14/04/2017 - 18:25

التلفزيون السوري يبحث عن المواهب... فوق الجثث والدمار

ليس سرًا أن التلفزيون السوري النظامي يعيش عالمه الخاص، قبل الثورة عاش جمودًا حادًّا في التقديم والأداء وحتى في نشرات الأخبار، وبعد الثورة، لم يستطع مجاراة الأحداث وهو أمرّ يقرّ به النظام السوري الذي استعان، بداية الأزمة.

التلفزيون السوري يبحث عن المواهب... فوق الجثث والدمار

ليس سرًا أن التلفزيون السوري النظامي يعيش عالمه الخاص، قبل الثورة عاش جمودًا حادًّا في التقديم والأداء وحتى في نشرات الأخبار، وبعد الثورة، لم يستطع مجاراة الأحداث وهو أمرّ يقرّ به النظام السوري الذي استعان، بداية الأزمة، بقناة 'الدنيا' الخاصّة ومن ثم بالإعلام اللبناني، مثل 'الميادين' و'إن بي إن' و'المنار' والإيراني، مثل 'العالم' والقنوات العراقية التي تتبع له، وهو تأكيد لفشل الإعلام السوري في بناء مصداقيته الخاصّة، حتى أن الرئيس السوري، بشّار الأسد، لم يخصّ التلفزيون السوري بلقاء خاص منذ بدء الثورة في إقرار منه، وفق مراقبين، بتدنّي شعبيته ومصداقيته حتى في أوساط مؤيدي النظام.

وفي ظل الانعزال العام الذي يعيشه، بدأت قناة 'سورية دراما'، التابعة للتلفزيون الرسمي، بثها برنامجًا جديدًا يبحث عن المواهب الغنائية السورية في محاولة محكوم عليها بالفشل لتقليد برنامج 'عرب أيدول' بنسخته العربيّة 'محبوب العرب' الذي يعرض على قناة 'إم بي سي' السعوديّة.

ولم يشذّ اسم البرنامج الجديد عن الأسماء الباهتة التي يختارها العاملون في التلفزيون السوري، ألّا وهو اسم 'أصوات' وشعاره خالٍ من أي إبداع في التصميم، يصلح بالكاد لبرنامج إذاعي لا لبرنامج يعرض على التلفزيون، أمّا الإستوديو، فلا زالت المراحل الأولى تصوّر داخل مبنى دار الأوبرا السوريّة بدمشق، وهو لا يرقى إلى برامج محليّة حتى في القنوات السورية الأخرى.

بالطبع، المقارنة بين إم بي سي والتلفزيون السوري غير ممكنة البتّة، لا من ناحية التكنولوجيا ولا من ناحية الوصول إلى شرائح الناس، ولا يمكن مقارنة التلفزيون السوري بالقنوات السورية الأخرى لتدنّي شعبيته حتى الحضيض. ولكن السؤال هنا، لمَ يأتِ هذا البرنامج؟ هل لرفع شعبية القناة؟ إذا لماذا هذا الإخراج الباهت والاسم السيئ والتقديم الأسوأ؟ أم لنقل الصوت السوري الذي تميّز في البرامج الخارجيّة؟

فشل التلفزيون السوري خلال الأعوام الماضية في نقل معاناة السوري، نقل صوت آلامه وجراحه، لم يستطع نقل صورة الحرب القاتلة والمدمّرة كما هي، حتى الدمار فشل في نقله لكنه نجح في شيء واحد، هو الحفاظ على رتابته والكذب ثم الكذب، الذي ملّه النظام نفسه وانتقل إلى قنوات أخرى يشاهدها.

فشل التلفزيون السوري في نقل أصوات السوريين التي تطالب للحرية، وسيفشل، بالتأكيد، في نقل أي أصوات أخرى، حتى لو كانت فنًا أو أغاني.

التعليقات