20/01/2017 - 13:02

ليس دفاعًا عن المتابعة

علينا مسؤولية، وخصوصا في اللجان الشعبية، بأن نقوي لجنة المتابعة بدعم قراراتها في الميدان، في البيت والمدرسة والدكان والجامعة.

ليس دفاعًا عن المتابعة

في ظل ما نتعرض له من عدوان وممارسات عنيفة وملاحقة من قبل المؤسسة الإسرائيلية متمثلة بحكومة نتنياهو – ليبرمان - بينيت، يتوجب علينا، جميعا، تطوير نضال غير تقليدي مختلف عما كان، أساسه المشاركة الشعبية الواسعة،  مشاركة أغلبية الجماهير لتضمن ردًا أقوى وأنجع وأوجع للمؤسسة، أي ألا تمر ممارساتها ومخططاتها دون ثمن وبسهولة.   مشاركة واسعة على عكس المحطات النضالية الأخيرة التي يختصر النضال غير الناجع والتصدي وغير القوي، التي تقتصر المشاركة فيها غالبا على قيادات الأحزاب وعدد صغير من الناشطين الحزبيين.

عز الدين بدران

تستهدف الحكومة من خلال التوحش والعدوانية المفرطة وجودنا المادي والمعنوي، ويمارسون شتى المحاولات وسياسة العداء وجرائم الهدم والتهجير التي تفاقمت في الأسابيع الاخيرة من حرفيش إلى يركا إلى قلنسوة إلى أم الحيران و'الحبل على الجرار'.

هذا يعني أننا بحاجة لإدراك خطورة المرحلة وتبعاتها علينا، وضرورة العمل الوحدوي الصادق الصلب، الذي يضع كل خلافاتنا واختلافاتنا جانبا، لكي نصد الظلم والغبن بالنضال ورفده بما يقويه إذا نظمت واستخدمت هذه الأدوات بالشكل السليم.

وأولى حاجاتنا هي تفعيل وإقامة اللجان الشعبية، الذراع الأول لتنظيم فعالياتنا وردنا، فلا يعقل أن نلوم الناس على عدم التفاعل والمشاركة والحشد ونحن لا نعرف ما نريد من أنفسنا، ما أهدافنا وما هي إستراتيجيتنا أو هل هناك عدة إستراتيجيات.

عندما نقول وحدتنا هي الأساس معنى ذلك وحدة على كل المستويات، تنظيم عمل اللجان الشعبية إذا لم يكن الأساس لا بل الأهم اليوم، فليس هناك شيئا ىخر نعول عليه. لا يعقل لأن تعلن لجنة المتابعة، الهيئة العليا لتمثيل الجماهير الفلسطينية، خطوات الاحتجاج المختلفة وتطلب التصعيد أمام جرائم إسرائيل، فيما بعض الأطراف تبادر إلى الغمز واللمز وطرح تساؤلات حول ما فائدة هذه الخطوات النضالية. هذه التساؤلات يكون الجواب عليها مهمة كل لجنة شعبية في كل قرية ومدينة عربية.

دور اللجان الشعبية لا أن تعلن الإضراب، دورها أن تنفذه على أرض الواقع، ويتطلب ذلك ان تقوم بإلزام المحلات التجارية والمؤسسات الرسمية لتضمن نجاح وفعالية الإضراب.

دور اللجان الشعبية  ليس أن تعلن الوقفات والتظاهرات والمظاهرات فقط، وإنما ضمان نجاحها والالتفاف حولها وضمان مشاركة واسعة.

دور اللجان الشعبية ليس فقط أن تعلن عن تمرير حصتين لطلاب المدارس للحديث عن الجريمة التي ارتكبت بحقنا في أم الحيران، وإنما التواصل مع لجان أولياء امور الطلاب والهيئات التدريسية لتمرير ذلك.

دور اللجان الشعبية ليس فقط أن تشخص المشكلة، إنما طرح الحلول والعمل على تنفيذها.

هذا كله بالإضافة إلى مهام أخرى لا مكان لتطرق الى جميعها في مقال، منها مثلا تأسيس صندوق مالي وأدوات أخرى نحن بأمس الحاجة إليها.

اللحظة الآن تستجوب العمل الشعبي الجماهيري المتواصل، والتفاهم الكامل بين القيادة السياسية المتمثلة بالأحزاب والهيئات الأهلية مع رؤساء المجالس والمدن العربية لوضع إستراتيجية موحدة غير متجزئة تضمن صد الهجمة الحكومية المعلنة على المواطنين العرب.

اللجان الشعبية في كل بلدة وبلدة، إلى جانب لجان الطلاب العرب في الجامعات في الداخل والخارج، مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب، أمام مسؤولية تاريخية هذه الأيام، بأن تبادر لمنع الجريمة المقبلة بدلا من توجيه الانتقادات لقرارات وأداء لجنة المتابعة.

ليس دفاعا عن المتابعة، لكن علينا مسؤولية، وخصوصا في اللجان الشعبية، بأن نقوي المتابعة بدعم قراراتها في الميدان، في البيت والمدرسة والدكان والجامعة، أن نوسع لجاننا لتشمل أكبر عدد من الناشطين والناشطات وأصحاب المنازل المهددة بالهدم في كل بلدة، وأن نزيل عنها الرتابة ونحولها إلى شعبية حقًا.

هذه لجان وهيئات لديها قوة كبيرة جدًا، وبمقدورها ردع الحكومة عن تنفيذ الجريمة المقبلة، في حال عملت وبادرت ضمن إستراتيجية وطنية موحدة تقودها لجنة المتابعة. اللجان الشعبية سيدة الميدان. 

التعليقات