبت نفسها الوصية الوحيدة على مجتمعنا وترسم له خطوط الممنوع والمسموح، ابتداء من التهجم على اشتراك أبناء الحركة الوطنية في الدبكة الشعبية، مرورا بالتحريض على فعالية مختلطة لذوي الاحتياجات الخاصة وصولا للتحريض على عرض فيلم يعكس ويجسد معاناة الشعب الفلسطيني. 

قامت الدنيا ولم تقعد لمجرد أن فيلم بقيمة فيلم عمر تخلل مشهد فيه قبلة!… 'يا جحافل السماء، يا أيتها الأرض انشقي وابتلعيني”، كما قال هاملت في الملك أوديبوس. 

أليس عيبا وعارا أن ينقض بعض الأصوليين على مدرس قام بعرض فيلم عمر على طلاب مدرسة بهدف توعيتهم وطنيا وقاموا بالاعتداء عليه جسديا وشاركوا السلطة لتعليق عمله دعما لمقولة تحالف مع الشيطان للوصول لغايتك، وتجاهلوا القضية الأصل وهي تجسيد معاناة الشعب الفلسطيني. 

أليس من العار علينا أن نقف مكتوفي الأيدي لمثل هذه الاعتداءات السافرة والآخذة بالازدياد دون تدخل لإيقاف مثل هذه التصرفات والتصدي لكل هذه المحاولات القمعية. 

علينا أن نضع النقاط على الحروف وأن نبين لمثل هؤلاء أنهم ليسوا قييمين على مدارسنا ولا على أولادنا… كغيرهم لهم الحق بإبداء رأيهم ليس أكثر. وكما يحق لهم العيش وممارسة شعائرهم، لغيرهم الحق أيضا بممارسة شعائرهم وعيش حياتهم بحرية، فما يقوم به هؤلاء لم تقم به حكومات إسرائيل متعاقبة. 

علي مواسي، مدرس عربي فلسطيني ناداه الواجب وضميره اليقظ لسرد الرواية الفلسطينية ومد الجسور بين أبناء الشعب الواحد، ولم يكن عرض القبلة غايته، حيث على الرغم من حذفها، إلا أن بعض الظلاميين لم يرق لهم عمل الأستاذ علي مواسي وفعالياته التوعوية الوطنية، بل أرادوه أن يعمل في محدوديتهم ومربعهم. 

آن الأوان لإيقاف سلسلة التحريض النزقة وغير المسؤولة على كل ما هو خارج مربع بعض الجماعات الظلامية والتي هي أصلا عار على دين الإسلام الحنيف. 

ويا علي يا جبل ما يهزك ريح.

التعليقات