05/11/2016 - 23:53

أقدم صحيفة يومية في تركيا تتحدى السلطات

تأسست صحيفة "جمهورييت" بعد أقل من عام من تأسيس جمهورية تركيا الحديثة، وواصلت الصحيفة تغطية الأخبار على مدى مئة عام تقريبا، ورغم اعتقال تسعة من موظفيها والمشاكل القانونية المتراكمة ضدها إلا أن الصحيفة العريقة تعهدت بأن لا يسكت صوتها.

أقدم صحيفة يومية في تركيا تتحدى السلطات

(أ ف ب)

تأسست صحيفة 'جمهورييت' بعد أقل من عام من تأسيس جمهورية تركيا الحديثة، وواصلت الصحيفة تغطية الأخبار على مدى مئة عام تقريبا، ورغم اعتقال تسعة من موظفيها والمشاكل القانونية المتراكمة ضدها إلا أن الصحيفة العريقة تعهدت بأن لا يسكت صوتها.

تأسست صحيفة جمهورييت (الجمهورية) في عام 1924، كداعم أساسي للدولة العلمانية الحديثة التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك على أنقاض الإمبراطورية العثمانية.

ولكن في السنوات الأخيرة تبنت الصحيفة خطا قويا ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم، ما وضعها على طريق التصادم مع الرئيس رجب طيب إردوغان.

والسبت، أمرت السلطات التركية باعتقال تسعة صحافيين ومدراء تنفيذيين في الصحيفة، من بينهم عدد من أبرز الصحافيين في تركيا، مثل رئيس تحريرها مراد سابونجو والكاتب الصحافي المناهض لإردوغان قدري غورسيل ورسام الكاريكاتير موسى كارت.

وهم متهمون بالارتباط بالمتمردين الأكراد وبمحاولة الانقلاب التي وقعت في منتصف تموز/يوليو الماضي.

وقالت الصحيفة على صفحتها الأولى في رسالة إلى الحكومة 'سيذكركم التاريخ بالعار'.

ونظم أنصار وموظفو الصحيفة وقفة تضامنية مع زملائهم وحملوا نسخا من عددها الأخير.

وقال الكاتب إيدين إنغين، أحد موظفين أفرجت عنهما المحكمة ووضعتهما تحت المراقبة، إن' هذه القضية سخيفة وليس ذلك فحسب بل هي غير أخلاقية'.

وقال في تلاوة لرسالة رئيس التحرير 'ننحني أمام شعبنا وقرائنا. ولا ننحني أمام أي شخص آخر'.

بيئة عدائية

تملك صحيفة جمهورييت مؤسسة تضمن استقلاليتها رغم أنها لا تضمن أمنها المالي، بعكس العديد من الصحف التركية التي تملكها شركات صناعية كبيرة والتي تكون، وفق الناقدين، أكثر عرضة للتأثر بنفوذ الحكومة.

وعلى عكس الصحف الأخرى فإن جمهورييت لا تفرد الكثير من المساحة لأخبار المشاهير وصور نجوم الدراما التركية أثناء إجازاتهم، بل تولي اهتماما أكبر بالفنون.

ويعود تاريخ عدد من الصحف المحلية وذات الاهتمامات الخاصة في تركيا إلى الحقبة العثمانية، إلا أن جمهورييت هي أقدم الصحف الرئيسية.

وتوزع الصحيفة ما يزيد عن 50 ألف نسخة، ولكن تأثيرها كصوت مستقل كان كبيرا جدا.

واتخذت الصحيفة قرارا مهما في شباط/فبراير 2015، عندما عينت وبعد سنوات من النزاعات الداخلية، الكاتب المعروف ومخرج الأفلام جان دوندار رئيسا للتحرير.

وأخذ دوندار الصحيفة باتجاه اليسار ودفعها إلى تبني خط مناهض للحكومة، وفي أيار/مايو 2015 نشرت الصحيفة على صفحتها الأولى خبرا تقول فيه، إن الحكومة ترسل أسلحة إلى المسلحين في سورية.

وحذر إردوغان دوندار بأنه 'سيدفع ثمنا باهظا'، وفي أيار/مايو 2016 صدر بحق دوندار حكم بالسجن لمدة خمس سنوات وعشرة أشهر، بتهمة الكشف عن أسرار الدولة. وصدر بحق مدير مكتبه في أنقرة إرديم غول حكم بالسجن خمس سنوات.

كما أن دوندار مطلوب في القضية الحالية ضد جمهورييت. ولكن وبانتظار صدور حكم الاستئناف في الحكم الصادر بحقه، تمكن دوندار من الفرار إلى ألمانيا، وتعهد من هناك بإنشاء وسيلة إعلامية جديدة ناطقة بالتركية.

كما أثارت الصحيفة غضب السلطات في مطلع 2015 من خلال إعادة نشر رسم كاريكاتير للنبي محمد عقب الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية في باريس.

واستقال دوندار من منصبه رئيسا للتحرير في آب/أغسطس 2016، وقال إن العودة إلى تركيا لمواجهة القضاء 'بمثابة وضع رأسي تحت المقصلة'.

اقرأ/ي أيضًا | طاهر المصري يكشف خبايا وأسرار حرب أكتوبر

وفي 2015 منحت منظمة 'مراسلون بلا حدود'، الصحيفة، جائزة حرية الصحافة، تكريما لجهودها في الدفاع عن حرية الإعلام 'في البيئة التي تزداد عدائية، ولتغطيتها الشجاعة' للأحداث.

التعليقات