01/04/2017 - 23:04

رسالة من عمر البرغوثي...

عمّم الناشط الفلسطيني، عمر البرغوثي، رسالة على عدد من أصدقائه وزملائه، عبر البريد الإلكتروني، بعد السماح له باستخدام بريده، وصلت نسخة منها لموقع عرب 48، ننشرها كما هي:

رسالة من عمر البرغوثي...

عمّم الناشط الفلسطيني، عمر البرغوثي، رسالة على عدد من أصدقائه وزملائه، عبر البريد الإلكتروني، بعد السماح له باستخدام بريده، وصلت نسخة منها لموقع عرب 48، ننشرها كما هي:

الأصدقاء والزملاء الأعزاء،

وأخيرا، سُمح لي أن أدخل إلى حساب بريدي الإلكتروني بعد 12 يومًا مُنعتُ خلالها من القيام بذلك خلال المرحلة الأكثر كثافة من الاستجواب المستمر لي من قبل السلطات الإسرائيلية.

إن بيان اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة حول هذه القضية يلخّص بدقة هذا المعركة الأخيرة في الحرب المفتوحة التي يشنها النظام الإسرائيلي منذ عدة أعوام على حركة المقاطعة BDS.

لقد مُنعت من كشف أي حقائق عن القضية، وبذلك جُرّدت، مؤقتاً، من القدرة على حتى دحض الأكاذيب والافتراءات التي ينشرها النظام الإسرائيلي ضدي. لكنني لست على عجل للقيام بذلك. فالهدف الرئيسي وراء ملاحقتهم لي -- محاولة تشويه سمعتي، وبالتالي التأثير سلبا على حركة المقاطعة -- فشل بشكل واضح، وإلى حد ما، ارتدت حملتهم عليهم.

فمنعهم لي من السفر إلى الولايات المتحدة لاستلام "جائزة غاندي للسلام" أسهم، دون قصد، في الترويج لنيلي هذه الجائزة مناصفة مع رالف نادر.

قبل كل شيء آخر، قرأت الكثير من رسائل التضامن المؤثرة التي أرسلها العديد منكم، وهذا أعطاني المزيد من القوة والأمل في مقاومة هذه الملاحقة المكارثية لي. أقدر بعمق رسائلكم والمشاعر الصادقة التي حملتها. كما أني ممتن إلى أبعد الحدود لكل من كتب مقالاً أو أصدر بياناً في هذا الصدد.

لا شيء يلهم ويمكّن المدافعين عن حقوق الإنسان الذین یواجھون الاضطھاد السیاسي مثل الشعور الدافئ بأن ھناك مجتمعاً من الناشطات/ين وذوي الضمائر الحية یقف معھم ويستمر في مسيرة النضال بغض النظر عن كل المعيقات.

منذ أكثر من عام الآن، وزملائي/زميلاتي في حركة المقاطعة وأنا نحذر من "وحدة تشويه السمعة" التي أنشأتها وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية باعتبارها جهازا رئيسيا في الحرب على حركة المقاطعة BDS. وكما كتبت شخصيا وطرحت في محاضرات ولقاءات عدة، فإن المهمة الرئيسية لهذه الوحدة القميئة تتلخص في "التنقيب عن الأوساخ" ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والشبكات المرتبطة بحركة المقاطعة، وإذا لم يتم العثور على أية "أوساخ" فاختلاقها وفبركتها.

لا شك أن مكارثي (الذي قاد في أواسط القرن الماضي أبشع حملة ملاحقة سياسية وقمع لحرية التعبير في الولايات المتحدة) كان ليفتخر بورثته المخلصين في نظام القمع والترهيب الإسرائيلي.

لقد سألني العديد منكم عن أفضل وسيلة للتضامن معي في مواجهة الطغاة، وجوابي هو، دون تردد ... المزيد من BDS!

نحن بحاجة إلى توسيع وتعميم وتصعيد حملات المقاطعة الملهمة، أكاديمياً وثقافياً واقتصادياً، باعتبارها الطريقة الأكثر فعالية للرد على المكارثية الجديدة التي صممها نظام الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري (الأبارتهايد) الإسرائيلي وصدّرها إلى دول تتمتع فيها جماعات الضغط التابعة له بنفوذ هائل.

إن زيادة تأثير حركتنا الساعية للحرية والعدالة والمساواة هو الجواب.

إن نشر الحكم غير المسبوق الذي صدر مؤخرا عن الأمم المتحدة (الإسكوا) بأن إسرائيل مذنبة بجريمة الأبارتهايد - وهي ثاني أخطر جريمة ضد الإنسانية في القانون الدولي - هو الجواب.

إن مكافحة عنصريتهم وكراهيتهم و"قوائمهم السوداء" وقمعهم الاستعماري من خلال حركتنا الرافضة بالمطلق لجميع أشكال العنصرية ومن خلال عشقنا غير المحدود للحرية والعدالة هو الحل.

إن تعزيز تحالفاتنا المبدئية والعضوية مع الحركات التي تناضل من أجل تحقيق العدالة الاقتصادية، والاجتماعية، والجندرية، والمناخية، والعدالة للسكان الأصلانيين، وغيرها من أشكال العدالة، هو أبلغ رد على أجندة أقصى اليمين المائل إلى الفاشية وقوانينه العنصرية والقمعية.

وبينما يحاولون أن يزرعوا الخوف واليأس، وأن يكمموا الأفواه، وأن يجبرونا على الصمت بترهيبهم وبطشهم، نغذي أملنا -- النابع عن إيماننا المتجذر في حقنا في العيش بحرية وكرامة على أرضنا -- بجرعات سخية من الحملات الفعالة والاستراتيجية والمتسقة أخلاقياً من أجل العدالة والمساواة، وبإصرارنا على حقنا في التعبير عن أنفسنا بحرية.

بصفتنا بشراً، لا نحتاج لإذن من أحد للنضال من أجل حقوقنا المتأصلة. وباعتبارنا مدافعين عن حقوق الإنسان، لا يردعنا أي بطش عن المضيّ قدماً في مقاومتنا السلمية والواعية للظلم والاضطهاد والعبودية التي يفرضها المستعمِر.

وحدنا نفشل... معاً لنا الغلبة.

إن الهجمات الشرسة، حتى غير العقلانية، مؤخراً على حركتنا تشير، أكثر من أي شيء آخر، إلى أن الغلبة بالفعل ستكون للحق وللمظلوم، لا الظالم.

مع امتناني وأملي،

عمر

التعليقات