08/12/2016 - 13:57

مذيعة تركية تروي كيف اتصل إردوغان بها ليلة الانقلاب

تروي المذيعة التركيّة، هاندي فرات، قصّة أشهر مكالمة هاتفية في تاريخ تركيا ليلة وقوع المحاولة الانقلابية في منتصف تموز/يوليو الماضي، عندما اتصل الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بالمذيعة في قناة "سي إن إن تورك" ليدعو أنصاره للنزول إلى الشارع

مذيعة تركية تروي كيف اتصل إردوغان بها ليلة الانقلاب

تروي المذيعة التركيّة، هاندي فرات، قصّة أشهر مكالمة هاتفية في تاريخ تركيا ليلة وقوع المحاولة الانقلابية في منتصف تموز/يوليو الماضي، عندما اتصل الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بالمذيعة في قناة 'سي إن إن تورك' ليدعو أنصاره للنزول إلى الشارع.

المذبعة التركية

وعبر هاتف مقدمة البرامج المعروفة، ندد إردوغان بمحاولة الانقلاب، داعيًا أنصاره إلى القضاء عليه.

وتعد المكالمة التي جرت عبر تطبيق 'فايس تايم' التابع لشركة آبل، نقطة تحول حاسمة في محاولة الانقلاب.

وجعلت هذه المكالمة من فرات، مديرة مكتب 'سي إن إن تورك' في أنقرة، وهي صحافية معروفة بالفعل ونجمة في تركيا، رمزًا لليلة الانقلاب. وأصبح هاتفها حتى سلعة شهيرة يتسابق الكثيرون لعرض مبالغ طائلة عليها لشرائه.

وتقول الصحافيّة، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، في إسطنبول 'لم أبع هاتفي'، وأكدت أن الهاتف 'حاليًا محفوظ في درجي. لا أستخدمه ولكن احتفظ به في درجي خوفًا من أن أوقعه وأكسره'.

وبحسب الصحافية، فإن رجال أعمال من السعودية وقطر وتركيا عرضوا عليها شراء الجهاز الذي يعتبر أنه لعب دورًا حاسمًا في تغيير مسار الانقلاب.

- التركيز على العمل -

ليلة 15 تموز/يوليو، حاولت مجموعة من العسكريين في أنقرة وإسطنبول الإطاحة بنظام الرئيس إردوغان. ونسبت السلطات هذه المحاولة إلى الداعية الإسلامي، فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة، وقد أفشلتها قوات الأمن الموالية للحكومة وملايين الأتراك الذين نزلوا إلى الشوارع.

وهاجم الانقلابيون مقر التلفزيون الرسمي 'تي آر تي'، وأجبروا صحافية على قراءة بيان يعلنون فيه تسلمهم السلطة.

وسيبقى ظهور إردوغان، الذي كان يمضي عطلة في مرمريس غرب البلاد، في وقت متأخر من اليوم بعد بدء الانقلاب على شاشة 'سي إن إن تورك'، وهي القناة الخاصة الأوسع انتشارًا في تركيا، أحد المشاهد التي طبعت هذه الليلة الدراماتيكية.

وبالنسبة لفرات، فإنها أرادت وقت المكالمة التركيز فقط على المقابلة دون التفكير بالتأثير المحتمل بعدها. وتقول 'عندما كنت على الهواء بشكل مباشر، كنت متوترة للغاية وقلقة جدًا. تقوم بالتركيز على عملك في تلك اللحظة'.

وتوضح 'بدلُا من التفكير بماذا سيحدث بعدها، عليك التركيز على الرئيس الذي ما زال على قيد الحياة وتراه عبر شاشة ذلك الهاتف. قمت بالتركيز على عملي وأملت ألا ينقطع الإرسال'.

وتستذكر الصحافية 'كانت يدي ترتجف، وكنت أشعر بالقلق إن كانت الكاميرا تظهره (إردوغان) في شاشة كاملة وإن كان ينبغي طرح هذا السؤال أو ذلك السؤال'.

وتروي فرات أنها كانت تشعر بالقلق من الفوضى التي كانت ستبدأ في تركيا، بعد قصف مقر البرلمان في العاصمة، أنقرة، واندلاع اشتباكات في قواعد عسكرية. وتتابع 'قلت ’يا إلهي، هل أصبحنا دولة أخرى؟ هل تندلع حرب أهلية؟ على أي صباح سنستيقظ؟'.

وأدّت مكالمة إردوغان مع 'سي إن إن تورك' إلى إنهاء حالة عدم اليقين. وتوجه بعدها إلى إسطنبول وهزم الانقلاب في ذلك الصباح.

وبعد المقابلة، اقتحمت مجموعة من الجنود الانقلابيين مقر مجموعة دوغان الإعلامية التي تضم مقر القناة، في إسطنبول ثم انقطع بث التلفزيون.

وبعد فشل محاولة الانقلاب، عادت القناة إلى البث وثم قامت عدة مرات بإعادة بث مقابلة فرات مع إردوغان.

وتؤكد فرات أنها عرفت مقدار تأثير مكالمتها الهاتفية إثر تلقيها مجموعة كبيرة من رسائل الدعم والشكر من تركيا وأماكن أخرى في العالم بعد ذلك.

التعليقات