أبو تريكة يحرم من وداع والده... وعلاء مبارك يحضر العزاء

توفي والد أبو تريكة، الأول من أمس، الأحد، إثر تدهور حالته الصحية، بينما يتواجد الابن في قطر، حيث يعمل محللا فنيا في قنوات "بي إن سبورتس" الرياضية.

وحضر علاء مبارك، نجل الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، أمس، الإثنين، عزاء والد لاعب كرة القدم الدولي السابق، محمد أبو تريكة، في قرية ناهيا بمحافظة الجيزة.

وأثار ظهور علاء موجة من التعليقات الساخرة، لكون النجل الأكبر للرئيس الذي أطاحت به ثورة 2011، يتحرك بحرية رغم خضوعه لمحاكمة قضائية، بينما أبو تريكة، أحد وجوه هذه الثورة، لم يستطع العودة من قطر لتلقي العزاء في والده خشية اعتقاله دون محاكمة.

ولم يحضر أبو تريكة جنازة والده؛ كونه مطلوبا للمثول أمام النيابة، بعد إدراجه، فيكانون الثاني/ يناير الماضي، على قائمة "الشخصيات الإرهابية"، لمدة ثلاث سنوات، بدعوى "تمويله لجماعة الإخوان المسلمين"، وهي قضية تقرر التحفظ على أمواله بسببها.

وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو يظهر فيها علاء مبارك وهو يقدم واجب العزاء في والد أبو تريكة، وسط ترحيب من مشاركين في العزاء.

يذكر أنه من النادر ظهور علاء مبارك، الذي يخضع للمحاكمة، في مناسبات اجتماعية، منذ الإطاحة بوالده تحت وطأة ثورة شعبية شارك فيها أبو تريكة (38 عاما).

وصاحب ظهور علاء مبارك في عزاء والد أبو تركية تعليقات ساخرة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، فيما دشن مغردون وسما (هاشتاغ) حمل اسمه، وآخر أطلقوا عليه #أبوتريكه_ثورة_احذروها، وتداولوا صور تدلل على شعبية أبو تريكة الجارفة في الشارع المصري، واستشهدوا بصورة للمشاركة العارمة في جنازة والده التي لم يتمكن من حضورها.

وقال حساب باسم مصطفى راضي: إن "كل قواعد اللا منطق في العالم تجمعت في صوره (يقصد حضور علاء مبارك العزاء)... علاء مبارك حاضر عزاء والد تريكة، وتريكة نفسه معرفش يحضر".

وغرد إسماعيل عمر قائلا: "حالنا بعد الثورة تلخص في مشهد النهاردة... علاء مبارك يحضر عزاء والد أبو تريكة، في نفس الوقت الذي فيه أبو تريكة نفسه مش عارف يحضر عزاء والده".

فيما قال حساب باسم مواطن مصري: إن "علاء مبارك حضر عزاء والد الإنسان أبو تريكة تقريبا اختبار للشعب بمدى قابليته لعودة نظام مبارك في صورة جمال ابنه ولكن!".

وتتردد أنباء عن اعتزام جمال مبارك الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2018.

وعاد نجلا مبارك، علاء وجمال، إلى الظهور في مناسبات عامة، بعد أن تمت تبرئتهما من قضية قتل متظاهرين أثناء ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، التي أطاحت بوالدهما، وإخلاء سبيلهما على ذمة قضايا "فساد مالي".

ولم يتبق أمام علاء وجمال سوى قضية واحدة، وهي "التلاعب بالبورصة"، التي أخلي سبيلهما فيها يوم 11 حزيران/ يونيو 2013، وتم تأجيلها أكثر من مرة، وأحدثها إلى جلسة 15 نيسان/ أبريل المقبل.

بينما قال مساعد وزير الداخلية المصري للإعلام والعلاقات العامة، اللواء طارق عطية، في تصريحات صحفية، إنه لا يوجد ما يحول بين عودة أبو تريكة إلى مصر. رغم أن أبو تركية مدرج على قائمة الممنوعين من السفر، في الوقت الذي يرتبط فيه أبو تريكة بعقد مع "بي إن سبورتس".

ورثى أبو تريكة والده على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أمس، بقوله عن والده: "‏تعلمت منه الكثير. فقدت قدوتي في الكفاح والعمل... رحم الله والدي وغفر له وأسكنه فسيح جناته".

ويعد أبو تريكة أحد أبرز لاعبي كرة القدم في تاريخ النادي الأهلي ومنتخب مصر، وساهم في حصد الأهلي والمنتخب الكثير من الألقاب، قبل أن يعتزل اللاعب في كانون الأول/ ديسمبر 2013.

ويحظى أبو تريكة بجماهيرية كبيرة في مصر والعالم العربي، حتى بات ملقبا بـ"أمير القلوب" و"تاجر السعادة".

وفي أكثر من مناسبة، نفى أبو تريكة صحة اتهامات موجهة إليه بتمويل جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها أول رئيس مصري بعد الإطاحة بمبارك، وهو محمد مرسي، الذي حكم عاما واحدا من فترته الرئاسية.

وكان الرئيس المصري الحالي، عبد الفتاح السيسي، هو آخر مدير للمخابرات الحربية في عهد مبارك، بينما كان وزيرا للدفاع، حين أطاح الجيش، في 3 تموز/ يوليو 2013، بمرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا.

ومنذ ذلك التاريخ تعاني مصر انقساما مجتمعيا حادا، حيث يعتبر قطاع من المصريين الإطاحة بمرسي "انقلابا عسكريا"، فيما يعتبرها قطاع آخر "ثورة شعبية على حكم الإخوان استجاب لها الجيش"، إلا أن معظم الرموز التي خرجت تطالب بالإطاحة بالرئيس مرسي انفصلت عن السيسي واعتبرته ينفرد بالقرار المصري مسخرا مقدرات الدولة لصالح المؤسسة العسمرية.

وصنفت السلطات المصرية جماعة الإخوان، في كانون الأول/ ديسمبر 2013، "جماعة إرهابية"، بينما تقول الجماعة إنها تتبنى نهجا سليما في الاحتجاج على الإطاحة بمرسي، وتتهم السلطات بقتل واعتقال الآلاف من أعضائها.