22/05/2022 - 14:27

"تيك توك" توفر حريّة الابتكار للمخرجين السينمائيين المبتدئين

تستهوي منصة "تيك توك" التي تحظى بشعبية واسعة لدى الشباب، المخرجين السينمائيين المبتدئين، إذ أن مقاطع الفيديو القصيرة على الشبكة الشريكة لمهرجان كان، توفّر "حرية ابتكار" ولا تستلزم إمكانات ضخمة، وتُرسي بلقطاتها العمودية "قواعد بصرية جديدة".

نجم "تيك توك"، كابي لامي (Gettyimages)

تستهوي منصة "تيك توك" التي تحظى بشعبية واسعة لدى الشباب، المخرجين السينمائيين المبتدئين، إذ أن مقاطع الفيديو القصيرة على الشبكة الشريكة لمهرجان كان، توفّر "حرية ابتكار" ولا تستلزم إمكانات ضخمة، وتُرسي بلقطاتها العمودية "قواعد بصرية جديدة".

ونظمت المنصة للمرة الأولى مسابقة للأفلام القصيرة بعنوان "تيك توك شورت فيلم" (TikTokShortFilm#) وزعت جوائزها، الجمعة، ضمن مهرجان كان، إلا أن الأعمال التي شاركت فيها "مشغولة بشكل أكبر بكثير من مقاطع الفيديو التي ينشرها عادة مستخدمو الشبكة"، بحسب عضو لجنة تحكيم المسابقة المخرجة السنغالية، أنجيل ديابانغ.

وفازت كلوديا كوشيه، وهي مستخدمة "تيك توك" مثابرة ولكنها قبل كل شيء ممثلة، بجائزة "أفضل سيناريو"، عن عمل بعنوان "برنسيس موديرن" يقع في ثلاث دقائق.

وكان توقف الأعمال المسرحية خلال مرحلة الحجر الأولى في آذار/ مارس 2020 لاحتواء جائحة كوفيد-19 وراء اكتشاف هذه الممثلة المسرحية البالغة 34 عامًا الشبكة الاجتماعية وانضمامها إلى مستخدميها المليار.

وقالت لوكالة "فرانس برس" إنني "أنشر حاليًا مقطع فيديو كل يوم تقريبًا. إنها عبارة عن مشاهد من الحياة اليومية تمتزج بالخيال. لدي 250 ألف متابع".

وأضافت: "توفّر لي تيك توك حرية ابتكار وجمهورًا وتعطيني الثقة للقيام بالأمور بمفردي".

وأرادت كوشيه من خلال مسابقة "تيك توك" أن تتناول موضوعًا خطيرًا هو العنف ضد المرأة، يختلف عن النمط المألوف لدى مستخدمي "تيك توك" الساعين عادةً إلى مقاطع فيديو "مسلية".

ولجأت كوشيه استثنائيًا إلى كاميرا "16 كي" لتصوير اللقطات القريبة جدًا، بدلًا من هاتفها الذكي الذي تستخدمه عادةً. وبكلمات قليلة ومن دون مشاهد عنف جسدي صريحة، ولكن بحضور مكثّف للانفعالات المعبّرة، يتناول فيلمها القصير قصة فتاة معنّفة ينتهي بها الأمر إلى ارتكاب ضرر لا يمكن إصلاحه للدفاع عن نفسها. وشرحت كوشيه "عندما نكون ضحية للعنف الاسري لا نجرؤ على الحديث عنه، لكن يمكننا إظهاره".

وقالت عضو لجنة التحكيم المخرجة الفرنسية، كامي دوسوليه، خلال توزيع الجوائز "قد يرى البعض أن ثلاث دقائق وقت قصير، لكن حاولنا تقييمها على أنها أفلام مدتها 120 دقيقة".

وأبدت دوسوليه المعتادة أكثر على الشاشة الكبيرة إعجابها بشكل الصورة العمودي الذي تفرضه "تيك توك" إذ "يتيح التحرر من ثقل الإطار الأفقي الذي ساد عقودًا ويرسي تاليًا قواعد بصرية جديدة بالكامل".

ورأت أن "لعبة هذا النمط من الإطار التصويري لا توحي فقط بالهاتف الذكي، بل كذلك بالنافذة والباب، وهي تشبه أيضًا اللوحات الفنية".

وأفاد مدير "تيك توك" في فرنسا، إريك غاراندو، في تصريح لوكالة "فرانس برس" بأن "عشرات الآلاف شاركوا في المسابقة" ينتمون إلى 44 دولة.

ورأى غاراندو، وهو الرئيس السابق للمركز الوطني للسينما في فرنسا، أن "تيك توك" عادت إلى ما يشبه لقطات الدقيقة الواحدة للأخوين لوميير في بدايات اختراعهما التصوير السينمائي.

ولاحظ أن "السينما اليوم تعاني أحيانًا شيئًا من ‘السمنة‘، وتقدم ‘تيك توك‘ بديلًا أقصر وتجربة أكثر كثافة".

ويلتقي مع هذا التحليل الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى في مسابقة "تيك توك"، إذ يستخدم مخرجه السلوفيني، ماتيي ريمانيك، رموزًا تذكّر بالأفلام الأولى في تاريخ السينما، من خلال فيلم صامت باللونين الأبيض والأسود عن قصة حب يتبادل بطلاها العشرينيان الرسائل بواسطة الطائرات الورقية.

واختار إريك غاراندو لهذه الدورة الأولى من المسابقة لجنة تحكيم "ذات تنوع كبير"، من نجم "تيك توك"، كابي لامي (الذي يحتل المركز الثاني في العالم من حيث عدد المتابعين على الشبكة) إلى المخرج الفرنسي الكمبودي، ريثي بان، الذي يترأس اللجنة و"الملتزم جدًا" بالأشكال التقليدية للسينما.

وأثار ريثي بان ضجة عندما استقال احتجاجًا على "ضغوط" الشبكة على لجنة التحكيم في عملية اختيار الفائزين، لكنه ما لبث أن عاد عن استقالته وتولى مجددًا هذه المهمة قبل ساعات من تسليم الجوائز، موضحًا أن "تيك توك تراجعت وأعادت" إلى اللجنة "سيادتها".

ولم تسمح المنصة، بعد ظهر الجمعة، لأعضاء لجنة التحكيم بالإجابة عن أسئلة الصحافيين بعد حفل توزيع الجوائز.

التعليقات