20/01/2017 - 08:00

أكلت يوم أكل الثور الأبيض

ألم يحن الوقت لاتخاذ خطوة جريئة وغير مألوفة. برأيي على أعضاء القائمة المشتركة استباق الأحداث، والقيام ببناء مشروع بديل يعني عرب البلاد على غرار لجنة المتابعة ولكن بشكل مجد وحقيقي أكثر، حتى لو تطلب منهم ذلك في مرحلة معينة التخلي عن اللعبة

أكلت يوم أكل الثور الأبيض

انفرد آخر ملوك إسرائيل، بنيامين نتنياهو، بالقيادة الفلسطينية في الداخل كل على حدا، في حين لم يأبه الفرقاء لهذه الإستراتيجية وحتى أنهم في بعض الأحيان وقعوا في فخ الدفاع عن الديمقراطية، وكأنه فعلا هناك ديمقراطية اسرائيلية.

لهذه الإستراتيجية سيف ذو حدين، حيث حاول ملوك اسرائيل من ناحية التغطية على خروقاتهم وتجاوزاتهم التي تميزت بالرخص والارتشاء التي وضعتهم أمام طائلة القانون الجنائي والمحاكم للمحاسبة، ومن ناحية أخرى لتهيئة الأجواء لإحلال المشروع الصهيوني.

لم يكتف نتنياهو بملاحقة القيادة ومحاولة حصارهم وتشويه صورتهم ومشروعهم، بل تجرأ وتمادى على مواطني البلاد من الفلسطينيين محاولا إشباع غريزة جمهوره اليميني المتطرف وإلهائه عن التحقيقات الدائرة ضده حول تجاوزاته القانونية مثل الحصول على رشاوي.

لم تعد تفرق أذرع السلطة بين عربي وعربي، فلا عضوية البرلمان لها خاصيتها ولا حصانتها ذات معنى، فأذرع السلطة لم تتردد برفع الحصانة البرلمانية عن أي عضو برلمان عربي لا يتماشى مع سياستها، كما لم تعد تأبه لحقوق إنسان، ولو ظاهريا.

إن الاعتداء الأخير على أم الحيران وسقوط الشهيد يعقوب أبو القيعان ما هو إلا استمرارية لسياسة إسرائيل القمعية والتي تحاول بها تصفية فلسطينيي البلاد لصالح مشروعها الصهيوني، كما وإنها لم تعد تأبه لا لقانون ولا لأي وثيقة دولية، فالعبثية الحاصلة في الشرق الأوسط، حفزت اسرائيل للقيام بما يقومون به ضد فلسطينيي البلاد.

فقبل أم الحيران كانت قلنسوة والعديد من البلدان العربية التي قامت بها السلطة بهدم مبان بحجة البناء غير المرخص، في الوقت الذي تقيم به المؤسسة العديد من المدن والقرى اليهودية. لم تعطي أي فرصة لفلسطينيي البلاد ببناء قرية أو مدينة عربية، لا بل أكثر من ذلك، فإن المؤسسة الإسرائيلية تقوم بمحاصرة المدن والقرى العربية من ناحية مناطق النفوذ ومن ناحية قسائم بناء.

قامت قيادة فلسطينيي البلاد متمثلة بالقائمة المشتركة ولجنة المتابعة، بالعديد من الخطوات منذ عشرات السنين لمواجهة السياسة الإسرائيلية المتغطرسة وطرحت حلولا لتغيير الواقع وإيجاد حلول عملية لقضايا مثل قضية البناء غير المرخص، إلا أن باءت بالفشل، كون المؤسسة الإسرائيلية ترفض أي مشروع حل حتى مع مواطنيها العرب.

ألم يحن الوقت لاتخاذ خطوة جريئة وغير مألوفة. برأيي على أعضاء القائمة المشتركة استباق الأحداث، والقيام ببناء مشروع بديل يعني عرب البلاد على غرار لجنة المتابعة ولكن بشكل مجد وحقيقي أكثر، حتى لو تطلب منهم ذلك في مرحلة معينة التخلي عن اللعبة البرلمانية بشكل جماعي، لأن الكنيست كما يبدو استنفذت نفسها بسبب التطرف الذي يعصف بإسرائيل.

أخيرا، علينا ألا نسمح لإسرائيل الاستفراد بقوانا السياسية وببلداتنا العربية، حتى لا يأتي اليوم الذي نردد فيه 'أكلت يوم أكل الثور الأبيض'.

التعليقات