27/07/2022 - 19:26

أبرز الأخبار المضلّلة عن حرائق الغابات في العالم

رافق اندلاع الحرائق في الغابات خلال الصيف الحالي بشكل واسع في عدد من دول العالم، نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة؛ انتشار الأخبار المضلّلة بشأنها، بحسب ما أكّدت "مسبار" المنصة العربية لتقصي الحقائق.

أبرز الأخبار المضلّلة عن حرائق الغابات في العالم

(geety images)

رافق اندلاع الحرائق في الغابات خلال الصيف الحالي بشكل واسع في عدد من دول العالم، نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة؛ انتشار الأخبار المضلّلة بشأنها، بحسب ما أكّدت "مسبار" المنصة العربية لتقصي الحقائق.

وفي مقال نُشر عبر موقع الصليب الأحمر الكندي، يحمل عنوان "لماذا يُمكن أن تكون المعلومات المضلّلة خطيرة في الكوارث؟"، أكدت الكاتبة جانيس بابينو أنّ إمكانية انتشار المعلومات المضلّلة والشائعات أثناء الكوارث على نطاق واسع، تحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي في المقام الأول، واصفةً ذلك بالأمر الخطير، لأنه يمكن أن يعرض الأشخاص للخطر ويؤثر سلبًا على جهود عمال الطوارئ ومنظمات الإغاثة.

وأضافت أنّ مواجهة فيضانٍ أو حريقٍ أو انقطاعٍ للتيار الكهربائي، يصبح أكثر صعوبة عندما يكون هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها. وأكدت أنّه في حالات الطوارئ من الضروري التحقق من صحة المعلومات التي تتم مشاركتها عبر الإنترنت.

حرائق أستراليا 2020 مثالا

وفي عام 2020 شهدت أستراليا حرائق ضخمة، دمّرت مساحات واسعة من الغابات، رافقها انتشار للأخبار الكاذبة، ففي مقال يحمل عنوان "في حملة للتضليل في أستراليا: نشر الروبوتات والمتصيدين ادعاءات كاذبة حول إشعال الحرائق" عبر موقع صحيفة "ذي غارديان"، جاء أنّ الحسابات الوهمية والمتصيدين، قد انخرطوا في حملة تضليل ضخّمت دور إشعال الحرائق المتعمد في كارثة اشتعال الغابات في أستراليا عام 2020، بحسب تحليل وسائل التواصل الاجتماعي.

إذ فحص الدكتور تيموثي غراهام، كبير المحاضرين في جامعة "كوينزلاند" للتكنولوجيا حول تحليل الشبكات الاجتماعية، المحتوى المنشور على وسم الحرائق المتعمدة، أو The arsonemergency عبر "تويتر"، ووجد تحليله الأولي أنه من المحتمل أنه يوجد حملة تضليل على الوسم المذكور، بسبب العدد الكبير المريب للحسابات الشبيهة بالروبوتات.

وقال غراهام إنه "يبدو أن أستراليا غرقت فجأة في المعلومات الخاطئة والمضللة نتيجة لهذه الكارثة البيئية، مما يزيد المعاناة من عواقب تضخم الاستقطاب وزيادة الصعوبة وعدم قدرة المواطنين على تمييز الحقيقة".

ويرى أنّ نظريات المؤامرة التي تدور حول العالم تعكس زيادة عدم الثقة في الخبرة العلمية والتشكيك في وسائل الإعلام، ورفض السلطة الديمقراطية الليبرالية. هذه كلها تُعدّ عوامل رئيسية في الكفاح العالمي ضد المعلومات المضللة.

رصد عشرات الأخبار الكاذبة حول اشتعال حرائق الغابات

وتحقّقت "مسبار" من صورة تداولتها صفحات وحسابات عبر موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، تُظهر حريقًا ضخمًا في أكبر مزرعة قنب هندي في المغرب، ووجد أنّ الادعاء مضلّل، إذ إنّ الصورة من مدينة جيروند الفرنسية وليست من الحرائق الأخيرة في المغرب. كما لم يعثر فريق "مسبار" على أنباء حول نشوب حرائق في مزارع للقنب الهندي في المغرب.

وتداولت وسائل إعلام ومواقع إلكترونية وحسابات وصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورةً ادّعت أنّها من الحرائق التي انتشرت في دول أوروبا مؤخرًا، بسبب درجات الحرارة العالية. وأظهر تحقّق "مسبار" أنّ الادّعاء مضلّل، وأنّ الصورة قديمة وتعود إلى حرائق نشبت في منطقة مارسدن مور، بالقرب من هدرسفيلد شمالي إنجلترا، يوم 27 نيسان/ إبريل عام 2021.

وفنّدت "مسبار" ادعاءً عن صورة مضلّلة لحريق اندلع في جبل بوقرنين جنوبي تونس، وتبيّن أنّها توثّق حرائق غابات في مقاطعة إيستلاند في ولاية تكساس، جنوبي الولايات المتحدة الأميركية، في آذار/ مارس 2022.

وتداولت حسابات وصفحات عبر "فيسبوك" و"تويتر"، صورة ادّعت أنّها لرجال الإطفاء في تونس بعد إخمادهم حريق جبل بوقرنين. وبالتحقّق اتضّح أنّ الادّعاء مضلّل، إذ تعود الصورة لرجال إطفاء من فرنسا بعد محاولة إخماد النيران التي اشتعلت في غابات مدينة جيروند منذ 12 تموز/ يوليو الجاري، ووثّقت المشهد حسابات فرنسية يوم 16 تموز/ يوليو.

ورصدت "مسبار" صورةً ادّعى ناشروها أنّها للحرائق التي نشبت في مقاطعة زامورا الإسبانية، وتسبّبت في تعليق حركة القطارات بين مدريد وإقليم غاليسيا. ووجدت أنّ الادّعاء مضلّل والصورة من فرنسا وليست من إسبانيا، إذ نشرها فريق الإطفاء في منطقة جيروند الفرنسية يوم الجمعة 15 تموز/ يوليو الجاري، لحريق اندلع بالقرب من لانديراس جنوب غربي فرنسا، يوم الخميس 14 تموز/ يوليو الجاري.

وانتشر عبر صفحات وحسابات في موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، مقطع فيديو زعمت أنّه لاحتراق مسجد خلال موجة الحر الأخيرة شمالي المغرب، وأرفقته بوسم "#المغرب_يحترق"، ليجد فريق "مسبار" أنّ الادّعاء مضلّل، إذ إنّ مقطع الفيديو منشور منذ 15 حزيران/ يونيو الماضي، على أنّه لحريق في أحد المساجد العتيقة في منطقة سيدي البرنوصي في مدينة الدار البيضاء المغربية.

وتحقّق فريق "مسبار" من صورة ادّعى ناشروها أنّها من الحرائق التي اندلعت في غابات جنوب غرب فرنسا مؤخرًا. ووجدّ أنّ الادّعاء مضلّل والصورة قديمة تعود إلى نيران التهمت أحد المنازل خلال حريق هائل في ضاحية مدينة فولا، جنوبي العاصمة اليونانية أثينا، في الرابع من حزيران/ يونيو الماضي.

وتداولت وسائل إعلام وحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورة ادّعت أنّها من حرائق الغابات التي اندلعت في تركيا، مؤخرًا. ووجدت "مسبار" أنّ الادّعاء مضلل والصورة قديمة تعود إلى حرائق وقعت بالقرب من بحيرة فرينشمان في غابة مقاطعة بلوماس الوطنية، في كاليفورنيا، يوم 8 تموز/ يوليو، عام 2021.

وتداولت حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زاعمةً أنّه من الحرائق الأخيرة التي نشبت في أقاليم العرائش ووزان وتطوان وتازة في المغرب، وأنّه يوثق محاولة السكان إطفاء الحرائق في غياب مروحيات الإطفاء. ووجد فريق "مسبار" أنّ الادّعاء مضلّل وقديم ومنشور في موقع "يورو نيوز عربي" منذ 16 آب/ أغسطس عام 2021، على أنه لحريق اندلع في غابة قريبة من مدينة شفشاون شمالي المغرب.

وانتشر عبر حسابات وصفحات في موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، صورة ادّعت أنّها لحريق اندلع مؤخرًا في جبال جرمة في ولاية باتنة الجزائرية. ليُظهر تحقق "مسبار" أنّ الادّعاء مضلّل والصورة قديمة، نُشرت في أيلول/ سبتمبر 2020 على أنّها من حرائق اندلعت في جبالٍ في سورية.

وتداولت مواقع إلكترونية وصفحات وحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة ادّعت أنّها من الحريق الذي اندلع في إقليم العرائش شمالي المغرب، ليتبين بالتحقّق أنّ الصورة قديمة وتعود إلى حرائق شهدتها منطقة شفشاون في آب/ أغسطس 2021.

وتحقّقت "مسبار" من صورةٍ ادّعى ناشروها عبر موقع "فيسبوك"، أنّها لحريق اندلع في جبل بلهوان في قبلاط التونسية، ووجدّت أن الادّعاء مضلّل والصورة قديمة نُشرت في كانون الثاني/ يناير 2020، على أنّها لحرائق نشبت في غابات الساحل الجنوبي لولاية نيو ساوث ويلز، جنوب شرق أستراليا.

ما السبيل للحصول على معلومات موثوقة في حالات الطوارئ والكوارث؟

نصحت الكاتبة جانيس بابينو في المقال المذكور أعلاه، بعدد من الخطوات قبل حدوث حالة الطوارئ، مثل: اتباع قنوات موثوقة للمعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والاشتراك في التنبيهات، وتحميل تطبيقات طقس موثوقة لضمان تلقي تحذيرات وإبلاغات في حالة حدوث كارثة.

أما أثناء حالات الطوارئ، لا بد أن تشارك الحكومات المحلية والإقليمية ومسؤولو ووكالات الطوارئ والمرافق والصليب الأحمر جميعًا، المعلومات، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الإنترنت. كما نصحت بضرورة:

- التحقق من تاريخ النشر.

- مشاركة المعلومات الحديثة.

- ضمان صدقيّة المصدر.

- السؤال حول المعلومات التي تبدو غير محببة.

التعليقات