03/03/2020 - 19:07

الشبكة تُدلي بصوتها: نتنياهو منتصر جريح والمشتركة احتكرت الخطاب السياسيّ

في غضون الساعات الأخيرة من عملية فرز الأصوات في انتخابات البرلمان الإسرائيلي، في دورتها الثانية على التوالي، تراوحت ردود فعل الفلسطينيون في الداخل من غضب إلى فرح، عقب انقسامات ما بين مقاطع ومصوت للانتخابات البرلمانية في إسرائيل.

الشبكة تُدلي بصوتها: نتنياهو منتصر جريح والمشتركة احتكرت الخطاب السياسيّ

رجل يُدلي بصوته في حيفا (أ ب)

لقيَت نتائج الانتخابات الإسرائيلية، الثالثة خلال عام، ردود فعل من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين غرّدوا وكتبوا منشورات متباينة في المواقف التي عكستها، والتي انقسمت بين متفاخر بما اعتبره إنجازًا للقائمة المشتركة التي وصلت للمقعد الخامس عشر، وبين من أشار إلى "انتصار كاسح" لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو الذي فاز معسكره اليمينيّ بـ59 مقعدا.

وكتبت هنيدة غانم في "فيسبوك" معلقة على انتصار نتنياهو: "نتنياهو منتصر جريح، هو منتصر بعد ثلاث معارك انتخابية خاضها بكل ما أوتي من قوة واستخدم بها كل الوسائل ، وهو مؤمن انه نجح في التغلب على مؤامرة الإطاحة به من قبل "المؤسسة " ووكلائها من ابيض ازرق. نتنياهو ليس فقط انتهازي شعبوي هو يميني أيديولجي، لذلك سيعمل بكل قوته على استغلال الفرصة المتاحة أمامه من اجل ترك بصمته وتحقيق رؤيته التي تضمنتها صفقة القرن".

وأضافت غانم في المنشور ذاته أن "نتنياهو سيعمل كي يتم تذكره في كتب التاريخ ليس من خلال قضايا الفساد والمحاكم، بل كثالث اهم شخصية في التاريخ الصهيوني بعد هرتصل وبن چوريون، الأول أسس الصهيونية والثاني حقق "الدولة" أما هو فمن حسم الصراع ورسخ ’ارض اسرئيل’ ..أن تكون يميني ايديولوجي منتصر بشعور الجريح الذي يسابق الزمن لتحقيق رؤيته هذا أمر مخيف ويجب عدم الاستهانة به على الإطلاق".

وكتب رازي نابلسي في منشور انتقد فيه القيادة الفلسطينية: "نتيناهو جاب 37 لحاله، 60 عضو كنيست معه لحكومة، ناقصه مقعد واحد، روّح يجيبه. يلّا، القيادة الفلسطينيّة بنفع تنزًل البيان تبع آخر 20 سنة: المُجتمع الإسرائيلي اختار الاستيطان وقتل عملية السلام... المجتمع الإسرائيلي منح فاسد، مجرم، انتصار مجنون كبير رغم ثلاث لوائح اتّهام. المُجتمع الإسرائيلي بسلّم عليكو وعالأخلاق والديمقراطيّة".

وقال عدي منصور في منشور أعرب من خلاله عن موقفه من الانتخابات: "بعد الانتخابات، وبعيدًا عن ازدواجيات الخيانة والواجب الوطني، مهم نحكي عن وضعنا السياسي المتأزم، والخطاب السياسي المعدوم. مهم نحكي عوضعنا السياسي المتأزم، لأنه بطل عنا خطاب سياسي. القائمة المشتركة كوّنت خطاب موحَّد، ولكن سرعان ما هاد الخطاب حوّل تمثيلنا أمام المؤسسة الحاكمة وبمواجهة مباشرة مع الأحزاب الصهيونية إلى تمثيلنا بداخل المؤسسة الحاكمة، بالتوازي مع باقي الأحزاب الصهيونية".

واعتبر منصور في منشوره أن "لهذا الأمر تداعيات عديدة، طبعًا، وأولها تغاضي وتجاهل تام للمفهوم الاستعماري لمواطنتنا وعلاقتنا مع البرلمان الممثّل للمجتمع الإسرائيلي. تمثيلنا ضمن اللعبة السياسية الإسرائيلية، وليس خارجها أو بمواجهة لها - حتى لو بالمفهوم النظري للموضوع - يعني تجاهلنا لتناقض بنيوي بين كيان الدولة والديمقراطية، وتحويل تمثيلنا من وسيلة إلى غاية".

وأوضح أن "القائمة المشتركة (استطاعت) تكوين خطاب خاص بها باحتكارها للخطاب السياسي عن طريق صوتنا، بالطبع وبتمثيلها لجزء كبير من الشعب الفلسطيني بالداخل. هذا الخطاب يُحاكي الفلسطيني بالمنظور الإسرائيلي ووفقًا لقواعد اللعبة الإسرائيلية. هذا الخطاب ليس يسارًا أو يمينًا، بل هو خطاب ’مركز’ عربي جديد، مبني على أسس شعبويّة تستند على النجوميّة الفردانيّة والتي حوّلت الوسيلة التمثيلية بأدواتها المختلفة إلى هدف سياسي ’نناضل’ من أجله. هذا الخطاب معدوم المواقف يُقنع الناس على أساس المشاعر، ويركب أمواجًا على أحداث سياسيّة مفصليّة، كصفقة القرن والتخويف بخصوص سكان المثلث".

وتابع منصور: "هكذا، مثلًا، أصبح عدد المقاعد في الكنيست وزيادة التمثيل فيه إلى هدفًا مركزيًّا وأساسيًّا، وليس وسيلة لإيصال فكرة ما أو خطاب ما. إسقاط نتنياهو واليمين تحوّل إلى ’ال هدف’، وهو فعلًا هدف بالمفهوم الإسرائيلي، ولكن أليس معناه مختلف تمامًا بالمفهوم الفلسطيني؟".

وباركت نهال أبو جوهر للقائمة المشتركة، وهنّأت الناخبين على رفع نسبة تصويتهم في الوسط العربي قائلةً إن "كل النجاحات إلي ممكن تحققها القائمة المشتركة هي بسبب ثقة الناس، والأمل في خلق تغيير في مجتمعنا العربي من خلال تمثيل اكبر وأقوى في البرلمان! رغم الكثير من الجهود لبعض الأشخاص بالتشجيع على المقاطعة سواء بمناشير او فيديوهات مصورة ... بدون طرح اي بديل واعتمادهن على حجج ضعيفة، الناس طلعت وصوتت وهذا بقول انه الناس تعبت الوضع القائم ... وصار وقت التغيير !كلي أمل نصل لل18! فخورة_بشعبي".

بدوره، اعتبر محمد كبها في منشور أن وارء نسب التصويت المرتفعة في البلدات العربية، عدة أسباب و"دوافع"، إذ قال إن "دوافع خروج الناس بهذه النسبة المرتفعة للتصويت يعود إلى: 1. الخوف؛ وتحديدا الخوف من صفقة القرن، وايمان الناس بالوهم الذي روّجت له القائمة المشتركة وخداعهم بأن لديها القدرة على التصدي لصفقة القرن. هذا الوهم الذي يرتكز على التخويف وزرع الذعر في نفوس الناس وإقناعهم بأن السبيل الوحيد من أجل الحفاظ على وجودهم هو 'النضال الكنيسيتي' تم ترويجة من خلال حملات مموّلة بعشرات الملايين من الشواقل من قبل مؤسسات بعضها نعرف منطلقاته وبعضها الآخر نجهله".

وأضاف كبها: "2. لم تتعرف الناس على البدائل ولم تسمع خطاب آخر غير خطاب المشتركة/ سلطة أوسلو، وإن سمعه البعض، فهو يصل إلى اذانهم بلغة وبمصطلحات غير مألوفة ويذكّرهم بمراحل سابقة (الخمسينيّات حتى السبعينيّات، وصولا إلى الانتفاضة الأولى) أعطتهم تلك المراحل ربما الكثير من الأمل، ولكن نتائجها كانت مخيّبة لآمالهم. لم يتمكن أصحاب الطرح البديل من صياغة مشروع يحاكي حياة الناس وهمومهم، لذا، والى حين تطوّر هذا المشروع، ستبقى الناس على ما هي عليه، وستخرج للتصويت للطيبي وأيمن عودة، وسيهلّلوا محمود عبّاس".

واعتبر قاسم بكري أن "الوحدة أعظم إنجاز وأهلنا سبقونا بوعيهم وحرصهم على أحزابنا وحركاتنا الوطنية وهمومنا القومية. خلال الانتخابات في بلدي البعنة، أمس، شاهدت ما لم أشاهده من ذي قبل، حماسة وحرارة وهمة وعزة وكرامة وطنية وعمل دؤوب ومثابر على كل صوت من أهل وأخوة وأصدقاء غير محزبين...
يا ويلنا من الله، ومن ثم من شعبنا، إذا ما حافظنا على الوحدة وعززناها وطورناها لخدمة شعبنا...
أحاول استيعاب مشاهد الانتصار للعزة والكرامة الوطنية، المؤثرة جدا، من الكبار والصغار، من مختلف الشرائح والفئات".

وغرد أحمد دراوشة في "تويتر" : "يبدو أنها ليلة انتصار نتنياهو اتجاهات التصويت تشير إلى ارتفاع نسبة التصويت في معاقل الليكود والقائمة المشتركة بـ1%".

التعليقات