فيلم "العساكر"... نقطة من بحر الحقيقة

بعد عرضه على قناة 'الجزيرة'، جاء فيلم 'العساكر' مخيّبًا للآمال بعض الشيء، خاصة بعد هجوم السلطات الرسمية المصرية على الفيلم قبل عرضه، وإنتاج فيلم معاكس يعرض الحياة العسكرية للجنود المصريين.

ووصف مشاهدون الفيلم الذي أنتجه النظام المصري بأنه مخيب ورديئ في محتواه بشكل عام، إذ حاول تصوير الحياة في الجيش كأنّها النعيم بعينه، وذلك بعد استنكار مركز الفتاوى عقب عرض الفيلم الوثائقي، بحجة أنّه محاولة للتشويه وزرع الفتنة، وكسر للقاعدة القرآنية المعروفة عن الجيش المصري بأنّه 'خير أجناد الأرض'.

أما فيلم 'العساكر' فقد ركّز الفيلم على عدّة محاور، منها مرحلة الكشف الطبي، وهي الخطوة الأولى التي يتم على أساسها تقسيم المتقدمين للخدمة العسكرية، بـ'لائق طبيًّا' أو 'غير لائق'، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة التدريب، حيث يقضي المجندون 45 يومًا في التدريب قبل التوزيع على الوحدات، كما ركّز الفيلم على أنّ معظم أوقات العساكر لا يقضونها في الأعمال العسكريّة، بل على العكس، يقضونها في أعمال النظافة وحمل الطوب، أو حتّى في أعمال السخرة لدى الضبّاط مثل قيادة السيارة، وشراء احتياجات زوجات الضباط من السوبرماركت، وغيره الكثير من الأعمال.

مع بدء فترة التجنيد والإحضار، يبدأ الشباب المطلوبون بالبحث عن أساليب تمكنهم من الفرار من الخدمة العسكرية الإجباريّة، البحث عن حيل تحول دون خدمتهم العسكرية، كالرشاوي والتحويل إلى المجالس الطبية، وغيرها الكثير.

نقطة من بحر الحقيقة

أثار الفيلم قبل عرضه موجة تفاعلات كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيّد ومعارض، ولكن المثير للانتباه أنّ الفيلم لم يكن على المستوى المطلوب، خاصة وأنّه لم يصوّر ولا حتى جزءًا بسيطًا من المعاناة الحقيقيّة التي يعيشها المجندون في الخدمة.

ودشن روّاد مواقع التواصل وسم 'العساكر'، وعبّروا فيه عن استيائهم مما يحدث داخل الجيش، كما وكتب مجندون سابقون عن أنّ ما تناوله الفيلم، يعتبر مجرّد نقطة في بحر الحقيقة.

ومن جهته قال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، عن الفيلم الوثائقي الذي بثته الجزيرة بأنّه 'عمل ركيك ومفضوح يستهدف زعزعة ثقة المواطن المصري في جيشه الوطني'، وأضاف أنّ الجيش المصري 'جيش وطني تحدّث عنه القرآن بأنّه خير أجناد الأرض...'

وأوضح مخرج الفيلم عماد الدين السيد، أنّ الفيلم 'لا يرفض التجنيد الإجباري، ولكنه يتحدث عن قصص متواترة ومعروفة لدى الشعب، عن عقوبات يواجهها المجندون في الجيش مثل التكدير والفرق بين طعام الضباط والعساكر، واستغلال العساكر في أعمال خارج نطاق التجنيد.

اقرأ/ي أيضًا | العساكر... فيلم وثائقي يقلق النظام المصري