في جولة أخرى من معركة استخدام المصطلحات واستخلاص الدلالات في الإعلام العربي، اقترف قناة LBCI، خطأ مهنيًا أخلاقيًا، عندما بثت تقرير عن الوكالة الفرنسية، عرضت فيه أبرز العمليات الإرهابية التي استهدفت أماكن سهر حول العالم، وجاء فيه أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية 'حماس'، استهدفت ملاهي ليلة في تل أبيب، ملصقة بذلك صفة الإرهاب بعمليات المقاومة.
واستعرض تقرير القناة اللبنانية الهجمات الإرهابية من الأقرب بدءا من الهجمات الإرهابية التي حدثت منذ وقت قريب وانتهاء بعمليات حصلت في الأعوام الماضية، من عملية أورلاندو (12 حزيران/ يونيو 2016)، والتي راح ضحيتها 49 قتيلًا في إطلاق نار بملهى ليلي للمثليين، إلى اعتداءات باريس (13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015)، التي قتل فيها 130 شخصًا على مسرح باتاكلان وبعض المطاع المحيطة، والتي أفزعت جميع الدول الأوروبية خصوصًا بعد تبني تنظيم الدولة الإسلامية 'داعش' للعملية متوعدًا دول أوروبية كبيرة بهجمات مماثلة.
ليصل التقرير إلى عملية اعتداءات موسكو (5 تموز/ يوليو 2003)، والتي حصلت خلال حفلة لموسيقى الروك، والتي راح ضحيتها 18 قتيلا ونسبت إلى الانفصاليين الشيشان، والهجوم الذي استهدف أحد المطاعم والملاهي الليلية في أندونسيا (12 تشرين الأول/ أكتوبر 2002)، الذي راح ضحيته 200 قتيل، وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن ارتكابه.
وختم التقرير بدمغ عمليات المقاومة الفلسطينية، كتلك التي قامت بها كتائب القسام، في أحد نادي البيلياردو في تل أبيب (7 أيار/ مايو 2002)، والعملية الاستشهادية الأخرى، التي نفذتها كتائب القسام كذلك، في 1 حزيران/يونيو 2001، بملهى ليلي بتل أبيب، بالإرهاب، لاستكمال قائمته التي بدأها بداعش وختمها بـ'حماس'.
وأثار هذا 'الخطأ' سخط ناشطون فلسطينيون على موقعي التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارًا 'فيسبوك' وتويتر'، رافضين إسقاط وصف إرهاب على نشاط المقاومة، التي تسعى لنيل حريتها المسلوبة جراء الاحتلال، ليدشنوا وسم #المقاومة_مش_إرهاب، وينشروا من خلاله استهجانهم على تقرير القناة اللبنانية.
وفي بيان لها، أعلنت مكتب 'حماس' في لبنان رفضه لمضمون التقرير الذي 'يصنف ضمن أعمال المقاومة المشروعة ضد الاحتلال والتي تقرها القوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، وهي من ضمن حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وأرضه من أجل الحرية والتخلص من إرهاب الاحتلال'.
وأضاف البيان 'رفضه الإرهاب بكل اشكاله'، وأن 'الشعب الفلسطيني من أكثر الشعوب التي تعرضت لإرهاب الاحتلال، وأن حركة حماس وقوى المقاومة في فلسطين تستهدف رموز الاحتلال وبنيته وعناصره ومستوطنيه من ضمن حقهم الطبيعي في الدفاع عن الأرض والإنسان، وأن هناك فرقا كبيرا جدا بين المقاومة ودوافعها والإرهاب ودوافعه'.
لتتراجع قناة الـ LBCI، عن الخطأ الذي ارتكبته، وتصحح، فافتتحت رنيم بو خزام نشرة 'الأخبار من عندك' أمس، بالرسالة التي وجهها المكتب الإعلامي لحركة حماس في لبنان.
وعرضت رنيم تغريدة ناطق باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي قائلةً: 'أتحفنا أدرعي على تويتر قائلا: أستغرب كل هذا الضجيج والتهجم على الفضائية اللبنانية التي استخدمت المصطلح الصحيح لتسمية الإرهاب بالإرهاب #حماس_هي_الإرهاب، رغم أن التقرير الذي عرض أمس مصدره الوكالة الفرنسية، وأن الحادثين سقطا سهوا'.
اقرأ/ي أيضًا | هل يستجيب 'بلحة' لنصائح مؤيديه ويلبس الكلسون؟
وأنهت حديثها قائلة، إن 'قناة الـ LBCI لديها جرأة الاعتذار، وهي تعتبر إسرائيل عدوة ولدى الشعب الفلسطيني الحق الشرعي بالمقاومة ضدها لأنها تغتصب أرضه وماله، وستبقى دائما داعمة للمقاومة الفلسطينية'.
التعليقات