19/05/2017 - 13:13

مع الاستبداد... أيًا كان المستبد

ليس التساؤل في زيارة وفد الفنانين المصريين، برئاسة الممثلة إلهام شاهين، ومشاركة الممثل فاروق الفيشاوي والإعلامية موسى شلبي والمخرج عمر عبد العزيز والمنتج محسن فودة، لماذا زاروا دمشق، وللدقّة أكثر، لما ارتموا في حضن النظام السوري.

مع الاستبداد... أيًا كان المستبد

إلهام شاهين في حرم نقابة الصحافيين (فيسبوك)

ليس التساؤل في زيارة وفد الفنانين المصريين، برئاسة الممثلة إلهام شاهين، ومشاركة الممثل فاروق الفيشاوي والإعلامية موسى شلبي والمخرج عمر عبد العزيز والمنتج محسن فودة، لماذا زاروا دمشق، وللدقّة أكثر، لماذا ارتموا في حضن النظام السوري، إنّما لماذا تأخرت هذه الزيارة حتى الآن؟

فالوفد المصري استقبل من قبل أذرع النظام السوري 'استقبالَ الفاتحين'، وفي نقابة الممثلين السوريين، التي تقصي أبناءها وفنانين كبارًا منها، ويصر رئيسها على التصّرف كمخبر وكعنصر في الأجهزة الأمنيّة، حلّ الوفد ضيفًا 'عزيزًا مكرّما' كما في تعبير أحد المشاركين في 'الحفل'.

ولم تقتصر الزيارة على المجاملات المعهودة في مثل هذه الحالات، بل تجاوز ذلك إلى ما هو أبعد، إلى إنكار الواقع، فقد قالت شاهين لقناة محليّة، تابعة للنظام بطبيعة الحال (والاستبداد)، إنها لم تجد أي آثار للحرب في سورية أو دمار أو خراب، بل وجدت سورية كما هي، مثلما شاهدتها من قبل'، مضيفة 'أنها تتمنى عودة الأمن والاستقرار لسورية، إضافة إلى عودة مهرجان السينما'.

ليس عيبًا أو عارًا تمني عودة الأمن والاستقرار إلى سورية، فذلك ما يطمح إليه كل حر في وطننا العربي وهو يرى السوري يذبح على مذابح الاستبداد والطغيان والإرهاب والتطرّف، إنما العيب هو إنكار معاناة الشعب السوري، معاناته الحقيقيّة، التي بالطبع ليست كمعاناة إلهام شاهين، التي ظهرت باكية وغاضبة يومًا لتجاهلها من قبل النظام على قناة 'روتانا' في العام 2012 ضمن الأذرع الناعمة للثورة المضادة في مصر، ضد نظام الرئيس المصري المعزول، محمّد مرسي، معاناة لم ترها شاهين، بالتأكيد، ضمن موكبها الأسود الذي اخترق شوارع العاصمة دمشق، تتقدّمه سيارة المارسيديس الحديثة السوداء، الذي يكفي المتابع لحلقة واحدة من المسلسلات السورية لفهم رمزيتها المقيتة في نفوس الشعب السوري.

الوفد المصري الزائر لدمشق ليس ضحيّة شعارات المقاومة والممانعة وتحرير فلسطين التي يرفعها النظام السوري وحلفاؤه، فتلك قضايا لا تعنيهم، ولم يعرف عنهم يومًا التصاقهم بالقضايا الوطنية والقومية الجامعة للأمة العربية، فغزّة التي دُمّرت، وهي على مسافة أمتار منهم، لم تجد عندهم أي كلمة تضامن، أو زيارة يتيمة.

وهم، أيضًا، ليسوا "ضحايا" الاستبداد، هم قوامه وهواته، يعشقون 'بسطار' الحاكم، أيًا كان انتماؤه السياسي، يحبّون الاستبداد أيًا كان المستبد، ويكرهون الشعوب... كل الشعوب، كرههم لأنفسهم.

التعليقات