13/02/2017 - 14:13

حل الدولتين على محك قمة ترامب - نتنياهو

بينيت يعتقد أنه، وبعد أن لوى على حد تعبير "هآرتس"، ذراع نتنياهو في موضوع "عمونا" وقانون شرعنة الاستيطان، جاء دور ترامب ليتلقى "درس حياة" من قبل وزير التعليم الإسرائيلي

حل الدولتين على محك قمة ترامب - نتنياهو

بعد أن وضع الخطوط الحمر الممنوع على رئيس حكومته، بنيامين نتنياهو، تجاوزها والمتمثلة بالامتناع عن أي ذكر لإقامة دولة فلسطينية والموافقة على حل الدولتين، لم يبخل وزير التربية والتعليم وزعيم 'البيت اليهودي'، نفتالي بينيت، على نتنياهو بعبارات الثناء بل أغدق هو ووزيرة القضاء أييليت شاكيد عليه مزيدًا من المديح  والإطراء، وأشادا بكفاءاته الدبلوماسية وقدرته على إقناع الرئيس الأميركي الجديد بإزالة حل الدولتين عن جدول الأعمال. 'نحن نعتمد عليك، أنا اثق بك كرئيس حكومة' قال بينيت الذي دفع إليه بوثيقة مكتوبة من قادة المستوطنين تدعو للتوصل مع ترامب لاتفاق على الحق في البناء دون قيود داخل مناطق نفوذ المستوطنات.

التيار الديني الصهيوني الاستيطاني الذي يتزعمه بينيت يرى في صعود ترامب سدة الحكم في الولايات المتحدة فرصة تاريخية لإسقاط مطلب إقامة دولة فلسطينية عن البساط الدولي ودفن حل الدولتين إلى الأبد، تمهيدا لتنفيذ مخططه المتمثل بضم مناطق 'ج' التي تشكل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية وفيها ما يقارب 340 ألف مستوطن و300 ألف فلسطيني للسيادة الإسرائيلية (الأرقام وفق تقديرات الأمم المتحدة)، إضافة إلى القدس التي يسكن فيها 375 ألف مستوطن (بحسب تقديرات المستوطنين، وحسب تقديرات الأمم المتحدة يعيش 200 ألف مستوطن في مستوطنات أأقيمت بعد 1967) وسبق ضمها إلى إسرائيل، وتثبيت واقع الحكم الذاتي القائم في مناطق 'أ' و 'ب' في الضفة وحالة العزل المفروضة على قطاع غزة، كحل دائم للقضية الفلسطينية.

ويعول بينيت على الضربة الأولى التي ستنتج عن لقاء ترامب - نتنياهو، الأربعاء المقبل، لذلك اعتبر في منشور على حسابه في 'فيسبوك' أن كلمتي 'دولة فلسطينية هن كارثة تاريخية' يجب عدم ذكرهما، وأن امتحان لقاء ترامب- نتنياهو هو بإدراج أو عدم إدراج التزامهما بإقامة دولة فلسطينية أو حل الدولتين بشكل أو بآخر في البيان المشترك الذي سيصدر عن لقائهما.

ذكر الدولتين سيؤدي، حسب بينيت، إلى هزة أرضية ستشعر بها إسرائيل على جلدها بواسطة الضغط الدولي والمقاطعة والتقارير الدولية والصواريخ، والتجميد وتقييد أيدي جنودها في 'الحرب على الإرهاب'، على حد تعبيره. هذا ناهيك عن أن مسألة إقامة الدولة الفلسطينية تشكل الفارق الأساسي بين اليسار واليمين الإسرائيلي الذي يؤيد فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق 'ج' وحكم ذاتي في مناطق 'أ' و 'ب'. 

من جانبه، يشعر نتنياهو بصفته رئيس حكومة بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه، وهو يسعى بالتوازي إلى شد الحبل الذي أرخاه له ترامب إلى النهاية، ولكنه يحذر من قطعه، ولذلك ستراه ينسحب من حل الدولتين بشكل تدريجي، وإيلاء الاهتمام أكثر لما يجري على الأرض من فرض حقائق استيطانية، دون إغضاب العالم بتصريحات لا طائل منها، وهو يسعى، كما قال في المجلس الوزاري المصغر (كابينيت)، إلى الإعراب أمام ترامب عن التزامه بحل الدولتين وإظهار الفلسطينيين كمتعنتين ورافضين للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.

صحيفة 'هآرتس' التي تناولت في افتتاحيتها، اليوم الإثنين، تهديدات وتوجيهات بينيت عشية لقاء نتنياهو بترامب، قالت إن رئيس البيت اليهودي الذي يقف على رأس حزب من ثمانية أعضاء كنيست فقط، يرى بنفسه رئيس حكومة في حين يرى بنتنياهو سفيره في واشنطن الذي يجب تسليحه بتهديد 'إذا أتى  ترامب ونتنياهو على ذكر دولة فلسطينية فإن الأرض ستزلزل'.

بينيت يعتقد أنه، وبعد أن لوى على حد تعبير الصحيفة، ذراع نتنياهو في موضوع 'عمونا' وقانون شرعنة الاستيطان، جاء دور ترامب ليتلقى 'درس حياة' من قبل وزير التعليم الإسرائيلي  

الصحيفة تناست هذا التيار وإن كان يتمتع بتمثيل محدود (8 أعضاء كنيست)، إلا أنه يستند إلى أيديولوجية  استيطانية، تمتد خيوطها داخل جميع أحزاب الائتلاف الحكومي، خاصة حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو، إضافة الى قاعدة جماهيرية واسعة تتمثل بجمهور المستوطنين، وهو ما يحوله إلى بوصلة لأحزاب الائتلاف اليميني التي لا يستطيع نتنياهو الحياد عنها.

التعليقات