شهدت مواقع التواصل الاجتماعيّ انتشارا "لأخبار مضلّلة" متعلّقة بمأساة الطفل المغربي ريان، والذي لقي مصرعه بعد أكثر من 5 أيام قضاها عالقا في بئر يبلغ عمقها 32 مترا في مدينته شفشاون، بحسب ما أكّدت منصة "مسبار" لتقصّي الحقائق.
وذكرت منصة "مسبار" أنه "وسط متابعة كثيرين لآخر أخبار الحدث، رصد فريق مسبار أخبارًا مضلّلة حظيت بتفاعل كبير ولاقت رواجًا واسعًا. وكانت في غالبيتها صور ومقاطع فيديو، بالإضافة إلى تصريحات مفبركة مرتبطة بالموضوع".
وأوضحت أنه "من أبرز المواد المرئية التي انتشرت عن الحادثة، كانت الصور المضللة التي ادّعى متداولوها أنها لريان بعد خروجه من البئر، ولكنّ تحقيق مسبار كشف أنّ إحدى هذه الصور قديمة ومرتبطة بحادثة سقوط طفل عراقي في بئر في الموصل".
وأفادت "مسبار" بتداول "مستخدمين (لمواقع التواصل) صورة أخرى، ادّعوا أنها لريان وهو في المستشفى بعد إنقاذه من البئر، لكن بالتحقق تبيّن أنها قديمة ومتداولة منذ عام 2018 وليس لها علاقة بالحادثة".
وفي السياق ذاته، انتشرت صورة لطفل يمنيّ في مستشفى، كان قد توفي بسبب خطأ طبيّ، لكنّ متداولي الصورة نسبوها للطفل المغربي ريان، وادعوا أنّها التُقطت بعد خروجه من البئر.
وانتشرت صور ومقاطع فيديو مضلّلة ادعى متداولوها أنّها من عملية إنقاذ ريان. كما انتشر مقطع آخر على أنّه لعمليّة إنقاذ ريّان، ووفق "مسبار"؛ "تبيّن أنّ مديرية الدفاع المدني العراقية نشرته بتاريخ 31 كانون الأول/ ديسمبر عام 2021"، وذكرت أنه لـ"عملية إنقاذ طفل تركماني من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد أن سقط في بئر ارتوازي ضيق في منطقة تازة".
كما انتشر مقطعا فيديو ادعى متداولوهما أنّهما لرجال الإنقاذ وهم يحفرون يدويًّا لإخراج ريان من مكان احتجازه، ولكن "بالتحقق تبيّن أنّ المقطعين قديمان ولا علاقة لهما بالحادثة".
وفي سياق الحادثة نفسها، انتشر مقطع فيديو مضلّل، ادعى متداولوه أنّه يُظهر انتشال ريان من البئر بجهد أحد أعضاء فريق الإنقاذ، وظهر في المقطع أنّ سحب الطفل تمّ دون إجراء أي عملية حفر يدويّ أو آلي، وهو ما دفع البعض للتشكيك بالأخبار والمقاطع المبثوثة من عمليات إنقاذ ريان في شفشاون.
تحققت "مسبار" من المقطع المتداول، ووجدت أنه "يعود إلى حادثة سقوط طفل صيني يبلغ من العمر خمس سنوات، سقط في بئر في بلدة تشينغيي في شهر أيلول/ سبتمبر عام 2016، وأنقذه رجل إطفاء نزل إلى البئر وأمسك به وسحبه باستخدام حبل".
تصريحات وأخبار مفبركة
أما في ما يتعلق بالتصريحات المفبركة المنتشرة عن الحادثة، فقد تداول مستخدمون تصريحًا منسوبًا إلى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، جاء فيه "سنخصّص مبلغًا من المال لرعاية الطفل ريان وعائلته إذا تم إنقاذه من البئر".
وبالتحقق من الادعاء وجدت "مسبار" أنّ التصريح زائف، إذ لم يصدر أي تصريح عن الدبيبة أو حكومته بشأن قضية الطفل ريان.
التعليقات