29/04/2022 - 16:32

انتحار صحافي مصري يهزّ الإعلام: اضطهاد مالي ممنهج

هزّ انتحار الصحافي المصري، عماد الفقي، أمس الخميس، الوسط الإعلامي المصري والعربي.

انتحار صحافي مصري يهزّ الإعلام: اضطهاد مالي ممنهج

الفقي (فيسبوك)

هزّ انتحار الصحافي المصري، عماد الفقي، أمس الخميس، الوسط الإعلامي المصري والعربي.

وانتحر الفقي داخل مكتبه في الطابق الرابع في صحيفة "الأهرام" شنقًا، لكنّ جسده انفصل عن رأسه الذي عثر عليه قرب كنيسة مجاورة.

وكان الفقي مسؤولًا عن الملف القضائي في قسم الأخبار في "الأهرام"، وهو في الـ56 من العمر، وكان بشوشًا يحب المزاح، ويرتبط بعلاقات جيدة مع زملائه، غير أنه عانى من ضائقة مادية أخيرًا، بسبب تراكم المسؤوليات المالية على كاهله بفعل التضخم، وزواجه من اثنتين، بحسب ما نقلت "العربي الجديد" عن مصادرها.

وأمرت النيابة العامة المصرية بنقل الجثمان إلى مشرحة زينهم للعرض على مصلحة الطب الشرعي، واستدعاء بعض شهود العيان في مؤسسة "الأهرام" الصحافية، وتفريغ كاميرات المراقبة، مع أخذ أقوال زوجتَي الصحافي الراحل للسؤال عن حالته النفسية خلال الفترة الأخيرة، في إطار كشف ملابسات الحادث.

ووفقًا لتحريات الشرطة، سمع شهود عيان صوتًا لارتطام جسم ثقيل بالأرض في الساعات الأولى من الصباح، ليكتشفوا رحيل زميلهم بتلك الطريقة، نافين وجود خلافات معلنة بينه وبين أحد من زملائه، أو مع رئيس تحريرها الصحافي المقرب من النظام الحاكم، علاء ثابت.

لكنّ عددًا من الصحافيين المصريين حمّلوا ثابت المسؤولية عن انتحار الفقي الذي قالوا إنه تعرّض لاضطهاد ممنهج منه، في وقت كان فيه بحاجة ماسة إلى المال لسداد مصاريف نجله الذي يدرس في جامعة خاصة.

وتساءل الصحافي عادل خشبة عبر حسابه في موقع "فيسبوك": "ماذا رأى الزميل في ’الأهرام’ من ضغوط لكي يصل به الأمر إلى شنق نفسه بحبل أعمال الصيانة لزجاج المبنى، ويختار الانتحار من مكان عمله ومكتبه، حتى سقط بقوة لينفصل الرأس عن الجسد؟ معلوماتي أنه صحافي شاطر، وراتبه بسيط، وتعرض لاضطهاد في عمله، وتأخرت ترقيته". وأضاف خشبة "على مجلس النقابة مناقشة أحوال الصحافيين، وحال المهنة، ومعاناة الزملاء في ظل الظروف المادية التي تنال منهم. أرجو من النقيب ومجلس النقابة النظر إلى حال المهنة، وما يُهدد صاحبة الجلالة من ضغوط. الدماء التي تناثرت تستحق وقفة ودراسة، أو إقالة لمن لا يهتم بالمهنة".

بينما قال الصحافي أمين خير الله: "الظروف المهنية والمعيشية الصعبة أجبرت الزميل على الانتحار شنقًا. والزميل محمود كامل أكد أن ما حدث له بسبب اضطهاد رئيس التحرير الذي منع ترقيته، وحرمه من صرف أجزاء من مستحقاته، ومارس ضده كل أشكال الظلم، ولم يجد الضحية من ينصره"، وأضاف خير الله "الغريب في الأمر أن رئيس تحرير ’الأهرام’ كان عضوًا في مجلس نقابة الصحافيين لعدة سنوات، وكان دوره الأساسي الدفاع عن زملائه المظلومين. فكيف له أن يكون قاسيًا على ابن مؤسسته لهذه الدرجة؟ لا ننسى أيضًا أن نقيب الصحافيين ضياء رشوان هو ابن المؤسسة العريقة نفسها، فكيف له أن يرى كل هذا الظلم، ولا يتدخل لنصرة زميله الذي انتحر يائسًا من حياته".

من جهة ثانية، قال عضو مجلس نقابة الصحافيين، محمود كامل "كل الزملاء في ’الأهرام’ الذين عاشروا الزميل الراحل عماد الفقي يعرفون جيدًا أنه تعرّض لاضطهاد واضح وصريح وممنهج من رئيس تحرير الأهرام في آخر 4 سنوات. اضطهاد وصل إلى حسم كل الحوافز والأرباح على مدى هذه السنوات، ومنعه من ممارسة عمله الصحافي بشكل غير رسمي، ومن دون أسباب أو تعليمات، بالإضافة إلى تجاوزه عدة مرات في ترقيته لرئاسة قسم الأخبار في الصحيفة"، وأضاف كامل: "الراحل اختار أن يوجه رسالة من مكان رحيله لكل رئيس تحرير ظالم، ولرئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وأعضاء الهيئة، ولنقيب الصحافيين، وأعضاء مجلس النقابة، ولكل قيادة صحافية تمارس الاضطهاد، وتقهر الرجال".

في المقابل، رد علاء ثابت قائلًا: "مع كل الدعاء بالرحمة والمغفرة للزميل العزيز الراحل عماد الفقي... يؤسفني أن أشارك مضطرًا وآسفًا ومتألمًا في جدل عقيم، ليس هذا وقته أو مجاله، لتصحيح معلومات كاذبة هي استغلال كريه لمشاعر التعاطف، والحب الجارف الذي تدفق من محبيه بعد مأساة رحيله المؤلمة"، وأضاف ثابت عبر حسابه في "فيسبوك": "أؤكد جازمًا قاطعًا أن كل ما نشره الزميل محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحافيين، هو كذب محض، وافتراء من وحي خيال مريض يسعى لتحقيق أغراض غامضة غير مفهومة، عبر الاتجار بمأساة الزميل الراحل. فلم يحدث إطلاقًا ــ وبيننا سجلات مؤسسة ’الأهرام’ والهيئة الوطنية للصحافة ــ أنني حسمت أيًا من الحوافز أو الأرباح للزميل المتوفى منذ عام 2017 حتى الآن".

التعليقات